Skip to main content

Full text of "علم النفس الديني سيريل بيرت"

See other formats




منشورات دار الاقاق الإديدة بيرو 


Busi aR 
dy hada 
f هد ق۹۹۸‎ Vira 


(HHS 


اعتدنا ب نحن الكتاب ‏ ان ذتكتب مقدمة للموضوم الذي نطرقه 
ب سواء أكقان مثر جما أو موضوعا ب تتحدث عمسا بحويه العتاب من 
افكار واستفهامات ot op Ve‏ برئارده شو كان سكتب المقدمة يشكل مطول 
قد تآخذ ححما يعادل الموضوع الذي يطرقه ٠‏ اما قي مقدمة هذا الكتاب 
فقد كان الاجدر او اثنا خالفتا ما اعتدنا عليه ووضعنا هذا النص فى 
هامة الكتاب + ٠‏ 

وليعذرني القارىء مما كلت انوي الاقدام عليه .» فان كاتب هذا 
الكتاب ب سيرسيريل بيرت قد نال من الثقد الصارم » وعلى الاخص 
قي الخريات حياته وبعد ممائه ما جعلتي اتوقف عند النقد الموجه اليه في 
عحياته ٠‏ لان الرجل قد مات ولم يبق فى الميدان من ,بدافم عن أفكاره ‏ 
وهو الذي اتهم بالعتصربة الا القلة من الئاس + 

hay | النفس سير سيريل بيرت ولد في 7 آذار ۱۸۸۳ ونوفى عام‎ elle 
وقد كان كردا خارق الذكاء واسم المخيلة قوي البصيرة » هذا غلاوة على‎ 
قد رته الفائئقة على التحصيل والاسترجاع » مما دل عليه تفوقه في الدراسة‎ 
واستمراره على تمس المنوال حتى بعد تخرجه من‎ AFG YI من سنواته‎ 
ولم تنووب 'مزاباه الفردية الئي تمتع بها عند ذكاله ؛ ولكنها‎ ٠ الجامعة‎ 


ù 


تعدته الى روح الدعاية والمرح الذي عرف به بين مقربيه التلائل : وبين 
جمهور محاضراتة العلمية والعامة ٠»‏ 

درس برت بكاية اليسوع ( احدى الكليات المكونة لجامعة أكسفورد 
انعريقة ) ثم التحق يجامعة فورتزبيرغ بالمانيا عام ۹٠۸‏ وعند رجوعه الى 
الكلترا بعد اتتهاء الصيف انخرط في آول مركز جامعي له بجامعه 
ليفر بول + 

ولقد اتنج منذ اول حاته العلسة )14*۸( الى احالته للمعاش (\Ae%)‏ 
(NAV) tiles ms‏ على مدى تلثي قرن eye‏ عملا عمسا منشو را »الاضافه 
الى اشرافه على ١58‏ رسالة دراسات عليا للعديد من مرموقي علم النفس 
اليؤم في اوروبا وغيرها من الللدان » آي بمعدل ست أوراق علمية وشمس 
رسائل ستويا ٠‏ 

ساعدت الظروف كثيرا بيرث فى وضع قدمه بميدان علم النفس : 
فحين عين سنة ١9+48‏ في جامعة ليفربول كان علم النفس متفجرا نابضا 
نكل ما هو حديد » خاصة بعد ( تأويل الاحلام ) لفرويد سنة ++15 © : 
( متنوعات في الخبرة الدينية ) وليم جيمس في 1۹۰۲ء تم (أوراق بافلوف) 
عن التعلم الشرطي سنة é Wert‏ و (التحليل العاملي) لسبيرمان في كعقاءع 
ثم ( مقياس الذكاء ) لبينيه سنة ١»‏ » واخيرا ( التكامل الوظيفي للجهاز 
العصبي) لشير تجهون سنة 1+5 ٠‏ هذا بالرغي من ان كلا من رجل الشارع 
ورجل العلم لم يكن مستعدا لتقبله ٠‏ 

وقد تركزت انجازات سيريل بيرت طوال ثلثي قرن على المداخل 
الاكثر نظرية مثل السيكو لوجية الفردية وعلم نمس الشخصية ولسم طرق 
الى فروع السيكولوجيا ذات الاسس الحيوية مثل على النفس الفيزيو لوجي 
أو dle‏ النفس المفارق ء* 


لقد اثار يبرت في كتاباته عاصفة من النقاش بين علماء النفس لسم يؤل 


4 


أوارها مستعلا الى الآن على اكثر من صعيدء فمجلة النيوستسمان الا ثكليزية 
خصصت في عددها 4؟ ثشرين الشاني ۹۷۸ سبع صفحات طوال لتفنيد 
Quy Ob‏ في على النفس وهو صاحب المنجزات العلمية الضخمة في 
هذا الميدان مدعية انه أفكاق اعتمد على التزييف في معظى ما آخرجه للعالم 
على أنه حقائق علمية لا يطالها الغبار ‏ ولم ثر معارضة جدية ضد سيريل 
يرت الا اثناء الحقبة الآخيرة من عمره + فقد تمتع ه حتى بعد احالته على 
التقاعد (\Aov)‏ بقدر كبيس من الاسحترام والتبحيل » خاصة من دوائر elas‏ 
الى حد تسمية مدرسة خاصة بالمتخلفين العقليين واسمه » علاوة dude de‏ 
بعميد السيكولوجيين العالمي » 


ان افكار واستنتاحات ديرت كانت هدقا للنقد منذ زمن طویل » ولکن 
قوة التقدم لم تآخذ aS lan‏ الا بعد ان تحاوز السبعين ؛ فقد. كان بيرت 
مو اعا بالنقاش والحوار » مما وضع vol‏ دونه في المهارة » وان كانوا فوقه 
في القضية ٠‏ ومع ان الشك بدأ يساور الكثيرين في آواء بيرت» الا ان احداً 
لم يسبتطع حتى نهاية الخمسيئات أن بحد برهانا على آي تزوير بعد ٠‏ وكل 
ما ظهر عليه اثناء الستينات كان رد فعل عارم للهجوم الذي شن عليه ٠‏ 


ومسكن اجمال النقاط التي صو بها خصومه له فى مدان ابحاثه على 
ثلاث : أولها انه غيكر تاريخ التحليل العاملى ليخدم مصاحته الشخصية 
بحيث يمكن نسبة التقييم الاحصائي الجديد الى اسمه + وثاتيها : أنه زيف 
المعلومات التى قدمها عن دراساته للتوائي الصنوية ٠‏ وثالثها : انه قدم 
جداول من نسيج خياله عن afl‏ اختبارات دمعاملات أرتباط الذكاء 
التحصيل الدراسي» لكي يثبت ندهور مستوى التعليم بالذي لم يوالفه ٠‏ 


واذا كان لثا من كلمة نقولها في بيرت فهي اله أخرج نظربات سيبقى 
مكانها مرموقا في تاريخ علم النفس » سواء أصدقت براهيتها أو لم تصدق 


+! 


وكل ما يمكن ان يقال هو : ليته فكر بصوت عال فحسب » وليته لم بجر 
وراء ابات افكاره Lee‏ + لان هناك فروقًا فردية دين الانسان فعلا » ولان 
هناك عوامل مختافة تحكم متغيرات الذكاء ومتعيرات الشخصية فعلا : ولان 
الوراثة احدى هذه العوامل حقيقة ٠‏ واذا أردنا ان نعنون مسكوابرحة 
بيرت العامة بطريقة أفضل ؛ فيمكتنا أن نسميها السيكولوجية الانسائة ع 
لان الانسان عند بيرت انسان يسيبق مجموع اجزائه ٠‏ وهو كائن حي 
لوجوده في محتواه الانساني يكل أبعاده +٠‏ وكاثن له شعوره الواضم 
والخقى الحيوى بالنسبة لاستمرارهء وله القدرة على الاختيار وعلى تكونن 
الهدف ٠‏ آما اذا ؟ردنا أن نحلل سيكو لوجية الفردية أو المفارقةء فاتنا نخطىء 
لو قدمنا تزييفه قبل كل شيء أو وضعئا صدق ابحاثه فى الصدارة ٠‏ 


کانون الشاني ۱۹۸۲ 


de‏ النفس الديثي 


ان عالع النفس يدرس ألدين ب فى هذه الايام ‏ لا ليكشيف كونه 
حقا أو باطلاء يل لسجرد انه مضى يرفاقة مسن البشر ويأعمال متو ر 
والباحث النفسالي قد يكون له صفة کو له انسانا أو فبلسوقا ب 
أو فلسفته الخاصة » و لكن ذلك لا ينبغى "ARS OV‏ وعليسه تراهته في دراسة 
شعائر الفرق الاخرى ؛ أو عقائد الاجناس الاخرى : ولهذا ستوى عنده 
ضلال الوثني الذي يركم آأمام الخشب والاحجار » ورؤى دائتي السامية 
عن الجحيم والمطهرة والتعيي + وهو يتصيد معلوماته من كل عصر وقطر ع 
قمسلة بوسطن بروحانتها وق طحائتها في وادي النجوم » ورجل الغابة 
الاسترالى يصح حول حيوانه المقدس (توتمه ) البيغاء الأ بيضء والسناتور 
الروما فى وهو بيعيد wth Sb oye Leh‏ والالاهات » والمسيحي » والمسلم 
واليهودي عايدين الها واحدا ء كل Width sl sl! Acted) EUS‏ والشعائر 
دمر أمامه كمحموعة من الحقائق تلاحظ ونوازن ٠‏ 


واولمسألة يواجهها هي : كيف بنشاً الدين وكيف يتطور وينمو ٠‏ 
فهو لهذا بحاول أن ينفذ الى البواكير الاولى للدين » وهثاك س قى سلوك 
المتوحشين الفطري وفى أوهام الطفل الصغير . بجد ما يشبه أن يكون 
مقدمة للعبادات الراقية عند الكير المتحضر + وقد تقدم للمعوتتنه أخيرا في 
هذين الميدانين علما الاجناس والتخليل النفسي ٠‏ 


5 


لقد ظل الماحثونُ يغترضون أن التصورات الدينية الآولى عند 
التوحشين نتت من اعتقادهم في الارواح » التي قد يتخذ الكثير منها 
ai)‏ واحد مثها ) آلهة تعد ٠‏ ولحن مدايلول للعالم تأطلور E. B. ‘Laylor‏ 
4s games ot} lanes — Aninism epi) abel,‏ الاشباء ب وبالرآي 
الممتحسن الذي تعبر عنه » وهى النظرية الي تذهب الى ان الاعتقاد في 
الارواح يعطينا أضيق تعريف ممكن للدين ٠‏ هذه التصورات الدينية مكاد 
نيدو عامة فى مراحل معينة من تطور الاتسان » ولكن من المفضل أن تقرر 
كيف بدات أول ما بدآت ٠‏ ولعلها نبعت فى الغالب من الحقيقة المعروفة 
ان المتوحشين ‏ كالاطفال والعرافين ‏ ذوو صور ذهنية بصرية واضحة » 
agi‏ كمثل هاملت يرون صورا غريبة بعيون عقولهم ٠‏ ولا لم تكن لديم 
كلمة سيكو لوجية مناسية تصف مثل هذه الصور الذهئية » تحدثوا عنها 
كأنها اطياف ٠‏ ففي الغابة او بين القبور ‏ حيث يخيم الظلام فيمنع رؤية 
الاشياء ‏ يرى الفطري فى خياله أولئك الذين غابوا عنه أو .انوا » ويخيل 
اليه ان اصدقاءه يجيئرون ازيارته وهو نائي ليلاء حتى اذا صحا وفكر في تلك 
الرؤى الغريبة بدأ يملا الدئيا بأطياف وأشباح رقيقة ضعيفة شبه شفافة » 
وكذلك شأن الصور الذهنية في العادة + وليست هذه الاشباح في الحقيقة 
الا أبرازا [أو عكسا) للكائنات او همية التي ير اها في احلام نومه ويفظته ٠‏ 


غير أن أطراد الدراسة قد بين أن الاعتقاد الواضح في القوى او 
المؤثراث الشخصية انما هو تطور متأخر نسبيا » فان سير جيمس فريزر 
وقد قبل رآي تابلور في الدين بال معنى الضيق 6 قد فرق تفريقا بيئا سين 
الدين reddy‏ اذ يقول : انل عصر السحر قد سبق عصر الدين في كل 
مكان ٠‏ .وهو يعتير السحر نوعا من العلم البدائمي » فالساحر ب. ساثر! على 
ضنوابط تقليدية متوارئة ‏ يحاول أن يشير الريح بالصغير » اى أن محلب 
المطر ish OL‏ بفرع نخل قد غمس في ماء حار » فهو الى هذه المرحلة لم 


1. 


ستهل الى قوة عالية تتدخل بالنيابة عن الأنسان ء ولس هناك الا نةه ساذحة 
فى العلية الالهية الماشرة ٠‏ أن غلطة الساحر هى انه بخثار العلة chad‏ 
فهو يفضل أن يفترض أن الشبيه يحدث الشبيه على أن يبحث عن القوا نين 
الحفية للطيعة » فى دراسة للحقائق هادئة صور ء 


ولكن فريزر مثل تايلور يعامل العملية كلها في عقل الهمجي LIT‏ 
هي نظر عقلي هادىء مرسوم + وظاهر ان هذه المعاملة خطا سيكلوجي ؛ 
فالهمجى ليس عالما صغيرا ؛ وليس كهنوتا ناشنا » ائة ليس مفكرا متطقيا 
واضحا » ولكنه شخص غير سريع التأثر » حريص على أن يخير ماحوله ٠‏ 
ودينه كما تقولد كتورة مارت : ليس شيا يفكر فيه ولكن يرفضه . 
فالاعتقادات الصربحة ‏ عنده كما عند ult fli‏ تجيء متأخرة 
دالما » 


ان الوعى يشمل الاحساس والعمل كما يشمل الملاحظة والاستنتاج ء 
وفي العادة تندفم الاحاسيس والاعمال إلى الظهور أولا » أما الاعتقادات 
فانها تنبعث متأخرة لتبرر هذه الاحاسيس والاعمال وتفسرها + ٠‏ 


فآأول شكل من أشكال الدين » اذأ » بحب ان يتطلب في الاحساس 
الديني أكثر مما يتطلب قي المذاهب الدينية + ان الدين مدين بميلاده ‏ كما 
بظهر : الى بعض غرائز غامضة - ولكنها عامة يشترك فيها الجنس البشري 
كله _ هي غرائز الخوف والعجب والخضوع والاعجاب » بشنيء خارج ) 
أي ما بصح أن نسميه في كلمة واحدة ( الروع ) أو ( التقى ) ٠‏ فهذا المعنى 
ب معنى الشيء الرائم . يعُمرفا قبل أن نكو”ن لانفسنا ريا واضحا عما 
خوق الانسان أو فوق الطبيعة بأمد طويل + فعتدما تهس العاصفة على قرية 
كافرية ( من قرى الزولو ) يهمرع السكان الى الخارج ويصيحون في وجههاء 
ولا تبدو صيحاتهم آكثر من صيحات فرع وضيق ٠‏ أما (الفيجيون) 


1 


فبخبرونك أن الاعصار من صنع رجل كبير يعيش في الغابات ء واذا قتلت 
البطة المقدسة وقان الرجل الكبير يغضب ويهيج عاصفة # ضارة ‏ وعندكذء 
fel! be‏ وينزل اليرد وتهب الريح ؛ ويتفخ هو نفخا شديدا + والطريقة 
الوحيدة لتسكين العاصفة أن تصيح في وجهها وتقذفها بالحجارة ٠‏ هنا 
ترى كيف بحس الهجمي آولا بالفزع من شيء ينجؤه في صورة خطرة أو 
عادية؛ ثم بتو ده فزعه بعد ذلك الى ان محيك نظرية حول الشيء الذي أخافه, 
وطربقة تفكيره تجعله يعتبر الجو الرديء من عمل كائن مثل تمسه © ولهذا 
بحاول أن بخيف ذلك oF!‏ أو الرجل الكبير الذي يهدده أو يتقرب اليه 
زلفى وبالتدريج تحل الصلوات محل تفثات السححر + 

وهناك أنواع كثيرة من الاشياء توثر في اتفعالاتناء في طربقة خير مفهومة 
على ما يظهر » فالرعد والبرق والاجساد الميتة والدم » كل اولئك رائم مخيف 
وان يكن مجرد ركرية هذه الاشياء أو التغبير فيها حزن الهمجي ء فانه يتوهمع 
ان لها نوعا من القوة الخفية ٠‏ وقد اضطره هذا الى أل يضم كلمة اصطلاحية 
يعبر بها عن هذه القوة كما تيدو اعقله البسيط هوالتعبير المريح الذي يستعمل 
دكثرة بين سسكان المحيط الهادىء هو ( مانا) ب هذه الكلمة تشير الى قوة 
نفسية لا قوة مادية ب نشيير الى خاصية اثارة الانفعالات العميقة »ومن عثاصر 
الشدة والحيوية والنفوذ والتأثير السحري والقداسة الممجدة وكل ما هو 
منذر ومخيف ٠‏ وقد تحل في الاسد الحي » أو الجسم اميت » أو عاصفة من 
الرعد » او رئيس من روّساء القبيلة أو ساحر أو سلاح أو خمر ٠‏ وهي غامفة 
ومعجزة معا ء قدسية ولا قدسية » هى مققدسة بالمعنى المزدوج لتلك الكلمة 
الافرتكية القديمة » اي انها موضع التقديس والتحريم معا ٠‏ 


والهمجي . اذ ثرمن بهذه القوة ب قد اول فى حدر إن بخصها 
لنفسه » فقد يشرب دم الجاموسة » او يأكل لحي العدو رجاء ان محصل على 
ode be‏ او ذاك من ( مانا ) فيرهبه رفاقه » أو أعداؤه ه وشبيه بذلك ما بمتقده 


VT 


الكثيرون الان من ان بلعم خلاصة اللحم البقري يورث آكله نشاط الثور + 
وعندما قتلت قبائل أضانتي سير نشارلز ماكارثي اجتمع رؤساء الجيش من 
آكلي لحوم البشر وقطعوا قليه أجزاء وأكلوه في صمت وجلال تبعا لعادتهم 
القبلية ٠‏ مثل هذه الشعائر والمناسك ‏ من نضحية الاضحية واكلها احيانا 
وشرب ماء الحياة وتجرع كاس العظمة ب تلعب دورا كبيرا في الديانات 
الفطرية » وتتحول الشعائر في النهاية الى طقوس » الى نوع من الحفلات 
الزمزية » ثم 'ننمو المذاهب المختلفة بعد لتفسر الطقوس ٠‏ 

قد يبدو غريبا ‏ أول الامر . ان نجد في الديانات الراقية في هذه 
الايام أنواعا من العادات والمعتقدات مستمرة في وجودها ؛ على ما هو ظاهر 
من انها من بقايا العصر الهمجي أو عصر ما قبل التاريخ ٠‏ وتعليل هذا ان 
اتمعالاتنا الموروثة لم تتغير ذرة واحدة عما كانت عليه عندما فارقنا عهد 
البريرية » فلا تزال تتبعث قينا الرهبة والروعة تيعثها نفس الموضوعات 
والحوادث من الدم والمرض والخطيئة وأزمات الحاة ومصائيها والملاد 
واازواج والموت المفاجىء والقوى الغامضة التى بيدو ان لها اصبعهأ في كل 
ما بحل با ٠‏ 

وعندما تنحول من الهمجي الى الطفل نجد نفس الاتفعالات على 
الدوام منبعثة ء فالطفل الصعير بحس Ag lite dm)‏ نحو أيه وأمه » وموقف 
الطفل. نحو dal‏ كما يبين التحليل النفسي ب ce SS, C08 ge dandy‏ 
ره وهكذا يتصور المسجى ذلك (الرجل الكيير) الذي يمبده على صورة 
الوالد الكير ٠‏ اضف الى ذلك أننا حين ندرس الحياة الاخلاقية عند الطفل 
نجده مشغولا انشغالا خاصا ثالوث من الاشخاص » أبويه وتفسبه ٠‏ ومما 
دو ذا مغزى ان كثيرا من الدياتات والاساطير الدينية الاولى ؛ بل معظمها 
تركز حول مخموعة ثلاثية من الاشخاص Jamar‏ فى العادة أبا وأما واينا : 
فمثلا أورانوس أو السماء »وجايا أو الارض عوابنهما كرو نوس في الاساطير 


1 


الاغريقية الاولى » واوزيرس وايزيس وحورس فى الاساطير المصرية؛ وادوم 
واوكويا وابريبو في خرافات القبائل النيجيرية» فالطفل بتجه بفطرته الى ابيه 
وامه ابتغاء الامن والراحة والوفاءة » وهو ميال الى أن ينسب لكليهما ‏ 
اولاحدهما ‏ المعرفة الكاملة واللخير الكامل والقدرة على الخلق وعلى 
التدير » وهذه هي تهس الصفات التي ينسبها المتدين لاربايه الاعلين + ولقد 
ذهب هر يرث سېتسر الى ان معظم نظريات الدين وشعاثره تطورت من 
عبادة الاسلاف في الزمن البدائي » اذ كان أفراد القبيلة يعبدون سلفهم 
المقدس الذي تحدروا من صلبة + 


ان اولئك الذين ادركو! هذه الانواع من الاشناه والنظائر قد قفزوا 
أحيانا الى تنيجة ليسوا فيها على صواب » فمن افتراض ان الدين بقية من 
نابا تتكير الطفولة أو الهمجية راحوا يستنتجون ان الديانات كلها ليست 
الآ اثرا خرافيا لا يجدر بالكبير المنتئير الابقاء عليه ٠لقد‏ قابلنا هذا الخطا من 
قبل وأنا ميال الى نسميته خطأ النشوئيين ‏ عندما بحثنا مصدر الفن ه 
قاذا كان عالم النفس قد كشف كيف تطور الشيعور الديني » فليس يلوم 
على هذا انه قد حط من شآن الدين أو أبطله أو فسره بما بذهي بقيمته ٠‏ 
وحتى لو صح أن الموقف الديني موقف طفولة ؛ فمن الجائز جدا ان يكون 
هذا أحسن موقف » يل ريما كان الموقف الوحيد الذى يمكننا أن تنخذه 
عندما تواجهئا معضلات الوحود المجحهولة ٠+‏ 


ان العالم كثيرا ما بميل الى اغتبار السحر والدين كأن كل واحد منهما 
لون اخر فقير من الوان العلم » نعم » ان الدين عند الهمجى كثيرا ما أخذ 
مكان العلم : لقد كانت معلوماته العلمية عن الزراعة ضئيلة فلج الى الاضاحي 
والرقى وثلما آراد ان ينمي زرعه أحرق شابا مطهرا » على قربان نار Anda‏ 
الاحتراق » والسر فى اختيار نار رقيقة علىهذه الصورة هو أطالة الوق تحتى 
تكش دموع الضحية ؛.فعلى.قدر غزارتها يغزر المطر » ولكى تكون التضحية 


if 


تاهذة الاثر وجب أن يختار لها فصل .خاص هو أيام الفصح أو أوائل الربيع 
وإلا لم يتأثر المحصول بهاء وقد كان من واجبات رجال الكهنوت انيحسبوا 
الوقت المناسب لهذا الغرض » جاعلين حسابهم على ارتفاع الشمس ٠‏ و فى 
هذا بلتمس يعض الباحثين مسادىء التفكير العلمى والملاحظة العلمية + ان 
الدين في يد باحث القرون الوسطى كثيرا ما أصبح علما منظما للوجود كله؛ 
ووجهة النظر هذه لايزال بأخذ بها اللاهوتيون الرسميون + ولكن ديانة 
الجماهير الغالبة من الناس ليست في أساسها مجموعة من المعتقدات الذهنية 
فالدين الذي يصبح ذهنيا خالصا سرعان ما يفقد كونه دينا » أذ يصبح فرعأ 
من Lis pd CLT‏ * ومم ذلك فلا العلم ولا الميتافيزيقا في شكلهما الحاضر 
يستطيعان ان يعطيانا صورة ‏ نهاثية أو مقنعة .. للوجود وعلاقته بالفرد 
الانساني + ولهذا تحد معظم الناس ‏ مهما كانوا حكماء ومستنيرين ل 
b9 pet‏ بالحاجة الى شيء ما ( وقد يكون هذا الشيء وقنيا محضا ) يطمئن 
أحأسيسهم ودموي ارادتهم ٠‏ 


کف اذل يستطيع هؤلاء أن يتكسبوا هذه الثئة المنشطة ؟ هل 
لسو ويفكرون في المعضلة من اولها « كما كان يعمل روبنسون )533 
لو انه وجد نفسه في طفولته وحيدا فى جزيرنه الصحراوية » وترك ليكو "ن 
اراءه الدينية ؟ من الغرب أن هؤلاء يتحدثون كما لو كانت تلك ا 
فهم يدافعون عن معتقداتهم أو عن رفضهم الاعتقاد كما لو كان ذلك لوا 
من الوان النظر العقلى الخاص + ولكن دعنى اؤكد مرة اخرى القول بآن 
الدين ليس مجرد استنتاج منطقي هادىء » ولا مجموعة من النتائج العلمية 
ا ا ا 
في Six‏ الشباب ومن الكتب والمجلات التي قم صدفة في أيدينا ٤‏ ومن 
المعتقدات والاوضاع التى تحيط بنا مجهزة مهيأة ‏ وفي عبارة قصيرة ‏ 


1 


نحن نستمد دياتتنا أساسا من التقاليد : فنحن نقبلها كما تقبل الزي الوطني 
واللسان القومى + بلا تفكير كثير ومن غير باعث مقرر صريح » ثم تهاجمنا 
الشكوك بعد ع وبراهيننا وحجحنا 'تكاد 'تكون كلها تبريرا متأخرا » أى 
عللا نتلمسها لآراء اتخذناها من قبل ٠‏ وهذه العلل نلصتها الصاقا بلك 
الاراء النى قبلناها » مثلها في ذلك مثل حاشية تلحق بآآخر الكتاب ٠‏ 

ولكن التقاليد دائمة التغيير » فبالرغم من الحروب والحملات الدينية 
والاضطهادات والحهود العئيفة فى سيل المحافيلة بالقوة على المذهب 
الاصلي » بالرغي من كل هذا » فان بقاء المعتقدات رهن بمتاسيتها مزاج 
معتنفيها + وهذه المعتقدات تخضم فى هدوء للتعديل والتشكيل حتى تناسب 
لا المعرفة التي 'نتزايد كل يوم فحسب ب ولكن الرغائب والامال 
والاذواق والميول والمثل الاخلاقية للعصر والجماعة ٠‏ 


ادل فنحن انى توجهنا انكشف لنا ان الدين ب مثل المنياسة والفن ‏ 
توقف على عوامل نحن ها نصف شاعرين وو وقد ألقت الدراسات Ais hoe!‏ 
للعقل الباطن أئوارا كاشفة على هذم العوامل الغامضة مضة وعلى كثير مما كان 


oe‏ رای ااؤرخون حدينا بوضوم اكثر فأكثر أن التاريخ ليس سياسة 
فو ول »© وان من المستحيل أن نقصل السبياسة عن op all‏ والدين عن الحياة 
الاجتماعية : والحياة الاجتماعية عن الادابه وألفئنون ؛ وبصفة عامة ان تفرق 
اورشن اسفارا هامة عن ola Lassi‏ امغر دة ي و لكنهم أخطأوا Lat‏ عالجوا 
هذه الثقافات على حدة + كما لو كانتا كل منها تتالف فقط من اثاس 
متا اهل في بعضهم البعض في بيكتهم المادية رغم ان الحقيقة هي أن الا فكار 
اللحيطة والا قوام المجاورة هها جزم قوى نشضط للبيية في كثير من الحضارات 
ولعد كانت od om‏ احدى الأخطاء التي وقع فيهاازوالك شتغلر ؛ الا أن 
أرئولك توينبي لم يرتكب هذا الخطأ » كما اثى على ذلك في مجلديه التاسيع 

gilt ۱‏ جسم 


حل 


قبل غير مفهوم في الحياة والتجربة الدينية ٠‏ ولاثناول الآن على سبيل المثال 
واحدة أو اثنتين من المسائل البارزة + 

لعل ابرز مثل في العالى الحديث هو الارتداد الديني » وأعني به 
الائقلاب اللفاجىء في الحياة الشخصية لانسان ما الى اتجاه ديني جديد * 
وهو نتميز عادة باضطراب هاكل في العقل ؛ بثورة من الهياج الا تمعالي > 
ومن الحماسة الخلقية الشديدة والمعتقدات اللاهوتية القوية ء هناك في بلدة 
باسنئفستوك كان يوجد رجل بلغ من استهتاره بالدين وبذاءة لسانه ان سماه 
الناس نوم السفيه وقد حدث ان ورد هذه البلدة واعظ ديني جديد ء فدفع 
حب الاستطلاع توم الى ان بدخل الكتيسة + ولم يكن قد دخلها منذ 
سسعة عشر lle‏ + استمع توم للموعظة ۽ وقد جاء في ختامها : (لو ان ps!‏ 
الناس عصيانا وتيرد! في هذه الكنيسة حِثا على ركبتيه ليه وصلى Jad 4d‏ 
اله قلبه ) ٠‏ فقال توم لت : ( انى لاكثر الناس عصيانا وثمردا هنا ) ! وجثا 
على ركيتية وصلى ٠‏ كمأ كام حتى كان قد خاق خلقا جديدا وصار حتى موته 
يعرف بين الئاس باسم توم المصلى + واذا وجدت تفسك أيها القاريء مالا 
الى ان 'نضحك من لوم Ol po Vale QC‏ نین Fox S933 Bunyan‏ 
jas‏ لي Wesley‏ : أو اقرا ثر أجم طائفة Methodists jy ill‏ في 
اتكلترا الجديدة » أو استمم الى كارليل اذا وقبف موقفه تجاه 
اللاأبدية وفي هذا يقول : ail shes Ug):‏ الى تفسى فجاء احساس 
كان تيار من النار » ومنذ تلك الساعة بدآت أكون رجلا ) ٠‏ أن الكثيرين 
منا قد حضروا بعض اجتماعات الحركة الاحائية 26710211918 ورأوا كيف 
ينفجر الثبان والفنيات يبكون ندما وتوبة ء أو يشحكون ويصيحون 
سرورا وبهجة » وكيف BL‏ السكيرون على اتفسهم المهد » وكيف يخرج 
الاغنياء ما في جيوبهم من نقود » وكيف ينزع النساء حليهن ويقذفن بها في 


{¥} 1¥ 


هذه الفورات نحدث بين وقت وآخر ء في كل قطر وفي كل شرعة انقريبا * 


كيف تعلل لهذه الظواهر ؟ ان اول من درسوها من علمساء النفس 
لاحظوا امرا عحما » فقد قاموا باستقصاءات وملاحظات دقيقة في جهات 
كثيرة ‏ معظمها في أمريكا # استنتجوا منها ان التحول الديني بحدث في 
الغالب في أواعل البلوغ وأكثر ما يحدث عند الاناث بين مبن الثالثة عشرة 
والسادسة عشرة » وعتد الذكور ين الخامسة عشرة والثامنة عشرة » وهذا 
هو الوقت الذي تنضج فيه غريزة الجنس نضجا مفاجئا » (او هكذا يقول 
علماء النفس ) ٠‏ أضف الى ذلك ان الحادث الذي يشبه التحول الديني 


عه برى فرويد أن ألدين ينيع من عجز الانسان عن مواجهة قوى الطبيعة 
في الخارج والقوى الغريزية داخل نفسه . ويتشاً الدين في رحلة مبكرة 
من التطور الانساني عندما لم يكن الانسان ستطيع إن يستشدم عقله بعد 
في التصدى لهذه القوى الخارحية والداشلية ولا doe‏ مفرا من كيتيا > أو 
التحايل عليها مستعينا بقوى ماطفية اخرى . وهكذا بدلا من التعامل مع 
هذه القوى عن طربق العفل يتعامل Lane‏ ( بعواطف مضادة ) ؛ بقوى وجدائية 
اخرى ؛ تكون وظيعتها الكبت أو التحكم حينما بعجز عن التعامل معه عقلانيا . 

وبدلك يكون الدين . في راي فرويد ‏ تكرارا لتجربة الطفل , 
ويتعامل الانسان مع القوى المهددة له بتنفسن الطريقة التي تعلم بها وهو 
طفل ان بتعامل مع شعورة بعدم الامان . وذلك بالاعتماد على والك سج به 
وبخافه . وشارن ( غفروك ) بين الدين ويي عصاب الانحصار Obsessional‏ 
Neurosis‏ الذي نجده عند الاطفال ؛ والدين ني رابه عصاب جماعي ]اوت 
ctive Neurosis‏ تسببه ظرو ف ممائثلة للظرو ف التي تحدث عصاب الطفولة, 

الترجم 


1A 


شبها كييرا هو الوقوع في الحب » ولا سيما الحب لآول نظرة ء وهذه في 
الغالب تجرية من تجارب البلوغ + من كل هذه الحقائق استنتج الباحثون 
ان التحول الدينى تنيجة ؛ ورد فعل معا » OVEN‏ الحس الجنسى 
الجديدة التى تواجه الشاب أو الفتاة لاول مرة في حياتهما ٠‏ 1 


ليس هناك من شك في أن هذا عامل مهم آحيانا » ولكن هثاك على 
ما أظن نطايقًا آخر بين أوائل النزعات الحنسية والتحولات الدينية فى عهد 
البلوغ ٠‏ لقد بين لنا علماء التحليل النفسى OT‏ بعض الميول الاتفعالية قد 
تلبت كيثا لا شعورياء ومع ذلك تظل تنلمو فحت المستوى الشعوري 
للعقل ٠‏ أفليس من الجائز ان حصل مثل ذلك للميول الدينية بهو لعل اليذور 
كانت هناك طول الوقت تنبت وتنمو تحت غشاء الشعور ء انه لمن المعروف 
ان الوقوع في الحب ب رغ ما يبدو في الظاهر ‏ قلما يحدث مفاجئًا : 
فالشاب فى خلواته المزاحية» وفى احلامه المطويةء وفى شطحاته الخيالية بظل 
ب دون قصد  By geo gts‏ مثاله الكامل» وعندما يخفق قلبه اخير! بالحب: 
انما يحدث ذلك لان شخصا محتقا لاحلامه مطايقا لمثالة قد دخل دائرة 
حياته » فكان كمفتاح الشسخص الغريب اسب ب القفل القديم وفتحه فجاة ء 
چو fear‏ كتابات Rabbi Libeman oJ hs C.G. Yung @ig +z +d‏ 
محاولات للتوفيق بين التحليل النفسي والدين » وهذه الحقيقة وهي أن عددا 
كبيراآ من رجال ألدين بدرسون التحليل التنفسي . تدل الى أي مدى 
تغلغل الاعتقاد في مزج الدين بالتحليل النفسي في مجال الشعائر الكهنوثية , 
وقد عالج فرويد مشكلة الدين والتحليل النفسي في واحد من اعبق 
كتيه والعها ( مستقبل وهم ) أما يونغ الذي كان اول محلل نفساتي يفهم 
ان الاسطورة والافكار الدينية ما هي الا نعبيرات عن استبصارات عميقة 
فقد تناول نفس الموضوع في محاضرات 3 ¢ Terry Lectures‏ ألتي القاها 
سنة 151917 ونشرت تحت علوان ( ملع النقفس: والدين ) ٠‏ ظ 
امرجم 


1A 


كذلك الحال في التحول الديني حيث يظهر أنه سق داثما بمرحلة 
طويلة متجمعة من الافراغ الصامت ٠‏ أعد ‏ اذا شئت ‏ قراءة ناريخ 
العظماء ممن تحو لوا تحولا دينيا تجد انهم حتى في أيام لهوهم واستهتارهم 
كانوا مشغولين يالدين » وكاتوا في الغالب يحاربونه ؛ كالقديس 
بولس اضطهد المسيحيين » وتوم المصلى كان نوم الملعون : 
وبحدثنا بنین ائه کان حتى في صباه يسخر ويشتم St,‏ كابوس الشيطان 
كان يزوره في أحلام مزعجة » فالنحص الدقيق في كل حالة يكشف أن 
الشخص المتحول لم يكن قبل ثحوله غير عابىء بالدين كما يظن » بل على 
المكس كان بحس بالدين احساسا قويا ٠‏ فاذا اعتبر نا التحول الديني » اذن 
هدفا لا يوصل اليه الا التفكير الذهنى كانت فجائيته لغزا محيرا لعقولنا , 
اما اذا اعتير ناه ظهورا مفاجئا لعقدة انفمالية ظلت تحت السطح أشهراً 
وسئين 'تقوى وتلموء قاله يصبح أمرا مقهوما لنا عد ٠‏ 


و سكن التحول الديني في ایام البلوع على a Lis}‏ 6 ليس النوع 
wall Lm sll‏ ¿ فا دعن الملماء مسن الدشين نس cnt‏ أمثال القد يس 
بولس والقديس أوغسطين وأيضا تولستوي ‏ ل لم يتحولوا في أيام 
حداثتهى » بل في عهود من حياتهم متآخرة نسبيا ٠‏ وآثار التحول الديني 
چو ان اهتماماث رجحل الدين المتفاني > واهتمامات عالم الثفسن واحهدة 
بديئه ودين الآخرين 4 لان ما dog‏ هو حقيقة أعتقاده فى مقابل late!‏ 
الآخرين . وكذلكت بتبقي على عالم النفس أن pt‏ أعتياما شدرنا 
بالضامين الخاصة بالدين ؛ لان ما يهمه هو الموقف الانسائي الذي يمر 
pall ace‏ © وها نوع تأثره على الالسات 4 دهل هذا التاثر حمسن أم سىيء 
على تنمية قوىق الائسان ٠.‏ وهو et‏ بتحايل } الحذور النفسية ) لاد بان 





goa pil 


1 


المسكر كثيرا ما تكون عارضة قصيرة الامد ٠وهناك‏ نوع ASI‏ طرافة من هذا 
بتنزل على شخص هرمن متدين وبحوله الى صوفي 34806 + وأخص 
صفاث المتصوف انه ينشىء أو مكشف فى نفسه تجرية ‏ تبدو لاول نظرة 
دينية خاصة _ لا تحدث مرة واحدة ولكنها تحدث باستمرار خلال حياته ؛ 
تلك هي حالة عقلية معينة » اذا لامسته لي شكر في الله فحسب » ولكن 
بحس به ويدركه ادراكا قاطعا + وهذه الظاهرة خاصة غرمة ء تصادتها فى 
كثير من الديانات المختلفة خلال العصورء وأوصافها تتشابه تشابها عجيبا : 
والكتاب الدينيون تمسهم يشيروذ. الى هذه الاحوال ياعتبارها أحوال 
صلاة ٠‏ 


Yt 


سيكو لو جية الصملاة 


الصلاة كامة ستعملها الكتاب الدينيون فى معثى اصطلاحي واسع > 
فهى لا تعنى محرد دعاء لفظى > ولا محرد ثعبير عن الحمد والثناء » CASS‏ 
ليست الا أمثلة محدودة من الحالة العقلية العامة التى تفسرها كلمة الصلاة» 
اما الخاصة الحقيقية فهى احساس بهييج من الاشراق الروحي ٠‏ ولعل كلنا 
قد مر بوما مابشىء من هذه التحربة ؛ لعله مر بها عندما رأى لاول مرة وهو 
وحيد شروق الشمس فوق قمة مجللة بالبرد » او عندما اشترك في صلاة 
دينية على عظيم Joly‏ هذه التجربة ثاني للكثيرين في شكل شخصي قوي» 
فبخيل اليهم أن الله روح لا جسد له يتجلى لهم مباشرة » فيخاطبه الواحد 
منهم دون وساطة ء وبحس انه متحد معه » في جو من العبطة لا يستطاع 
ee nell‏ 

ولقد لاحظ عالم النفس ان احوالا من الوجد شبيهة بما تقدم تحدث 
لاشخاص بقعون نحت تأثير مخدرات الاحساس ء وبعض المتعيدين يعمد 
الى اثارة' هذه الاحوال بتناول العقاقيي كالحشيش والكحول والافيون : 
وتوصف التجارب الناتجة من هذا بأنها الهامات تحذيرية ٠‏ والغريب في 
af‏ هذه الالهامات ان العقل اذ بعود الى رشده لابعدها شيعا ذا قيمة ٠‏ 
وقد جرب وليم جيمس.هذه التجرية على تفسه بأ وكسيد النيتروس ‏ غاز 


i 


طبس الاسنان ب واملى وهو نحت تأثير ما ظئه اذ ذاك خواطر من الاتحاد 
العجيب ٠‏ 

وربما كان أشهر مثال من هذا النوع ذلك الذي سحله جون سيمو ندز 
الشاعر الناقد المشهور فى القرن المأضى » اذ يقول : ( ما أعجبه من أمر | 
ان احسن بهحة رؤية الله » تلك الرؤية الطويلة ثغمير المحدودة بالزمان ء 
الرؤية التى يغمرها الحق والحب المطلق ؛ لم أجد بعد ذلك انه لم يوح الي 
وانني انما خدعت بذلك التأثير غير العادي في (fle‏ + 

وتحدث احوال og: Aguas‏ في OL GV‏ العصية أثناء العيبوبات 
اؤ النوبات الهستيرية أو الصرصية ٠‏ ولعلثا نذكر كيف يصف دستو يفسكي 
في قصة الايله » خواطر الامير المصروع ء لقد كان دستويفسكي نفسه مصايا 
بالصرع » ولا شك في انه في قصته بصف أحاسيسه الشخصية » فهو 
تكلم عن : ( : ( لحظة من الحس العميق تفيض بالوجد والاخلاص ++ لحظلة 
من الانسجام والجمال في أرقى درحاتهما aT ly +s‏ بحياتي كلها 
في سبيل هذه اللحظة ) ٠‏ 

وبلاحظ ان الكثير من هؤلاء الكثاب » من أمثال سيمو ندز يميلون 
كما يميل كثير من علماء النفس » الى القول بأن الرؤّى التى يثيرعا العقار 
أو المرض رؤّى لا قيمة لها لهذا السبب + ان عالم النفس في صفته العلمية 
التفسانية لا شأن له بصدق التجربة أو قيمتها ٠‏ ولكن يجب أن نحتاط من 
القول بأن هذه الرؤى لا بد ان تكون أوهاما أو خيالات خادعة؛ فريما كان 
الدماغ قد هيىء بالفطرة ليستجيب لهذه. المؤثرات الدقيقة التي تحيط 
بنا قى حالة واحدة فحصسس » وهى ما نسميه من وجهة نظر الحياة الدثيا 
ظرفا غير طبيسي ٠‏ ان الدماغ الطبيعي قد نآ للمطالب 
العلمية لحياة أرضية ء ولم نشا لتذوق الموسيقى او الشعر او التصوير 
او القوائين الاساسية للوجود ٠‏ ان الرجل العملى لا يرى آلا القيمة 


vy 


العملية فيما بحيط به من الاشياء وينسى انها قد تحتوني في ذاتها ولتفسها 


قسما شفة عميقة + 


ان المتصوفين الشرقين شضلون ان ستثيروا هذه الاحوال Sh‏ 
بغمضوا أعينهم عن هذه الدنيا الديئة وأشيائها الزهيدة وينظرو! الى داخل 
نفوسهم ٠‏ آما مسيحيو القرون الوسطى فكانوا ستحلبونها باخماد 
الجسم وتركيز الافكار على رمز ديني + وكلتا الطائفتين كثيرا ما تعدان 
اتفسهما بالصوم واتخاذ مواقف جسمية خاصة والقيام بتمرينات تفسية 
وتكرار كلمات من نوع خاص رتيب + ويفضل الشعراء المحدثون في 
العالم الغربي » من أمثال وردزورت وكيتس وشيلي وبرونج وريشارد 
جفرز » ولنكتف بهؤلاء فهم أشهرهم » يفضلون أن ينظروا الى الخارج 
وان يجدوا غبطة منبعثة من وراء العالم الحسي يثيرها مي تمس الواحد 
منهم تأمله الطبيعة على اثفراد,ء او تحارب الصاة والح الانساني 6 وقد 
ذكر واحد أو اثنان gate‏ في هذا طرقا عجيبة ٠‏ فان تشسون مشلا كان 
بستطيع ان يجلب على نفسه لوبة ذهول وغييوية ؛ يآ يكرر أسمه 6 ويعد 
هذا كما يقول تذوب فرديته في الحال ؛ والحالة التي توسطت بين هاتين 
لم نكن مختلطة » بل كانت أوضم الوضوح واكد اليقين » يبدو فيا 
ا موث استحالة مضحكة ؛ و يصب اتعدام الشخصية الصادقة الوصدة ؛ 
وهو يشير الى هذه الرؤى اكثر من مرة في قصائده ٠‏ ومهمسا يكن فنحن 
نستطيع ان تلبين بين الاحوال الصوفية للصلاة واحوال مدمن المخدرات 
فارقا عملا واحدا ؛ فالاولى في العادة مساعدة والثانة ضارة » ومن قام 
من صلاته خيرا مما كان » فد استحيبت صلافه + والثمرة الرئيسية 
للصلاة » كما يؤكد المتعبدون اتفسهى ‏ ليست في ان الدعوة الخاصة 
قد حققت بمعجزة + ولكن في ان المصلي تفسه بحس عزاء وقوة بعد 
تجرنته ء فالصلاة ے ولو لم تننج اثر ماديا # قد تحدث تغييرا روحيا » 


4 


هنا معضلة اخرى لعالم النفس » تلك هي تأثير الصلاة » وهو في 
العادة ميال الى حلها على اساس ما سميه الابحاء » والابحاء كلمة يقصد 
بها ان الافكار ولا سيما الاقكار الاتفعالية » نميل فى صورة آلية الى ان 
تتحقق فى معتقدات واعمال معيتة » بصرف النظر عما قد يكون هناك من 
اغراء أو برهان منطقى ٠‏ واكثر ما يحدث الابحاء فى تلك الحالات التى 
تكون وسطا بين النوم واليقظة ء ادم النظر ألى نقطة من الضوء أو عد عدا 
آليا فمن واحد الى الالف تجد انك قستطيع ان تحلب نوعا من غيبوية الحلم 
اشبه بحالة السنة التى تسيق ذهابك الى النوم + ولعلك تلاحظ»وعقلك على 
هذه الحالء ان صورك العقلية تكاد تقرب مسن الاحلام فسي واقعيتها ٠‏ 
وكثيرا ما يحدث أن ننقل اليك وانت في هذه الحالة افكار العلاج »وافكار 
الخوف والخطر احيانا » نقلا نافذا + ان (كويه) يطلب الى مرضاه في هذه 
الحالات الناممة ؛ ان ,بكر روا لأتمسهم تكرارا ميكانيكيا قولهم : ( يوما بعد 
يوم » فى جميع النواحي » صحتى آخذة في التحسن ) + ولشد ما يدهشون 
ويفرحون حين يستيقفظون في صباح اليوم التالي فيحدون صحتهم في 
كثير من الحالات قفد ردت اليهم + 


وما التبنوس المغناطيسي » وهو عمل معروف لرجال الطب في كل 
مكان الا خطة منظمة لاستغلال هذه الحساسيات الانسائية » فليس منه 
شىء مغناطيسى وليس فيه من الشعوذة أو السحر أكثر مسا فى الحيل 
الخادعة التى يلجا اليها صاحب الاعلانات ٠‏ وكثير مسن الحالات الصوفية 
كما عرفها مسيحيو القرون الوسطى » او كما تعرفها طوائف اليوغي فى 
الهند كثيرة الشسبه قي اغراضها وفي طريقة احدائها يهذه الاحوال القرببة 
من التنويم المغناطيسي + ومن هنا نجد عالم النفس ميالا الى ان بشرح 
التجارب الصوفية والاحوال التي تجاب فيها الصلاة على اساس من 
الانحاء الذاتي ٠‏ 1 


Yo 


وهذا لا يقصد منه بالضشرورة هدم صحة هذه التحارب أو تثانج 
الصلاة » فلعل الله قدر فى نظامه ان ستتحيب عن طريق الوسائمط الطبيعية 
لا الوسائمط. الخارجة عن دائرة الطبيعة ٠‏ هذ! الى أنه مما مستطاع نصوره » 
ائنا فى هذه الالحوال الغريبة من التغبير نستطيع أن نلج ياب ذخيرة كبيرة 
من النشاط العقلى لا نستطيع اليها وصولا في الظروف العاديةىولقد كانت 
هذه فكرة واحد من أشهن علماء النئفس +٠‏ وليم جيمس ٠‏ 


کان فرضا من هذا النوع ذلك الذي جر جيمس و كثيرين غيره من 
الباحثين العلمبين الى الاهتمام بالبحوث الروحية ٠‏ اما نتائس هذه البحوث 
فلعلها جاءت مقنعة لعلماء الطبيعة اكثر منها لعلماء النفس ء حقيقة ان علماء 
النفس الان مستعدون أن يقبلوا حقائق التنوبه الممتاطيسي والشخصية 
المنعددة + وقليلون منهم يميلون الى قبول فكرة التليبائي ( الاتصال النفسي 
الاثيري): ولكن اغلبيتهم اذا تطلبتالدليل على خلود الروح ؛ طلبته لا في 
ظواهر المذهب الروحي ء » بل في الخطوات العقلية » كما تدرس في 
ظواهرها اليومية او كما تحلل في تجارب المعمل ٠‏ وفي رأي احدى المدارس 
المهمة ان كل هذه العمليات يمكن ارجاعها في النهاية الى حدود فيزيولوجية 
غير ان معظم علماء النفس س على الاقل في بريطائيا ب يحسون اله حتى 
الحقائق التي تقررت من قبل لا يمكن قط ان تشرح شرحا كافيا على اساس 
الفعل الطبيعي او الكيماوي او وغلائف الاأعضاء ٠‏ ولقد جهر واحد على 
الاقل من مشاهير معاصيرتا بآن افترض وجود نفس او شيء مشايه لها 
يعطينا أحسن حل للمعضلة ٠‏ ولعل الرأي الغالب فى ايامنا هذه هو الذي 

يميل الى فصل الجسم عن العقل كما تعودنا ان نفصاهما منذ ايام ديكارت 
وعتد اصحاب هذا الرأي ان الانسان ليس مجرد جسد هامد ضم اليه 
طيف أو خيال او روح ضما غير وثيق » فربما كانت المأدة اكثر روحية : 
وربما كانت الروح أكثر مادية مما نظن نحن في الغالب ٠‏ 


1 


غير ان هذا كله ليس الآن الا تأملات فكرية جذابة + وان سيكلوحة 
الدين لم تصل # وليس من المحتمل ان تصل بنا الى تنيجة نهانية في OLS‏ 
ما وراء الستار الطبيعي + ومع ذلك فمما لا شك فيه ان هناك بعض نتائج 
dy lent‏ قليلة قد برزت امامنا : واولى هذه النتائج على Gal be‏ أن بعض 
لحقائق غلل العلماء زمئا بتنكروتها انكارا تحكميا » اصبحت مقولة الان 
وان لم يكن ذلك القيول دائما حسب قيمتها الظاهرة ٠‏ فكثير من العجائب 
التى اذاعتها لنا صفحات eu‏ من الروؤى والاشباح والادوية الممحرة 
والمس الشيطا ني dis genta‏ التنويم الغناطيسي وما الى ذلك مما 
كان يرفض في الزمان القديم باعتياره غير جدبر بالببحث » أصيحنا نعرف 
الان ان لها أساسا من الحق » وان كان هذا الحق كثيرا مسا أسىء فهمه ٠‏ 
ان الرحالة ليعود من رحلته في الهند او سيبريا وجعبته حافلة بقصص 
وأعاجيب رآها ء ولقد يدهشه ان يسم ان اضعاف هذه القصص 
والأعاجيب يمكن ان تحدث في جلسة روحية في لندن آو نيويورك » وقد 
يملأ نفس الروحي العجب من ظواعر الجلسة الروحية » ولكنه بدهش 
اذ بعلم ان هذه الظواهر مألوفة عند رجال الطب والمسعوذين ورجال 
الدين منذ عصر ما قبل التاريم ٠‏ فكم من هذا يقوم على الوهم ؟ وكم 
فيه يعتمد على حقائق لم تفهم بعد ؟ هذا الستوال لا يستطيم العلم يعد ان 
تحب شه ٠‏ 
نستطيع ان تقول : أن خصائص الحياة الدينية لم تعد تيدو 
بعيدة كل البعد عن خصائص نشاطنا العقلى العادي » اذا دققنا النظر فيه ٠‏ 
واذا كانت الظواهر الروحية قد شرحت أحيانا شرحا ماديا.» فان الظواهر 
المألوفة في وجودنا اليومي الآن تتطلب شرحا روحيا ٠‏ 


تاتا ان درأستنا تتحه الى البرهنة على وحدة الشعور الدينى ؛ 
nnd‏ البدانى والمتمدث غ ويي FY‏ القديم أو المسيتحى المحدث »ع 


¥ 


AL J‏ المسلم والبوذي والمتصوف الاشراقي Ace Theosphist‏ کل 
هؤلاء نحد انفعالات متشابهة وتجارب متشابهة لا بنقطع عملها + وقد تتعدد 
المذاهي والاساطير الدشية ء ولكن الدين واحداء وهو كسائر متشحات 
العقل الواعي بترقى وينطور ؛ وقد تنغير مذاهبه في مادئها أو درجة يقينها 
وقد ندل شعائره آثوابها الظاهرة » ولكن تعابيره فبى أحسن صورها 
تتضمن أرقى أشكار الانسان وأحاسيسه عمسا بحيط به من الشاز الوجود 
وتبين اسمى موقف له فحو معضلات الفناء + واذن فمهما يكن رأي عالم 
النفس قي التفاصيل » فانه مضطر أن يعترف » ان الدين رغم كثرة ارنباطه 
بالحر كات الرجعية ؛من اكثر العوامل الاجتماعية بقاء ؛ومن اقوى الوسائل 
الفعالة للسمى بحياة الفرد والمجبوعة اليشرية + 


‘A 


الشعور 


من منا لم SF‏ نفسه وقتا ما لاستطلاع كنه ما يدور بعقل زميل 
له ولو كله ذلك ثثمئا ياهظا » بدفعه عن طيب خاطر ؟ خذ مثلا لاعب البو كر 
المحازف بماله 2 وصضاحب الد کان الذي بحاول اغراء الشاري el nts‏ 
بضاعته » والموظف الذي براود نفسه بسمفاتحة رئيسه : في GUS‏ زيادة 
مرتبه » والمحلفين بالمحكمة » حين ينظرون نظرة المستطلع النهم الى المتهم 
بالقفص » الا تراهم ودوافعهم النفسية ؟ والحقيقة اله لا يوجد من( 
يستطيم البقاء في مجتمم ما » من غير ان يتم نتفهم عقول افراده ٠‏ 
فماذا تفعل آذن » حين تحاول أن تقدر شخصا قايلته لاول مرة ؟ 
وما الوسائل التى تستخدمها في ذلك ؟ لا شك انك ستحدق النظر فيه 
أولا : لتدرس مظهره الخارجى » ولتلاحظ سلوكه ؛ وهمذا ما يسميه 
العلماء طريقة الملاحظة ٠‏ وهي طريقة صحيحة على شريطة ان 'تكون 
tor Gb Oly delat.‏ واهتمام + مأهي ادن العلامات والمظاهر التى تعتمد 
عليها آكثر من غيرها ؟ ستختلس طبعا » كما يفعل شرلوك هواز » نظرة 
سريعة الى وجهه + من عين نصف مغمضة ء ثم تمعن النظر في ملامسه 
وحذائه وتجيل بصرك في بزته > من غير ان ثفوتك ملاحظة خاتم الزواج 
بأصبعه ؛ أو انتسامته > التي تنم عن اضطرابه ء أو أصابحه المصفرة من أثر 


۹ 


الندخين.: الى غير ذلك مما لا تفوتك ملاحظته ٠‏ حتى اذا ارقاح Lb‏ 
اليك » صويت اليه يضعة اسئلة » بسيطة المظهر » عميقة المخبر » ثم انصت 
الى احايثه ؛ منتيها لما يرعمى اقناعك يه » من صراحته وحكمته » ولا 
تفتك طريقة اختياره لألفاظه » واللهجة التى يعبر بها عن نفسه » ونبرات 
صوته التي تنم عن تلطفه ٠‏ وبناء على كل تلك التفاصيل الكاشفة » التي 
سرعان ما يصنفها Clie‏ ¢ ونوازن leis‏ > تصدر حكمك النهائي عليه 
وتقرر رأداك 48 


تلك اذن هي المظاهر الخارجية التي تعتمد عليها بوجه عام ٠‏ ويمكن 
تقسيمها الى ثلاثة اقسام رئيسية : المظهر الجسمانى + وتعبير الوسه 


دعنا الان ندرسها واحدا واحدا لثعرف الى أى حد سكن الاعتماد 
على كل منها ومقدار الثقة التى يصح وضعها في مثل تلك الاحكام 
العاجلة ٠‏ ولنيداً بالمظهر الجسمانى فنسآل أنفسنا السو ال التالي : 


أنستطيع اصدار أي حكي AST‏ على Gated GO‏ من النظر الى 
بنيته أو تسكل جسمه ؟ 

عناك قول قديم في هذا الموضوع » ومع انه أهمل من زمن بعيد ء فان 
التحارب الحداثة قد اشتت أنه كان Lode‏ مأهرا « لقد سمعنا كلنا عن 
النظرية العجيبة > نظرية الامزجة ٠‏ فكانت كلمة مزاج تعنى عند القدماء 
سائلا او عصارة » وكان.يظن أن للسوائل التي بالجسي وظيفة مردوجة 
هي من احيه > تؤثر في نمو الجسم ولون البشرة ولون الشعر ٠‏ ومن 
احية اخرى ء تؤثر في طبيعة الخلق » بتنشيط انواع معينة من اليول 
والحالات النفسية الوقتية ٠‏ وهكذا نثشأت الفكرة القاثلة ان الأمزحة 
النفسية :تنيجة لنسوائل التي في الجسم + واستخلص من كل هذا اربعة 


ا 


امزجة + فالبلعم ooh‏ الى مزاج بلغمي » ويتميز صاحيه بجمسه القصير 
الممتلىء وبشرته الياهتة السميكة ٠‏ والدم يودي الى مزاج وثسكل دمويين 
ويتميز صاحبه برفم القوام والشعر الاحمر والبشرة المحمرة ومن طبعه 
التفاؤل والسرور ء والصفراء تنتج مزاجا صفراويا » وصاحيه مصفر البشرة 
وشكله كهيكل المبت + والسوداء قنتج مزاحا سوداويا حزينا » وصاحبه 
قانم اللون » مكتتب » ينظر الى العالم بمنظار قاتي كذلك ٠‏ 


ذلك ملخص النظرية المذكورة » ولكن ما مصدر تلك السوائل ؟ 
نعلي اليوم ان عصارات الجسم gt‏ من اعضاء معينة تسمى بالعدد 
بعضها تبعث أفرازاتها الى سطح الجسم > كالعدد الدمحه وغدد العرق 
مثلا ٠‏ ولكن هناك غدد أخرى ه ترسل عصاراتها في مجرى الدم ذائه ع 
فتسير معه فى دورنه + ولقد احريت سلسلة من اللبحوث القيمة فدلت على 
ان تلك السوائل وما تتحويه من مواد كبماوية ء تحدث تالرا شه تار 
المخدرات او المسكرات ولها تأثير بعيد gall‏ على الاتعالات والتمو 
الجسمانى + وهكذا ثيتت لحد ما صحة نظرية الامزجة القديمة من حيث 
الاساس ٠‏ 

ولاضرب الان بضعة امثلة + كلنا يعرف ان نضوج العخدد الجنسية 
عند البلوغ ء يوئر تأثيرا كبيرا في النمو الجسماني كما يوئر في قوة بعض 
الغرائز والانفعالات ٠‏ واذا خصي المرء وهو صغإ ء امتئع نمو الشعر 
عنده : وبقي صوته رقيقا » كصوت الاطفال » ونزع الى السمنة ويدث فيه 
مميزات الانوئة بوجه عام + واوضمم مثل لذلك قعل الغدة الدرقية الكائتة 
فى الرقة تحت النتوء الغضروفى العروق بالحنجرة » وهى تشه قطعة 
لحمية لينة الملمس ٠‏ وقد ثراها كبيرة متضخمة بشكل ظاهر عند بعش 
الناس فيقال عندئف انهم مصمابون بالتضخم الدرقي ء فاذا كانت تلك الغدة 
شديدة النشاط كما هي الحال عند كثير من البثات الصحيحات في دوز 


VY 


البلوغ » فان الفرد يميل بميل الى التميج الوجدائي ويصبح كثي الحركة والدق 
حتى لتمكن ملاحظة تلك الاعراض فى بعض الاحيان عند أول نظرة سطحية 
فبالاضافة الى التضخم البسيط في اسفل الغدة قد تبدو العيئان 57 
جاحظتان من شدة التآثر ٠‏ ويلاحظ ان البنث التى هذا شأنها » تكون 
سريعة الحركة ٠‏ تندفع فجآة من عمل الى عمل آخر » وتسكي او تضحك 
لأقل شيء وهي كثيرة الثرثرة كما تبدو عليها غالبا آثار الهم الطويل 
الدائم من جراء مخاوف بالغة . 

وعكس هذه الاعراض تلاحظ على من تكون غدتهم الدرقية خاملة 
او غير كاملة النمو ء فتجدهم قصار القامة » مكبوتي الثمو ؛ وجوههم 
وجسومهى كوجوه الاطفال » ولهم بطون بارزة وشعر نام في غير مواضعه 
الطبيعية : طبعهم فاتر ؛ وشكلهم يدل على العبساوة ووجدا نانهم فائرة 
وذكاؤهم دون المتوسط بكثير ٠‏ واذا اشتدت الحالة اصيح الشخص 
معتوها + وهذا هو النوع الونحيد من أنواع النقص العقلي الذي يرجى 
علاحه ٠‏ فاذا اطعم طفل هدا شأنه في سئواته الاولى » خاصة مستخرجة 
من الغدد الدرقية » فقد 'تتتحسن حالته تحسنا ظاهرا » فيئمو جسمة نموا 
طبيعيا ء ويزدهر ذكاؤه وتنشط حركته ويستيقظ اتشاهه ٠‏ وهناك غدد 
اخرى عديدة ذات افرازات داخلية تؤثر كالسابقة في شكل شكل الجسم كما 
تؤثر في الحالة العقلية الداخلية » ولذا قات نستطيع ان تمشى مع الرآي 
القائل يامكان معرفة ذكاء شخص أو خلقه من النظر الى ية جسمه 
العامة ء 

وقلك هي الطريقة الطبيعية التى يلجا اليها الطبيب » اذ بحث عن 
الأعراض الحسمية » » لاقي امراض الجسم فقط ء بل في الامراض العقلية 
أشضاء + ولو انه فى تلك الحالة سبييحث عن أشياء اخرى كثيرة غير الاعر اضر 
الحسمة المحضة »م« 202 


vy 


ولقد ذهب بعض علماء النفس قي الماضي الى انه من الممكن استنتاج 
خواص مزاج الاصحاء على اساس الفكرة السالفة الذكر ٠‏ كاستنتجوأ 
على الخصوص وجود صنفين من الناس » نسميهما على سبيل التبسيط 
النحيف والسمين ؛ على ان كنتا الحالتين ليست ناجمة عن قلة التغذية فى 
الحالة الاولى وقلة الرياضة فى الحالة الثائية وانما المفروض أن كلا منهما 
ننجي عن التركيب الكيميائي للجسم » أي طريقة اختزان الجسم للطاقة أو 
التغياط ٠‏ أما من حيث المظهر الخارجي » فالاول نحيف القوام متخاذل 
الحركة » عظامه طويلة وليست بالغليظة » ولحمه لا يكسوه الا القليل من 
الشحم ونسبة رآسه الى جسمه .أكبر من المعتاد » ولا اسب حجم المهة 
مع الفكين بل يفوقهما ٠‏ بينما الصنف الثاني ممتلىء سمين ٠‏ بدين » مالل 
bell‏ » ذو وحه مستدير عريشض ٠‏ 

ونقال هذين الصنفين توعان مسن الامزحة ء قد تعددت اسماؤهما 
ويصح ان سميهما المتحفظ والمنفتح ٠‏ امماء !3 giles co‏ بعضهي كالنطوي 
والمنبسط ء والرزين والخيالي والذاتي والموضوعي > والمكبوت وغير 
المكبوت ٠‏ فالشخص الذي من الصنف الاول ؛ حاذق حساس محب للوحدة 
ميال للسكوى ولكن عقله مليء بالهواجس ٠‏ أبرز صفة فيه انه قلما يكون 
سنه وبين غيره انصال وجداني أو روحي + والشخص الذي من الصنف 
الثاني Thy!‏ في التفكير والعمل » ولكنه سريم في أظهار مشاعره » وسريع 
التحول بها ايضا ؛ كما انه .عرضة لنوبات فيض فيها شعوره وتتجلى 
فيها تصيره عما بمتلكه من سرور أو حرن وقد يظهر SIS‏ له شخصيتين 
منتعاقتين ٠‏ وفيما عدا ذلك فهو سهل الحانب محبوب ميال للاجتماع ء 
حلي » طيب : سمح الطبيعة ؛ حسن المعاشرة ٠‏ 

وكثيرا ما نصادف فى كتب الادب تلك المقابلة بين النحيف المتحفظى 
والسمين المنطلق أو الصريم » فيقول شسكسبير : ( هؤلاء النحفاء ذوو.النظرة 


ty ) ry 


الجائعة » كثيرو التفكير ؛ وهم في الغالب مصدر اذى وخطر على حين ان 
المسناء » الممتائي الجسوم : ميالون الى النوم ليلا » بشوشون كثيرو 
العلام نهارا ) يد ٠‏ 

وقد اصبح من الحقائق الثابتة اليوم ان الكثير من انواع الجنون 
عبارة عن تطور شديد في المزاج الطبيعي العادي الموروث عند المريشى + 
وهكذا نحجد في مستشفى الامراض العقلية » صنفين مشانين ٠‏ تاهما 
نوعان من الامراض العقلية ؛ كثيرا الحدوث » اولهما يسمى عادة ( جنون 
التميج والاتقياض ) » والمريض به شد ند التاثر c‏ فاما ان ميج وزع الى 
العدوان وأما ايستسلى لحزن عميق» فلا قبل تعزية أو 'ننفيساء وقد تتناوبه 
الجالتان ؛ والعتف الثاني som.‏ ) اليل المسكدر Precocious dementia‏ ( 
وأعراضه أستتسلام المريض في الظاهر وعدم آكتراث لشيء مهسا حاولت 
حمله عليه » بينما هو في داخلية تفسه مفعم بالهواجس والاشجان الغريية 
وهذان العنتفان ظاهران بين الاطفال + والمعلمون سمون اللوع الأول 
هستيريين والثاني عصبيين ويلاحظون على المصابين بالمرض الاول » رغبتهم 
الدائمة في الظهور امام الملا واجتذاب الا نظار بسوء السلوك ان لويستطيعوا 
حسن السلوك بينما المصايون بالمرض الثاني » يقبعون في زاوية منفردة 
بعيدبن عن الا نظارء وتجدهي و اجمين منفردين» فر سه للعضاءء شفرون اذأ ما 
حاول آحد الاقتراب منهم > كالمحارة المطبقة على نفسها « وهكذا يلوح 
أن المزاجين المتناقضين السالفين ء المتفتح والتحفظ ء اذا ما تطور! بالعا 
وصلا بصاحبيهما الى حالتين مرضيتين ٠‏ ولكن الى أي حد بصح أن hated‏ 
على المظاهر الخارحة أو الاعر اض الجسمية فى لشخيص كل منهما ؟ 

للاحاية عن هذا التساول > Jbl‏ عض الشاحثين في الايام الحدثةء 


6 في بوليوس قيصر ء الفصل الأول » ااشهد الثاني ص 199 , 


5: 


فى زيارة المدارس والمستشفيات العقلية » وجعلوا يقيسون اجسام الاطفال 
والمرضى واعضاءهم من حيث الطول والحجيء كما قاسوا قدرتهم العقلية 
العامة لبروا ان كانت هناك أية علاقة وطيدة بين الجسم والمزاج في كل صف 
فنتج من البحث وجود علاقة حقيقية + غير إن الابحاث التي اجريت حتى 
OY‏ تقول بضالة تلك العلاقة » حتى انا لا نستطيع الاعتماد عليها 
فمظهر الانسان اذن حطينا فكرة بسيطة ولكنه لا يعطيئا اكثر من 
ذلك ٠‏ ولكن ما مبلغ دلالة الوجه ؟ نعم ان المشتغلين بدراسة الوجوه 
يستنتجون الشيء الكثير من شكل تقاطيع الوحه » كالحاجب العزير 
والانف الرومانيء والذقن الربعة الغليظة ء ولكن الى اي حد يستطبع 
علماء النفس الاعتماد على هذا النوع من الملاحظة ؟ من المحتمل انهم 
by shy‏ به اثناء الفحص والتطبيق اكثر مما تبرره نظرياتهم ٠‏ غير أن هنا 
ثقطة يودون أن ينبهوا اليها » ذلك انهم بعتيرون شسكل الوجه جزءا من 
التكوين الجسمي العام للشخص ء وهو يتوقف لحد كبير على النمو 
الطبيعي للغضاريف والعظام » وهذا نتوقف لحد كبير بلا شك على الوراثة 
والحنس » وتأثر لحد بسيط بصحة الفرد الخاصة ٠‏ وافرازات العدد ء 


فاذا كانت هذه العوامل تتوثر في المزاج كما هو الْعتقد ء فمن 
المحتمل اذن وجود علاقة بين المزاج وشكل الوحه وتقاطيعه ٠+‏ الا ان تلك 
العلاقة غامضة وغير lel dg cb tls‏ الاحيان ضثيلة جد! » على حين 
نجد من ناحية اخرى ان أسارير الوجه أو تعبيره الذي هو تنيجة تقلص 
العضلات قد يدلنا على الشيء الكثير ٠‏ قان تقاطيع وجهنا ثايتة لحد ما ء 
سلما تعيره نتغير من لحظة الى لحظةء نبعا لحالاث الانتياه» او القوة او 
التعب» وتبعا للمشاعر التي نستولي علينا في كل لحظةء وأهم من كل ذلك 
كله يجب ان نذكر ان كل اتفعال بشري له مظهره الغريزي على الوجه » وهو 


Yo 


الذي نستجيب. له بشكل يكاد يكون غريزيا ايضا ٠‏ فالرضيع في مهده 
ببتسم ويكشر » وممثلة السينما تتصئع بوجهها مظاهر أعقد المشاعر» فتفهم 
انت توا وات جالس تراقب أسارير وحهها على الشاشة البيضاء » أي الالام 
النفسية او اي انواع السرور يهيمن عليها + ثم ان الحالات الوجدانية 
الطارئة التى تغلب عند شخص ما بحتمل نبعا لقانون العادات ان 
تترك أثرها فى تعبير أسارير وجهه ء وذلك نتقلص العضلات Lala QoL‏ 
وتعميق الخطوط والتحاعيد التى بالجلد ٠‏ وهمكذا تنجد ان الشخص 
الشرس » السيء الطبع » يبدو منظره في الغالب فظا عابسا » كأن عينيه 
تنقدان غضبا » يبنما القاق الحزين برسم على محياه نظرة الهم » 

غير ان الاختبارات الدققة تدل على ان تلك الاعراض اقل صدقا 
في الحياة العلمية منها في التمثيل البارع الذي نشاهده في أفلام السيئما ء 
حقيقة ان تعبير الوجه أصدق في دلالته من بنية الوجه أو الجسم بوحه 
عام ٠‏ الا ان هناك كثيرين لا بنع وجههم عن شيء ما + واني استطيع ان 
أعرض عليك لصآ فى ريعان الششباب + بخيل اليك من نظراته ء أنه أطظهر 
القديسين » واستطيع كذلك ان آريك محسئا » بلغ من شدة امانته ودقة 
ضميره ان بخيل للرائى الذي لا يعرفه » إن نظرات ذلك الرجل العميقة ع 
تنم عن خيث شديد » وأنه لم يترك جرما لم .يقترفه ٠‏ 

ولقد ابان لنا المذياع علامة جديدة » الا وهي اختلاف الصوت ٠‏ 
فالصوت كالوحه + اثر حين يحبر عن الالفعالات » فقد مكون المشكلم 
محتتحيا عنلك تماما » ولكنك تحرف من صوته انه عبر عن غضب أو دعر > 
ملل او حيرة » اتتصار او بآس ء ومن كثرة التكرار تتكون لهجة الشخص 
التي يعتادها والتي تنطبع بطابع شخصيته وطبقته في المجتمع » فنستطيع 
ان اميز الصوت العسكرى وصوت المحامي والكاتب والموظف mp3‏ 
جامعة اكسفورد او كلية انتون ٠‏ ان التفرقة بين صوت الشخص الكسول 


سن 


الذي تميز بالبطع والتهادي ومط” العسارات وصوث الشسخص النشيط 
الوثاب cle Ye‏ الى مرآن خاص ء وان الاخصائي في عل الاصوات 
ومخارج الحروف ء ليستطع ان يسجل بالرموز خصائص اللهجات المختلفة 
وصفاتها ٠‏ وقد يخترع علماء النفس يوما من الايام وسيلة يستطيعون بها 
ان يسجلوا ما بالكلام من وزن او موسيقى ٠‏ 

ولقد اجردت غدة ابحاث قيمة مند ضع سئوات في قاعة الاذاعة 
فاختير اشخاص من مهن وحرف مختلفة » وطلب اليهم ان يقرأوا صفحة 
امام الميكروفون وطلب مي المستمعين أن بذكروا ما يستنتجونه مسن 
اصواتهى والى أي حد اسكتهم ان يستنتجوا شيئا عن عمر المتكلم وخلقه 
وصناعته وهل هو ذكر ام انثى + كانت النتيجة ان 5٠‏ ./ ممن اجابوا 
على الاسئلة التي وجهت اليهم » امكنهم ان يستنتجوا تماما مهنة جورج 
جرو سميث » بيثما مهنة ضابط الحيش لم يعرفها سسوى 5./ فقط ء 
ولكى اذا استثنينا هذه وما مائلها من البحوث القليلةء نجد ان سيكو لوحية 
الصوت لم تزل أمرأ غير مبحوث ء 

ری اذن ان علماء التشس قد بدأوا بحثون be yal‏ كل العلاماتث او 
الضوابط التي قد نميل للاعتماد عليها في حكمنا ٠‏ وكانت نتبجة ابحاثهم 
واحصاءاتهم ان قلت ثقتهم في طريقة المحادثة الشخصية عما يظئه أغلب من 
بستمدون على تلك الطريقةء فر جال الاعمال وأعضاء اللجان والنساء اللواقي 
يفخرن بما لدديهن من بصيرة ثاقبة » كل أولئك كثيرا مأ يعلنون الثقة في 
مقدرتهم على قراءة عقول الاخرين وهي ثقة لا بشاطرهم فيها كثير مسن 
العلماء ٠‏ نعم ان طريقة المحادثة الشخصية يمكن ضيطها وتحسينها عما هي 
عليه الأن » باقياع بعض القواعد السيكولوجية ٠‏ ومع ذلك فلن نستطيع 
ان نآمن لها تماما » فالتتيحة التى نصل اليها اذن هي ان شكل الجسم 
وتقاطيع الوجه وتغيرات الصوت وكل العلامات التي ذكرناها قد تفيد في 


¥ 


ارشادنا » ولكتنا لا نستطيع الاعتماد عليها بصفة قاطعة ٠‏ فأسلم طريقة 
لتقدير خلق شخص هى ان تتلمس عقليتله الداخلية المستترة » بدلا من 
العلامات الخارحة الظاهرة ٠‏ وان لستنتيج الصفات العقلية من العللامات 
العقلية لا من العلامات الجسمية » وذلك هو الشعار الاساسي لعلماء 
النفس ٠‏ 

كيف السبيل أذن الى ذلك ؟ بلع علماء النفس الى طريقة علمية 
أحدث من السابقة فدلا من الاعتماد على الملاحظة يقومون بتحرية » أو 
بحرون اختبارا سيكو لوجيا + هب مثلا انك توجهت الى معمل من معامل 
علم النفس التطبيقي » وطلبت إن تعرف آي الحرف أوفق لعقليتك » أتنجح 
مثلا في المحاماة pl‏ تستطيع ان تصبح موسيقيا ماهرا » آم الافضل أن تمتهن 
الصحافة او الهندسة او التمثيل ء لن تجد علماء النفس اذ ذاك يضيعون 
وقتا ما في دراسة نقاطيع وجهك أو بدنك » بل يعمدون الى مجموعة من 
الاخشارات + وليس الغرض من تلك الاختيارات ان تكون محرد امتحان 
ولكنها في الواقع تقبس مواهب الشخص وقدرته + وأشهر تلك الاختبارات 
مقاييس الذكاء » فيالاضافة الى انها آفيد الاختبارات من حيث القيمة العملية 
نجدها أجدر بالثقة من كل ما عداها ٠‏ والذكاء يعنى مه علماء التفس قوة 
فطربة عقلية عامة ٠‏ فهسي موروثة أو على الاقل فطرية لا تكنسب بالتعلم أو 
المرآن » وهي عقلية لاوجدانية ولا خلقية ولايئثر فيها الاجتهاد او الحماس 
وهي عامة لا خاصة : اي انها ليست محدودة بآأي عمل من نوع معين بل 
تدخل في كل اعمالئا واقوالنا وتفكيرنا + وهي آهم قوانا العقلية » ونستطيع 
لجسن الئل ان نقيسها بدقة ويلا عناء ٠‏ 


والفكرة آلا اسه فيها ھی استعمال مجمو عه من المساكل المتدرحة 
في الصعوبة تبعا لاعمار من يستطيعون حلها ء وبذلك يمكن قياس ذكاء 
الشيخص المختير وتقديره بالعمر العقلي + Dens‏ ,ستطيع الطفل الذي 2 


TA 


الثالئة من عمره ان يكرر رقمين ٠‏ والذي في الرابعة من عمره ثلاثة ارقام 
وهكذا حتى ستة ارقام » وهي مسأآلة اصعب مسا نظن ولا يستطيع ان 
بعيدها الا من بلغ الثامنة او التاسعة » ولا يستطيع :الطفل اعادة سبعة ارقام 
قبل الحادية عشرة » أما ثمانية أرقام فتذكرها يحهد الراشد الذكي ٠‏ 

وهناك اخشار آخر نتطلب من الطفل pw ol‏ الارقام عكسا وهو 
اصعب من السايق + ثم هناك اختبارات اخرى تتطلب من الطفل سرعة 
التفكير التقدي ar oD‏ عبارة غير مفهومة او غير منطقية وتطلب من 
pel‏ بيان موضع التناقض فيها » مثل ( رألى * شخص اعلانا على حانوت 
قول : اشتروا واحدا من مدافتنا المسحلة توفروا بذلك نصف ما 'نستعملو نه 
من الفحي + فاشترى مدفآين ليوفر كل ما يستهلكه من الفحم ) + ومثل 
تلك الاسئلة ستطيع الاجابة عنها المتوسطون من الاطفال الذين في 
سم الحادية عشرة + 


وخير الاختبارات هي اختبارات التعليل التركيبي ٠‏ وهي لا قرا 
على الطفل» بل يعطى يطاقة بها مسألة مطبوعة بترك ليدرسها بنفسهء وأبسط 
هدم المسائل بحلها طفل في السادسة أو السابعة ؛ ومنن أمثلتها (توني أسرع 
من جونى فى الحري + وكارل أبطأ من جوني : فآي الثلاثة أسرع جريا 
توني ام كارل ام جوي ؟ ) وهذه يستطيع حلها متوسطو سن السايعة ٠‏ 
وهناك مثال اخر ( اذا تآخر القطار فان يصل هذا الشخص فى ميعاده » 
واذا لم يتأخر القطار فلن بستطيع اللحاق به ء ولكنا لا نعرف ان كان القطار 
قد تآخر ام لاء فهل نستطيع أن نعرف أن كان قد حافظ على ميعاده املا ؟ ) 
ومعظي الاطفال الذين في الثائية عشرة يستطيعون بعد تفكير فليل ان يصلو! 
الى حل تلك المسألة ٠‏ والمثال الاتي يناسب الافراد الذدين يسميهم الامريكيون 
الراشدين المتفوقين وهو ( توني أرساته امه في طلب سبعة لزترات من الماء | 
واعطته أبريقا بسم ثلاثة ليترات » وآخر بسع خمسة ليترات » فكيف يستطيع 


85 


توني أن يكيل سبعة ليترات بالضبط من غير ال يستعمل شيئًا آخر غير هكين 
ogi pV‏ ؟ ) ٠‏ 
قد تقول في نفسك ما أشبه ذلك بالامتحان المدرسي ! ولكن هناك 
فرقا بينهما » فان علماء النفس قد أخذوا طريقة المعلم الاعتاطية » وحاولوا 
ان بحعلوها أقرب الى الدقة العلمية » وذلك فى ناحيتين ٠‏ الاولى تقنين 
الطريقة ء والثانية تقنين النتائج ٠‏ 1 
فالطربقة التي قتبم في اعطاء الاختبار توضيم خطتها بغاية الاحكام قبل 
البدء » فلا بترك الكل مختبر حوية وضم الاسئلة فى غير ما تودة ؛ 
او حسيما يمليه عليه مزاجه الخاص بل يبدا علماء النفس بجمع عدد كبير من 
المسائل » وقبل استعمالها للامتحان بحريو نها على مجموعة من الاطفال 
لاستعاد المسائل غير الصالحة | ولتحسين ما هتيقى من حيث الموضوع 
والعبارة ٠‏ ثم تقارن تتائمج كل اختبار قصير بتقدير من يصح الاعتماد عليه 
في الحكم من المعلمين والذين يعرفون كل طفل معرفة تامة » ولا تبقى 
الا الاختبارات التى تتفق وتلك التقديرات ٠‏ وبهذه الطريقة يجرب علماء 
النفس اختباراتهم ‘oi‏ » ثم بأخذونها بعد اتتقائها وتحسيتها Lg sides‏ 
على عدد [ كبر من ألينين والبنات في كل سنة من س: سني اللدرسة ؛ ومن 
ذلك يستنتجون الاجابات المناسبة لكل سنن » ويعرفون حدود من هم 
(دون المتوسط) ومن هم (فوق المتوسط) كلا على حدة »> ثم يتبينون 
ايضا الفروق بين الجنسين اذا كان ثمة فروق ٠‏ 
وقد استعمات آمثال تلك الاختيارات بكثرة فى الولابات المتحدة اثناء 
الحرب الماضية + فلم بكد يحشد الجيش الامربكي حتى رآت وزارة الحربية 
ن تنتقي في أقصر وقت ممكن من يصلحون للتدريب ليصيروا ضباطاً ؛ 
وأرادت من جهة آخرى أن تعرف من لا يؤتمنون على السلاح لغباوتهم » 
فطلب الى علماء النفس اختبار كل مجند » ولم تكد الحرب تضم اوزارها 


{. 


موظفي الحكومة وغيرها من الهيئات كثيرا مسا استخدمت مقاييس الذكاء 
ما استخدمها ولاة الامر في التعليى لانتقاء الاكفاء للمجانية بالمدارس 


واذا قمت بجولة في معمل علم النفس » وجدت اجهزة عجيبة لقياس 
القدرات العقلية الخاصة ؛ الايصار والسمع والمهارة اليدوية والاانتباه 
والذاكرة والخال وما شايه ذلك + بل هناك من الاخشارات الى تقيس 
التقليات الوجدانية ما بحوز اعجابك ء :ال معى الى تلك الغرفة المظلمة 
واجلس في ذلك الكرسي الواسم المريح » وضم يديك على هاتين 
الشريحتين المرطبتين ٠‏ الهما طرفا دائرة كهربائية تصلان بينك وبين بطارية 
وجلفا نومتر ولو ان المعروض انك لا تعلى عنهما شيئا + لسن أشحرك بهرة 
عنيفة وانما سأبعث في جسمك تيارا بسيطا لا تشعر به أنت حين يفيس 
الجاغانو مثر قوته وكيفية نغيره : اما نلك النقطة من الضوء التي تروح 
وتغدو على ذلك المقياس المدرج فتدلنا على مقدار التيار الملبعث ٠‏ والان 
نحن على أهبة البدء بالتجربةء انظرء أرأيت نقطة الشوء تجمح حتى جاوزت 
المقياس » وما دفعها الا اضطرابيك ؛ فعندما قلت لك : (نحن على اهبة 
البدء ) » أحدث ذلك عندك شيئا من التوتر والقلق ء والان وقد أخذت 
نهدا gal‏ > النقطة ثانة ٠‏ 

فذاك اذن استكثاف عحيب : اذ يظهر ان كل موجة وحدائية 
تسمنح لكمية أكثر من التيار بالمرور في الجسم » و كلما زاد الوجدان das!‏ 
الحلفانومتر + فالان وانت جالس فى كرسيك قد احدثك عن امور كثيرة 
مثيرة متنوعة » لأعلم مقدار تأثير كلى منها فيك » ولكن اختصارا للوقت 
قد اذكر بضع كلمات كهذه : طفل ء زواج »> وفاة » معيار الذهب » فتاة 


et 


جميلة » البطالة » ضريبة الدخل : املى جونز او ( اسم خطيبتك ) وهكذا ء 
نعي من المحثمل الا بدي وجهك آثرا ما » ولكن كلما صادفت موضوعا بثير 
أتفعالاتك أخذت نقطة الضوء 3 25 ast shay ha‏ دالة على ز els‏ في 

التيار الكهر باثي الذي يمر بك ء 


ولا يكاد يصدق تلك التجربة من لم برها : ولكن اجراءها سهل ء 
فيستطيع تجريتها كل من يتوفر لديه جلفانومتر ء وما عليه الا أن يميء 
الجهاز ويرى عمله بنفسه + ولقد الخد البعض يعقدون الامل على ذلك 
الجهاز لكشف المجرمين الذين ارتكبوا اثاما » أو لسبرغور الآلام التي 
تنتاب المرضى بأمراض عصبية ٠‏ الا ان هناك عائقا جوهريا ator‏ استعماله 
في الاحوال العملية : اذ لم يهتد أحد بعد » بصفة يقيئية الى السبب المباشر 
في ذلك التعير gh‏ + + فيظن البعض أنه راجع الى اتلال اليدين 
بعرق لا ياحظ » ويدهب اخرون مذاهب اخری لم تحص بعد ء 


تلك اذن هى الطرق الثى بلجا اليها علماء النفس لدراسة عقول 
الآخرين » فهم بلاحظونهم » لا بل پجرون عليهم التجارب فعلا وذلك اهم ۰ 
وان هذا الاتجاه التجرسبي لصاحب الفضل » قبل كل ماعداه » فى جعل 
ole‏ النفس علما من العلوم المعتمدة ‏ كلقد كان استخدام الاخشارات 
النفسية مقصورا منذ عشرين سنة على فئة من المبتكرين المتحمسين العاكفين 
في معاملهم + المهتمين بالتريبة أو الطب او الادارة الصناعية او ميادين 
الخدمة الاجماعة المختلفة ٠‏ نعم لا يدعي احد ان تلك الاختبارات قد 
بلغت غاية الكمال » غير أثنا ترى كل عام باحثا جديدا يحسن من اسالييها 
bangs‏ فهما لها » أما ما لم يزل مئها مشكوكا فيه أو مجهولا » فهو على 
كثرته لا علاج له سوى الاستمرار المتواصل في الابحاث ٠‏ 


15 


سيكو لوجية الشعوب 


هناك كثيرون ممن يعتقدون ان عمل العقل يختلف في الاجناس 
المختلفة » وان التعاون الحقيقي ‏ أوطنيا كان أم دوليا انما هو أحلام 
afl‏ + ولقد سمعنا قائلا يقول : ( انك لا نستطيع ان ققضي على المثل الاعلى 
البروسي الا اذا قضيت على البروسيين انفسهم ) ٠‏ وسمعنا قول الشاعر : 
( الشرق شرق والغرب غرب ولن بلتقى الالثان ابدا.) ء فما هو المصير اذن؟ 
لو اجتمم الفر نسيون والا لمان ء والصيثيون واليابان »> والارلنديون 
والاتكليز » والرآسماليون وتقايات العمال ‏ وكاهم اناس ذوو: أصول 
ومصالح متغايرة ب وجلسوا جنيا الى جنب في مۇتمرات يبحثون فيها 
بشكل جدي .. الازمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تهدد 
العالم بالفوضى » فهل هناك آية فرصة لنجاحهم ؟ أن المسآلة في أساسها 
نفسية » ولكن جوهر البحث ينصب على الاسباب أكثر من الحقائق ؛ فما 
من أحد يستطيع أن ينكر ان الشعوب والاجئاس والطبقات الاجتماعية 
والإقتصادية نختلف فى وجهات النظر العقلية + ولكن المعضلة التى نحاول 
حلها هى : أمثل هذه الخلافات آساسية غير قابلة للتغيير ؟ وما الذي يبقيها 
قائمة ؟ وهل هي مثلا ناجمة عن مزاج موروث ولشيء كان في دم كل 
انسان لا تستطيم الجهود البشرية ان:تغيره ؟ وهل هي تابعة لنوع من 


15 


الشعور الحمعى يود بالاضافة الى الشعور الفردي لكل شخص على حدة» 
ويقود ذلك الشعور الفردي ويحكمه بسلطة غير منظورة ؟ أم انها لا تعود 
الا لظر وف اتفصال عارضة ولحواجز تاريخية او جغرافية او اجتماعية 
سمحت لكل جماعة فى الماضى ان تنمى لها وجهة نظر وتقاليد خاصة بها » 
وان مثل هده الغروق ل بد مختفية سر بعا في المستضل نزبادة الاسفار 
والتبادل التجاري في انحاء العالم وبتاثير الاذاعة التي تذرع الكرة 
الارضية ؟ 

هاکم ثلاث نظريات في تعليل هذه الفروق ادلى بها الفكرون 
في أزمنة مختلفة فلننظر أيها أحق : 


الشعور الجمعي 

لنبدا بالرأي الذي بدو أبعد عن المعقول قي نظر الرجل العادي , 
ولكن تمسك به كثير من علماء النفس والفلاسفة في أواخر القرن الماضي : 
وهو رأي جميل جذاب يذهب الى ان مجموعة من الناس قد يكون لها روح 
ووعى خاصان بها » فنحن تتكلى أحيانا عن روح الجماعة وعن ارادة الشعب 
وعن قطر باكمله يعمل كرجل واحد » هذه العبارات ‏ في نظر هذا 
الرآي ‏ ليست مجرد مجازات حماسية ولكنها حقائق واقعية + 

وأهم البراهين التي سيقت لتأيبد هذه النظرية قائمة على مواز ات 
مستمدة من الحباة الحيوائية او الفيزيو لوجية» انظر ‏ مثلا الى الطوائف 
الاجتماعية التي تجدها بين الحيوائات الدنيا كالمرجان الوردي او الاسفنج 
الاصفر » فكل من هذه الكاثنات التي تحبا في البحر ليس حيوانا واحدا 
ولكنه مجموعة من الحروانات : ومم هذا فالمجموعة تتصرف Gales AS‏ 
واحد ٠‏ وقد ذهب ip A‏ سبلسر الى أن الجماعة الانسانية يمح ان 
بنظر اليها كانها كائن معقد من هذا النوع ء اذ تسلك سلوكا ولحدا مثل 


if 


المرجان او الاسفنج ٠‏ واذا صح هذا فلم لا نخطو خطوة أبعد » فنقول 
ان ذلك الكائن بجب ان يكون له عقل واحد ؟ كذلك راقب سريا من الطير 
شق أحواز الفضاء أو جماعات مسن النحل تطن فى سيرها حتى تستقر 
على غصن قريب » تجد كلا من هاتين المجموعتين يبدو منسجما في سلوكه 
مثفقا فى شعوره » كأن فكرة واحدة تصرفه » او غرضا واحدا يدفعه + 
واذ كنا تنكلم عن مجموعة من الناس كأن لها جسما ونقول ان اعضاءها 
Eee‏ م ا سل يم حا اك الم ريح 5 

تحدث أحانا  city‏ تفلح حد يقتت .ب ed‏ فأسك على دودة 
bal is pls et Ws‏ ار pate Sigs CoS‏ ولق 
اعتاد البستاني ان يخبرني وانا طفل صغير ان هذين الشطرين احيانا 
يتصلان ويصحان مرة اخرى دودة واحدة لا اثثتين » وآنه قطع pie bye‏ 
دودات ووصل ما بين احزاثها فيدت كاآنها دودة واحدة طولها اثنثا عثر 

فأنت اذن حين تشطر الدودة شطرين تفسم شعورها نصفين منفصلين 
وعلى ذلك فمن الممكن ان تتصور قياسا على هذا على الاقل ‏ أنه كما 
يصحشطر شعور واحد نصفين يمكن كذلك ضي شعورين وجعلهما واحدا 
واذا صح في اثنين فلم لا يصح في مائة أو مليون ؟ 

ويفترض بعض الكتاب ان كل خلية في المخ وكل كرة من كرات 
الدم انما هي حيوان دقيق قائم بنفسه » له شعوره الخاص به » وان الشعور 
العام للفرد كله ب أن او فت مثلا » بتتج ‏ كمعجزة س من تضام هذا 
الشعور المتثاثر المستقر في خلايا اجسامنا ٠‏ 

نهل هناك اذن ‏ روح عليا خاصة بكل Tb JS) ad‏ 


Le 


اجتماعية ؟ هذه نظرية يتعذر نقضها ٠‏ يد ولكن هناك صعويتان ظاهرتان : 
اولاهما اله يجب على مقتضى هذه النظرية ‏ ان rte Lad oy SG‏ 
هائل erly Vl ow‏ فمدينتا برمنغهام وليدز ومدرسة هارو وجامعة اكسفورد 
وفريقا الكرة في نيوكاسل وارسئال » وكل تقابة عمال » وكل لجنة و كل 
مجلس قروي وكل حشد في الشارع » كل واحد من هذه يجب أن يكون 
له شعوره الخاص به » وما أعرضها من دعوة 1 ثانتهما اننا - حين نفترض 
هذا الفرض . فلسى إن الجسم » لكي يكون جسما حقيقيا يجب ان يكون 
وحده ماددة » وان تكون هناك رائطة عصيية فعلية بين أجزاء مخه المختلفة 
حتى ( التوآمان السيامان ) لهما عقلان لا عقل واحد + وأشال البستاني 
الذى تحدثت عنه سابقًا قد طن أن دبداله العشر قد اصبحت واحدة لما 
عاشت معا في سلسلة حية واحدة ٠‏ ونحن في العادة لا زعم وحود شعور 
واحد الا اذا كانت أعضاء الجسم متصلة اتصالا فيزيولوجيا ٠‏ 


لمث ادعي ان 2 ope‏ الاعتراضين pe‏ وجه النظر التي ذكر ناها 
ولكن النقطة الجوهرية فى الموضوع هي : الا يمكن تعليل الحقائق وشرحها 
شرحا أكثر سهولة بدون هذه النظرية ؟ 

هناك شىء ساحق تحليلا ادق ؛ ذلك هو خصائص سلوك الحماهر 
هذه الخصائص اذا تديرته وحدته منبعدثًا من خطوتين نفسيتين لا شك فى 
وجودهما : احداهما تعرف احيانا باسم ( المشاركة الوجدائية الفطرية ) 
ويصح أن تعتبر لحد ما تقليدا وجدانيا لولا ان لفظة التقليد قد تعطى فكرة 
| يك نشرت مقالات متعددة في الصحف رالمجلات الالكليزية تهاجم بيرت 
العالم وبرت الرحل ؛ أهمها ما نشرته جر يدة الصاتداى تايمز الانكليزبة في 
VY‏ تشرين الأول LAVA‏ 6 حيث وصف بالتطر ف والترمت © علوة على 
اتصاله بالجناح اليميني وبعض فثات التفرقة العنصرية . 


المترجم 
3 


التشبه المتعمد بدلا من الاستحاية الفردية العمياء ٠‏ والحقائق الاساسية 
في هذا الصدد هي : اله في cling‏ الحيوانات الاجتماعية يكفى مجرد 
تعبير عضو واحد من القطيع عن غريزة ما لاستثارة تلك العريزة في سائر 
القطيع ¥ خد الطور مثلا خالعادة ان تستثار فيها غريزة اهرب عند ظهور 
كائن غريب خطيرء ظهورا مقاحنًا كقط مسترق الخطى أو صائد بحمل بلدقية ٠‏ 
بقية الغريان حدوه GLY! 559 ٠+‏ يخضعون لنفس الظاهرة ء ents‏ 
للرضيع ستسم للثه وايك تراه يبكي Wel + ٠‏ أو اسعل ثر جيرانك متثاء بون 
glans‏ 3 © واذا كان dal o SY chal ol‏ يل مجموعة من alte ants‏ 
رآيت التعبير الوجداني يسري حيئة وذهابا من كل وجه ء والتآثير نتشر 
اتتشار ob‏ فى sop 9 dy I‏ قوت وشدة في سريانه + 


| وفى هذا بعض اسرار خطابة الجماهير وعدوى الجماعات ٠‏ قاذا 
ابتدات طائفة من .المشايعين والأجورين تهتف ونصفق للخطيب رأيت باقي 
الحاضرين يصفقون (aly ٠‏ ابتد؟ احد الئاس ches‏ شاهدت الباقين 
تنفرج شفاههى عن الابتسام دون ان يكونوا قد سمعوا النكنة أو فقهوها 
وبظهر المثل الهزلي على المسرح فيقص حكاية ليست بذات بال فتهتز لهسا 
جوان المكان ٠‏ ورضحك لها النظارة ضحكا عاليا » فاذا ما اخذت هذه 
الحكابة فسها وقصصتها على صديق يمقر ده ٤‏ وكعت على مسمعة عادو 
هادكة لا نهر ول تثير ! وزعيم الجماهير المحلك _ كالممثل الخ ب عرف 
كيف مستغل هذه الميول المعدية فتراه مدأ باثارة الاتفعالات التى شترك 
lead‏ كل سامعه » وما هى الا لحظات حتى تشتد المشاركة الوجدانية 
فلا تلث ان جد مثاث الرجال والنساء فى القاعة قد اصبحوا شخصا 
واحدا ٠‏ والذعر وتداقم الجماهين يخضم لثل هذه الظاهرة ٠‏ فاذا شبت 


¥ 


نار فى ملهى ما ء واندفع قليل من الجالسين في البهو نحو الخارج في 
جلبة وانزعاج » سرى الرعب سريعا في جمهور الطبقات العليا من المكان 
دون أن مکو نوا قد وآوا بعد دهانا او لهسا ء والدفعت الجموع الى 
الابواب يدوس بعضها بعضا ء كذلك الحروب والشورات وتخطف 
الارواح والاسلاب تنبعث عادة من مثل هذه التأثيرات حيث يهيج أعضاء 
المجموعة بعضهي شعور بعض ٠‏ وهذا الميل التقليدي يعمل عمله أيضا ب 
بطريقة آقل ظهورا ‏ - في تقويم لوازمتا الفردية » فيجعلنا تتشابه في 
pull‏ وفي التفكير ٠‏ ونعتنق نمس الافكار والمثل العلا » حتى لتتوافق 
فى اللهحة والعبارات ٠‏ واذن فلسنا بحاجة في تعليل سريان الشعور الى 
الزعم بوجود روح واحدة تتملك الجماعة ٠‏ بل يكفينا ان نفترض أن 
تعبير احد افرادها عن اتفعال ما بثير فى الباقين هذا الاتفعال ٠‏ 


فالمشاركة الوجدانية الفطرية 'تكفى اذن فى تعليل وحدة العمل 
فى المستويات العقلية الدنيا ‏ لدى الحيوانات الاجتماعية وفى خليط 
غير منظم من الرعاع ء فاذا ما صعدنا الى مستوى أعلى وجدنا أقر عامل 
اخر هو الشعور الذي بنشآ في كل عضو عن الجماعة التي بنتمي انيما ء 
فالطيور لا تنظر الى سربها من حيث أنه سرب والافراد المزدحمون لا 
ينظرون الى جمهرتهم من حيث هي جمهرة ولكن الافراد في مدرسة او 
في جيش او فى شعب مأ + لديهم فكرة واضحة عن المجموعة المنتظمة 
التى نفسمهى ‏ خذلك المجموع في نظرهم له مثل عال أو عرض محدود ؛ 
وهم معليون به ولهم به هوی واعجاب وهم يحرصون على سعادته 
وبقائه » بعطونه اسما ويتحدثون عنه فيما بيئهم » ويثمو عتدضي حبه والولاء 
له + قحب المرء لوطته قد يغلس حيه لنفسه ؛ حتى أن البطل ليشبحى بحيائه 
من أجل ذلك الوطن ء هذه العاطفة او الشعور بالعطف نحو الجماعة > 
هي التي يبنى عليها ما يسميه الثاس ارادة الجماعة فعندما تتكلي ‏ ان # 


tA 


عن الجماعة النى تستخدم ارادتها انما نعني في الحقيقة ان افرادها 
ستخدمون اراداتهم diz‏ في اتجاه وأحد ولصالح المجمو ع + وهم 
انما ستطيعون هذا لان كل فرد يشعر بالهيئة التي ينتمي اليهسا ويعتبر 
اغراضها اغراضه هو نفسه ء وعلى هذ! فالتعبير بالشعور الوطتى او 
الارادة الوطنية لا يفهم منه ان الشعب في مجموعه كائن شاعر له عقل 
خاص او روح خاص » بل يتضمن ان لكل من افراده شعورا بالشعب 
الذي نكو نه + 


هنا ب اذن ب اتحاهان بجدوان تجو غانة موحدة >¿ فهل هناك 
ظروف قابلة للتحديد يجب توفرها قبل ان يصل كل من هذين الاتجاهين 
الى Fadl Ol Paes‏ الثاني يستلزم ‏ على الاقل ب المقدرة على تنهم 
الافكار المجردة » اذ ان فكرة الوطن ليست الا نجريدا ٠‏ وهى بسثلؤم 
ايضا قدرا خاصا من الاتحاد بضم المجموع كله ء لايسكن يدونه ان 
ينظر الى المجموع باعثباره كلا واحدا ء هذه الوحدة _ من ناحية ب 
نابعث من الغريزة الاجتماعية التي تجمع الافراد وتبقيهم معا » ولكن 
تحققها في شكل أوسع يجب أن يعتمد ب لحد ما ب على محاسن الصدف 
في التاريخ والموقع الجغرافي + فالامة مجموعة تحتل مساحة معينة من 
الارض » تتكلم لغة واحدة » وتخضم لحكومة واحذة ولها ذثرى 
مشتركة من المحن والاتتصارات وتمحد نفس العظماء من رجالها ٠‏ الا 
ان كل هذا توقف على شرط أعمق منه هو نحانس الاعضاء » فالحظيرة 
اني تضم حية ونمرا وفيلا وزنبورا لا يمكنها أن تعمل متحدة كقطيع 
من الحاموس او الذثاب ء» ومع ذلك فلكل فرد من افراد هذه الحظرة 
شعور خاص.يه : فلم لا تمتزج كل هذه الانواع من الشعور ؟ ظاهر انه 
ليس ببنها مصالح مشتركة أو غرض موحد او وسائط للاتصال ٠‏ اما 
GIT ab’‏ قيمكنه أن نتحد ضد عدو مشترك + وكذلك الشرذمة من 


15) x4 


المتوحشين يمكتها ان مكون من اتمسها قبيلة ٠‏ فواضح على هذا أن 
الشرط. الاساسي لوحدة العمل لبس GU‏ وحود الروح العام ع بل 
الصفات المشتركة الممتية على السلالة المشتركة ٠‏ 


وراثة الا جشاس 


٠‏ لنختر 6 أذْنْ ‏ ب هذا التفسير الثاني gall‏ رجح الطبايع الوطني 
في الحقيقة ‏ لا الى شعور وطني Gall‏ الحرفي ‏ بل الى وراقة 
وطنية ؛ اي الى تركيب عقلي خاص يششترك فيه كل عضو من أعضاء 
الجنس ٠‏ 

فأولا ب ما هو الدليل على ان هناك وراثة جنسية ؟ انه هأ من احد 
Kas‏ أن الاجناس تختلف فى جسماتها وان الفروق الجسمانيه لا ped‏ 
لانها فطرية ٠‏ تمش قليلا في شوارع أي مدينة كبيرة : ذلك الرجل 
الصغير الخفضف ذو العيون الخميصاء واضح انه من اليابان wll Urge‏ 
المليح المنبري اللون لا شك انه طالب هندي ٠‏ وهذا الزنهي ذو الصوت 
العم وذلك الصيني ذو الوجه المستدير كالقمر "alls,‏ اليهودي بلثمته 
الخضفة ء» كل اولئك pred yal‏ اول ما تراهم ۾ حادثهم واحدا 5 واحد 
تجد انهم يختلفون في طبعهم كما يختلفون في جسسائهم » فالزنجي 
السريم pul‏ والصيني plus ¢ Sg sal‏ اليهودي بحب ه للتقود 
والموسيقى کل اولك یدو كأنه يحمل في عقله وجسمه على السواء 
ele‏ الحنس الذى انحدر منه ء 

لنقمر اتقسنا لحظة فى اوروبا لترى الى أي حد يمكن أن ترجم 
الخواص السيكولوجية لكل شعب الى ضرق في التركيب.الجنسي , 
هثالك انواع عدة من الشواهد تبمث في مجموعها على القول بان سکان 
اوروبا اليوم ينسلون من ثلاثة اجناس متميزة وهذه ‏ من غير شيك # 


2. 


تنقسم فروعا وتنضابك انواعا لا عدد لها ء وقد قامت الادلة حدشا على 
ان الثقافة لا تنطايق داتمما والتفرع الجنسي مطابقة ثامة كما كانيظن في 
الماضى ٠‏ ولكن لتأخذ تفسيرا بسيطا من تفسيرات هذه النظرية الثلائية : 
ونسائل أنفستا الى أي حد يمكن ان نستعين بها + 


آ ‏ اذا صرفنا النظر عن الافراد القلائل الذين يزعم انهم من 
أعقاب انسان العصر الحجرى الاول : نجد ان اول واقدم جنس أوروبي 
موجود بظهر اله كان يتألف من اقوام قصار القامة سمر البشرة ذوي 
,95 طويلة ضيقة ووجوه بيضاوية مستطيلة » بلغ من سمرة لون 
شعرهم وعيونهم eal ates‏ إن سموا احياا ( الجنس الاسمر ) ء مثل 
هذه الانواع توجد الان بكثرة فى جنوبي ايطاليا واسبانيا » ومن ثم كثيرا 
ما اطلق عليهم اسم ( جنس البحر الابيض المتوسط ) » وربما كان أيسط 
من هذا نسميئهم بالجنس الاوروبي الجنوبي + واقراد هذا الجنس ضيه 
تر کیبهم الجسماني في كثير من الوجوه تركيب افراد العصر الححري 
الحديد ء الذين خلفوا وراءشم عددهم الحجرية المصقولة وهيا كلهسم 
القصيرة وجماجمهم الطويلة المدفونة في نجاد أو مصاطب طويلة ٠‏ ولقد 
كانت التواريخ الانكليزية القديمة تسمى اهل هذا الجنس ( ايبردين ) 
ويظهر ان سلالتهم تكون اليوم العنصر الرئيسي من سكان انكلترا الذين 
يتكلمون اللفة ( الكلتية ) وهم في بريطانيا موجودون على الخصوص 
في الغرب في مقاطعات ( كورنول ) و ( ويلز ) ٠‏ وفي الجهات النائية 
من ايرلئده واسكتلنده ٠‏ والمظنون ان اسلافهم هنا وفي مقاطعة ( بريتاني ) 
قد ثركوا تماثيل ضبخمة من الححر غير المسوى ‏ تلك الكتل والدوائر 
الحجرية الغريبة التي ترى في ( مون هيج ) + 

ب ب خلف من بعد هولاء السكان الاولين جنس ثان ليسوا في 
درجة هؤلاء من القصر او السمرة » يمتازون على اللخصوص برؤوسهم 


oy 


العريضة المستديرة ووجوههم العريضة المربعة واجسامهم البدينة » وميلهم 
الظاهر الى السمن + وهناك بعض قرائن تدل على ان قبامل رحالة من هذا 
النوع كانت تتجول تجوال ابراهيم يقومه في طلب الخصب والمرعى » 
جليت معها العلم بالغلال والحيوانات المستانسة واستعمال البرونئز الى 
غربي اورويا » وقد تكون هذه القبائل نزحت من آسيا المعولية مدفوعة 
بالقحط وقلة الماء » وقي الحق ان وجوههم العريضة لتذكرك لاول نظرة 
يعض الاجناس ال معولية + وقد استقر هؤلاء في مواطتهم الجديدة 
يفلحون الارض » وهم تتمثلون في صورة ( جون بول ) الفلاح الخشين + 
وان الصور التى ترمسسها الصحف الهزلية للرجل البروسي او الروسي 
ذي الرأس الكروي أو الجمجمة القائمة على استقامة العنق لتمثل الملامح 
الممبزة لهذا النوع » مبالغا فيها الى حد ( الكاريكاتير ) LA ٠‏ ممثلوهم 
اليوم فاك واجدهي حول الالب ب في الايا وعلى الخصوص نحو 
الجنوب . وفي أواسط فرنسا وفي الجزء الأكبر من روسيا الاوروسة » 
وربما كان الحيثيون القدماء واليهود المحدئون بعض فروع هذه الشسجرة ٠‏ 
وظهر أن بعض هؤلاء الغزاة شقوا طريقهم الى هذه الجزر البريطانية 
وجلبوا معهم الليجة ( الغالية ) الاولى مدن اللغة الكلتية وعلموها السسكان 
الاولين ؛ نم بادوا هم آنمسهى ٠‏ وانك لتحد جماجيهو المستديرة مدفونة 
في مصاطب مستديرة وغالبا ما تجد معها سيفا من البرونز في شكل ورقة 
الشبحر و بحانبها كأس شراب تحتوي زاد الأرواح في رحلتها الى العالم 
الاخير + وهكذا نستطيع على الرعّم مما بين عوائد الاجناس المختلفة مسن 
تداخل وثثايك أن تقول ب بصفة عامة . ان هؤلاء الاقوام ذوي 
الرؤوس المستديرة هم رجال العصر البرونزي ؛ وهم يعرفون بأسماء 
مختلفة الالسين والكلت والكات السلافيين ٠‏ ولكن بظهر أن اراد هذه 
الاجئاس الثلائة الرئيسية قد تكلمو! بوما ما نوعا من اللغة الكلتية ولذا 
ربما كانت احسن تسمية م tel)‏ اوروبا الوسطی ) ۰ 


ا 


واخيرا جاء ‏ في موجات متعاقبة من العغزو _- أقوام طوال ء صهب 
الشعر زرق العيون ذوو رؤوس طويلة ضيقة ووجوه ضيقة كدلك ؛ وبقال 
انهم كانوا أول قوم استانسوا الخيول » وقد خلفوا يركوبهي اياها ذعرا 
وارتجافا في قلوب القبائل الاصلية » تمثلا في أقصوصة ( السنطور ) 
ذلك المخلوق الخرافي المتوحش الذي له من ٠‏ الانسان رأسهة وجزعه » ومن 
الفرس حسمه وقوائثمه ٠‏ ولقد انحدر هؤلاء الأقوام في اسراب من 
براري روسيا الجنوبية » وغفزوا بلاد اليونان واستوطنو! . في أزمنة 
تاريخية متطاولة #ى سهول اوروبا الشمالية والاقاليم الشاطئية المحيطة 
بالبلطيق + وهم شبهون شعوب البحصر الابيض في ان لهم رؤوسا 
ضيقة » ولكنهم يختلفون عتهم : في انهم شقر الالوان لا سمرها ٠‏ لهذا 
يزعي بعض الباحثين ان شعبة من جنس البحر الابيض التوسط ساحت 
في الارض شمالا » » فأصبحت شقراء يعد ان كاتكت LI oth ew‏ يتحول 
الذي الاسمر فيصير ابض فى الجهات القطبية ٠‏ ويقال Ol‏ من بين مقلاء 
الصهس الشعور وؤوساء قادوا المهماجرين الكلتيين ب كما سمون ‏ 
لى الجزر البريطاتية » وجلبوا معهم اللغة السمرية او الكلتية المتآخرة 
وبعضًا من المعارف عن استعمال الحديد + وستطيع ان تقول على الا مال 
انهم هم اهل العصر الحديدي الاول + وقد ذكرهم ( بوليوس قيصر ) 
ووصفهي بأنهم مردة غلاظ صهب الشعر ٠‏ سام الكتاب المتأخرون 
( بربطون) ٠‏ وهو اسم لا يزال البريطانيون يحتفظون به في فخر واعجاب؛ 
ومن نسل هذا الجنس الحجري الطويل القامة السكسون والدنمركيون 
والاسكندنافيونء والمرنك واللومبارديون» والترمان والقوط الشرقيون 
والغرييون ٠‏ وقد اكتسح هؤلاء كل اوروبا والجاوا الاجناس القديمة 
الى الاعتصام بالمرتفعات المحيقة واشباه الحزر المتعزلة ale‏ انقى ممثيلهم 
فى العصر الحاضر فانك تجدهم في بلاد السويد والترويج فلو انك 
وضعت سويديأ بحانب اسباني لتحلى لك التباين في انحال ٠‏ خالاثئان 


of’ 


يتفقان في طول الرأس والوجه » ولكن السويدي طويل اشقر والاسباني 
قصير اسمر ٠‏ اما في اقكلترا فانك لا تزال تجد رجالا من النوع الطويل 
الاشقر الشعر فى الشرق والجنوب + على انه يظهر أن اقواما بشبهون 
مؤلاء جسما قد هاجروا يطريق الماء الى مقاطعة ( كميرلاند ) في ايام 
( الفيكنجز ) واستوطنوا هه اك التلال وجوانب البحيرات ٠‏ كل آولئك 
شعب من الجنس النوردي أو التيوتوني + واذن فربما كان أبسط اسم لهم 
هو ( آجناس شمال اورويا ) ٠‏ 


التى استوطنت القارة الاوروية : جنس شمال اورويا » وجنس" الحنوب 
وجنس الوسط ٠‏ ويظهر اكنا فى هذه الجزر ( البريطانية ) منحدرون 
في الاغلب من الجنسين الاولين + أما ( جون بول ) وذوو الرؤوس 
المستديرة فيظهر انهم قد القرضوا ثقريبا + ونحن في الاغلب قوم ذوو 
رؤوس طويلة وذوو وجوه طوبلة كذلك » أقرب الى الطول والشقرة في 
الجنوب والشرق ؛ والى القصر والسمرة فى الغرب والشمال » وقد 
شهدت القرون الحديئثة كثيرا من التنقل والارتحال » حتى ان الانسان 
ليتوقع ان يودي تزاوج الاجناس المختلفة الى الامتزاج التام بين العناصر 
الاولى ؛ ممأ نترتب عليه زوال الفروق الجنسية © الا في الجهات UII‏ 45 
غيرالمطروقة ٠‏ غير ان هناك قرائن تدل على انه حتى عند تزاوج جنسين 
اشقر واسمر . تميل الخصائص الميزة الى ان تنفصل احيانا طبقا للقوانين 
( المندلية ) في الوراثة : ففي أول جيل تتغلب في العادة صفات الشعر 
الأسود »> وهي الصفات الاهذة OY!‏ في الازدياد في المدن ) 4 9 Les‏ كان 
لذلك اسباب اخرى ) » أما في الاجبال التالية فقد وجد ان النوعين 
نتميزان نماما ٠‏ فليس من الضروري .. اذن ‏ ان يترتب على الزواج 
اندماج النوعين وامتزاجهما في الاحفاد والاعقاب ٠‏ 


of 


غير ان السق‌ال الذي يبعنينا فى مقامنا هذا هو : هل تجلب هذه 
الفروق الجسمية معها ذروقا عقلية بينة ؟ أن صح هذا امكن ا الى حد 
كبير ‏ تعليل التفاوت بين شعب وآخرء فلننظر إولا الى الفروق العقلية ٠‏ 
لقدطيقت اخشارات الذكاء على محموعات ممثلة لكل جنس من الاجناس 
الاوروبية تنقرما + وهذه الاختبارات بقصد منها ان تقبس الخصائص 
الفطرية او الوراثية ء غير ان اختلاف اللغات يجعل الموازنة بين التتائج 
عسرة ( الا في الاحوال التى استعملت فيها اختبارات عملية غير لفظية ) ٠‏ 
ولقد يختلف علماء النفس في طرائقهم » فهذا يستعمل طريقة وذاك 
اخرى ولكن يظهر ان البحوث ‏ على وجه الاجمال ‏ متفقة في !لتتائج : 
فاذا اعتبرنا طوائف المجندين المختلفين نماذج ممثلة تمثيلا عادلا لاوطاتهم 
الاصلية » كان لنا ان نستنتج أن الاجناس الصهياء الشعر هي الاذكى 
وان الاجناس القصيرة السمراء الشحر اقل ذكاء ٠‏ ولكن هذه التعميمات 
التي تشغف بها بعض الجهات لتفضيل ما يسمونه الاجناس الارية على 
السامية » والشعوب البيضاء على الصفراء والسوداء لا يمكن الاخذ بها 
على علاثها + حقيقة ان ذكاء الزنحى المتوسط في الاختياوات التى طبقتث 
الى الآن لا يبلغ الا تسعة أعشار المتوسط من الشعوب البيضاء » ولكن 
الصينيين واليابانيين لا يقلون عن مستوى الغرب ٠‏ 

على أن هذه الفروق بين الاجناس مهما تعيزت وتعددت فائهيا 
ليست قط على درجة من العظم : فما لاحظناه بين الذكور والاناث ينطيق 
هنا ايضا على الاجناس المختلفة ء فالغروق الوأسعة فى الذكاء سين 
الاغراد المنتمين الى شعب واحد اوسع وابعد مدى من الفروق بين شعب 
وآشر + فاذا أردنا فروقا بيئة بين قوم وآخرين فلنبحث Cael pt Late‏ 
او المزاج ٠‏ 

وهنا لانجد مقابيس علمية نستعين بها ولكتنا نعتمد على الملاحظة 


oo 


وما تكونه من فكرة عامة » وهما دليلان غير مأمونين ٠‏ وعلى 
هذا فلنرجع الى ثلائة من الاجناس الاوروبية العظيمة ٠‏ ان lend‏ 
الاتكليزي لتيدو له هذه الفروق المزاجية واضحة رائعة: فاولئتك الاجناس 
الجنوبيون ذوو الشعر الاسود قوم سريعو التأثو محبون للاجتماع كثيرو 
الكلام قليلو التريث مندفعون يفيضون حركة وحسن بدبهة ٠‏ وهم ب 
بدورهى ‏ اذا وصلوا الى اتكلترا قالوا انه يخيل اليهم انهم أتوا الى 

شعب من التماثيل الشمعية ء فالشمالي ذو الشعسر الاصهب يبدو لهم 
مخلرقا أبكم ١‏ بلغمي المزاج مستقلا متحفظا ‏ والمادح الراضي ب بالطبع ‏ 
bib Lives‏ رجال عمل أقوياء صامتون الى حد ماء ۾ كاذ! ما استثيرت 
تفوسنا صدرت علا اعمال قوية عظيمة ٠‏ واذا عبرنا عن هذه التفرقة في 
لعة علماء النفس الحديثين gy gel Gt LS‏ منيسط extravert‏ والشمالى 
منطو أو منقشض introvert‏ چو : فالاول بظهر ما يبطنه » ميال petal‏ ۽ 
سريم الاستجابة للعالم الخارجي ء والثاني يكيت اقعالاته ويبدو مشغولا 
بنفسه » مركزا تفكيره فيها ٠‏ 


ويبدو لك هذا الفرق واضحا فى الاداب والفئون : انر - مكلا _ 
القوطية في منشستر وشارتر » وبين شعر سوفكليس أو ssl‏ أو راسين 
و هذان الاصطلا حان extravert, introvert‏ من و صم العالم السيكو لوجي 
احدهما متبسط أو متحة يقكره وأهتمامه ألى الخارج & والثاني . 
أو منطو هلى نفسه ؛ ينيع تفكره من الداخل وبتحه اهتمامة الى الباطن . 
تمثل سلسلة متفاوتة الدرحات في الاماط والالطواء ٠‏ وسمكتكتك أن تجد 
امثلة هذه الشماذج بين الشعراء والعلمام والفلاسفة pies‏ من طوائف 
التاس . 


al. 


وشعر شكسيير أو غوته أو بايرون ٠‏ ثم ما ابعد الفرق بين موسيقى جو نو 
أو جلوك والحان بيتهوفن أو فافئر ! وما آكبر اختلاف صور رفائيل 
وبيرو جينو وبوسان وانحجرس مان صور رميرانت أو دورو أو ترئر 
أو يليك ! وفنون الرسم والبناء والشعر والموسيقي تميل ‏ في كلتا 
ايطاليا وفرنسا ب نحصو النوع الكلاسيكي » اما في المانيا وانكلترا 
فتغلب على هذه الفنون الناحية الرومانسية + شون المجموعة الاولى 
شكلة عقلية ذات تقالبد » تعر عن نفسها في وضوح gh Sho‏ وهدوء ء اما 
الثانية فجامعة غير متزنة » تقوم على التأمل الباطلني » وتتدفق ثورة وهالعهء 
وفن الاولى فنعام فن قوم يعبرون عن شعورهم لعيرهم في طلاقة وصراحه 
اجتماعية ٠‏ وفن ايطاليا صاف مشمس كمناخها ولكن فن الشمال مشل جو 
الشمال معتم متقلب ٠‏ والواقع ان الكثيرين يمتقدون ان جو الممالك 
المختلفة ومنائها مسوؤول عن أمرجتها وطباعها ٠‏ 

أما الاجناس ذات الرؤوس المستديرة في أواسط اوروبا فلها شأن 
خاص ولقد قيل ب وبعض القول موضم للمناقشة ‏ ان ميل هولاء الاقوام 
ليس الى gill‏ والادب قدر ما هو الى التنظيم والعلم ٠‏ وربما كانوا في 
خاقهم وسطا بين الجنسين الآخرين : فبينا أجناس الشمسال ذوو الرؤوس 
الطويلة والوجوه الشقراء مخاطرون محبون للتمكين لنفوسهم جوالون 
مستعمرون من الطراز الاول » اذ أصحاب الرؤوس المستديرة أقوام ثقال 
محبون للاستقرار صبر مقتصدول مهرة في الننظيم يهتمون بالنقود وما 
بسكن ان مشترى بها » وهم ألى التقليد والخضوع اميل منهم الى الابتكار 
polls‏ 441 ° 0 

وکن لسن Ogata‏ الشضوابط الموجزة ان لخصوا هذه ll‏ 9 
المزعومة بان يقولوا : ان رجل شمال اوروبا مخلوق عملي + ورجل الوسط 


oY 


مخلوق نظري ٠‏ ورجل الجنوب مخلوق وجداني ٠‏ الاول نتجه الى العمل 
والثاني الى الحقيقة والثالث الى الجمال ٠‏ والصنف الاول يؤلف شعبا من 
أرياب المتاجر BOs‏ من الفلاسفة » والثالث من الفنانين ٠‏ 


ولكن العالم المدقق لا مكاد يسمع مثل هذه الدعاوى العريضة حتى 
سدو عليه القلق والحذر ؛ فان حقائق الطميعة الانسانية قلما تخضم لمثل هذا 
التقسيى الحاد ٠‏ تحن لا نشك في أن هناك فروقا عامه » ولكن مسن غر 
peal‏ أن تنطايق هذه الفروق وتلك الاقسام تمام التطابق ٠‏ فالاراء التي 
لخصتها هنا ليست إلا آراء فوضية لا بصع ان توخا على انها حقيقة» و لكي 
أعرضها أمثلة لنظريات نادى بها علماء النفس في وقت ما ٠‏ فلا فستنتحوأ مما 
ذكرت ان شعبا من الشعوب نتصف كل افراده بهذه او تلك من السجايا 
والصفات ¢ او اته پمکنکم ان 'تحدسوا حدسا صائيا عن امراج الموروث 
عند الرجل من مجرد الملاحظة لشكل رأسه أو لون شعره ء 


مثل هذه الاراء التي ذكرتها كانت رائحة كثيرا فيل الحرب العالمية 
الاولى : ففي فرنسا مسيو جوبينو واتباعه وفي ال ماليا مسثر هوستون 
تشمبرلين واخرون كائوا بقولون إن الفروق في EN Shes‏ القومية ؛ 
وما نثرتب من نجاح دولة أو فشلها )بسكن ان يتنبا به من النظر في ت رکب 
أحناسها القاطنين بها ٠‏ والمدية ‏ في زعمهم ‏ ندين بتكل شيء للآريين» 
فكل ما هنالك يرجع الى شعوب ( جافا ) البيضاء والى الشعوب الهندو # 
اوروسة في الشرق والغرب ؛ ولا شيء مطلقا يرجع الفضل فيه الى الحامية 
السوداء في الجنوب ؛ والقليل ‏ أو ما يشبه العدم ب يرجم الى الاجناس 
الصفراء في الصين واليابان » واقل من لاشيء يرجم الى الاجناس السامية 
في فلسطين وبايل ومصر ٠‏ ومن المعلوم ان الالمان ب من بين الشعوب 
الآربة ‏ قد برهنوا لأتفسهم برهانا يرضونه على ان ( التيوتوني ) أنيل 
الناس جميعا » وان النجاح ميراثه » وان قومه هم الشعب المختار » وانه 


oA 


خلق لينتصر وبخضع اللاتيني الهزيل الخنث في أنطاليا واسبانيا وفرنسا + 

والحق ان الفكر الاتكليزي كان دائا في شك من أمر الخصامص 
tj‏ تسه القطر به 5 is pels‏ لد الاد قد ملا وق si Jl‏ المعارض . 
واعتقدنا فى قوة التدشئة والتقليد اكثر من الوراثة والجنس ٠‏ 


التقاليد الاجتاعية 


والآن وصلنا الى الاخير من الشروح الثلاثة التي ذكرتها في مستهل 
كلامى : ذلك ان العلة الاساسية فى الفروق بين الشعوب أثما هى العادات 
والتقاليد التي تتوارث من الاضي على ممر العصور فتشكل جيلا بعد جيل 
بواسطة المارل والمدرسة والادب القومي وكل العوامل الدقيقة في الحياة 
اليومية ٠‏ ولقد صرح ( لوك ) عالم النفس البريطاني القديم ‏ مثلا ‏ أن 
كل طفل يوند مرنا كقطعة من الصلصال اللين : قابلا لأن يتشسكل بالتربية 
والبيئة المحيطة به » وليس له طابع محدود خاص به ٠‏ وقد جاء ( مل ) 
والعتاب الأولون الذين توسعوا فى هذا المذهب فأرجعوا كل الفروق 
العقلية الى اثر البيئة الاجتماعية ٠‏ وأرجعها ( بكل ) في كتابه العظيه 
( تاريخ الحضارة ) الى البيئة الطبيعية : فالاسكتلنديون أثداء نشيطون 
لنهم بعيشون في الجبال » والزنوج كسالى ميذرون لأنهم يسكنوز 
المناطق الحارة الوفيرة الخيرات ٠‏ وقد لاحظ اللؤرخون مرة بعد آخرى ان 
كراء هؤلاء الفلاسفة البريطانبين . الثى اعتئقت فى صراحة قليلة أو كثيرة 
قد لعبت دورا كبيرا في نقرير السياسة البريطانية نحو الامم غير المستقلة 
لا سيما الهند وشعوب الشرق ٠‏ 

والان اظن ان النقطة التي فستطيع التسليم بها هي انه لا الجنس 
وحده ولا البيئة الحغرافية وحدها » بمستطعه تعليل التفاوت البين بين 
المدنيات المتعاقة ٠‏ فيكفى ان تنذكر كيف غلبت اللغة والموائد الروماية 


oF 


على نصف ممالك اورويا لترى كيف تنتشر خصائقص الشعب الواحد وراء 
الجنس أو البفعة التي أنبتتها ء والا فهل يصح ‏ لمجرد اننا نستعمل في 
اتكلترا كلمات لاتينبة و نخضع لقانون روماني - ان نستتتج اننا متحدرون 
من الكتائب المغيرة التي جلبها هنا ( يوليوس قيصر ) ؟ لا ضرورة لمثل هذه 
القروض الجامحة + قهناك عمليات اسط تلعي دورها ٠‏ والئاس شه 
بعضهى بعضا ء لا لانهم تحدروا من اصول واحدة فحسب » ولا لانهم 
اشتركوا في وطن أو مناخ واحد » بل لانهم ايضا قلد بعضهم بعضا ء أو 
اقندوا بمثل عال مشبترك ء 

غير ان ( التقليد ) كلمة تشتمل ميولا مختلفة كثيرة » فهى في ابسط 
مظاهرها كما رآينا تعتمد على نوع واحد من المشاركة الوجدانية الاولية 
التى يمكن اعتبارها ‏ الى حد ما غريزية ٠‏ فلاستعملها هنا ه طليا 
للاختصار » فى كل تلك العمليات التى تنطوي على محاكاة فرد أفكار فرد 
آخر او مشاعره أو أعمأله ٠ه‏ والتقليد بهذا المعنى شرط أساسى لكل Blam‏ 
عقلية جمعية » فالفرق الرئيسي بين الافسان والحيوانات العليا مو ان 
مقدرته على التعلم اعظم كثيرا من مقدرتها » وانه بهذا الاستعداد يستطيع 
ال يتعلم ؛ لاا من تجربته هو فحسب بلى من تجارب الآخرين ايضا ٠‏ وهو 
يفعل هذا من طريق القبول اللاشعوري للموذج ما ء اكثر من القبول 
الشعوري لبرهان ما وهكذا ‏ شيئا فشيئا ‏ عسن طريق تشرب التقاليد 
المحيطة نكون سسكان المساحة الواحدةٌ المحدودة جماعة متجانة» و يتقدمون 
معا في المعرفة والاختراع » ويتعودون عادات متجانسة من الاعمال ء 


وتتضعم لنا حيدا أعمية مثل هذه الخطوات اذا نصورنا ما يحدث 
لو جرى نيادل عام بين السكان » افرض ب مثلا ‏ انه على اثر سجرب عالمية 
جديدة ؛ نقل كل اطفال اتكلثر! الى المانيا حيث بدرحون بين الانظسة 
الالمائية » تتكلمون اللغة الالمائنة : ويفرأون | الالمائية » وبحاطون 


54 


بالمؤثرات الالمانة من کل جاب ء وعب كل طفل المالی آرسل ملد ولادته 
الى بلادنا هذه ( اتكلترا ) لينشا على ثقافة اتكليزية خالصة ! بخيل الى في 
هذه الحالة انه م رغم الفرق الجديد في المراج الجئسي الفطري ‏ لن 
3 هناك at‏ مفاجىء يمكن ان بلاحظ فى العادات او وجهة النظر 
العقلية » فالاطفال الالمان يقلدون آباءهم الجدد من الاتكليز » وخصائصهم 
القومية الموروثة لا نبدو الا في مظاهر بسيطة تافهة وكل تغير يجد على 
البلاد تنيجة لهذا يكون بطيئا تدريجيا لا سريعا او انقلابيا ٠‏ فوزن التقاليد 
يرجح في المبدأ تأثير الدم او التكوين المقلى الجديد GUT GAG Vy‏ 
عن آثاره الصغيرة المتجمعة الا خلال قرن أو قرنين ٠‏ 


ان الحيواثات سم تنطور الى طوائف مختلفة اختلافا ينا الا عن 
ریق Goze a‏ الورواة » وهذه TE EEE SF te‏ 
طر نی التغيير Bails iis‏ في مجموعة المتقدات والافكار والعادات التي 
توارثها بالتقليد جيل بعد جيل ٠‏ وعلى هذا فالفروق الموجودة بين الممالك 
الان تعتمد في أساسها على هذه العناصر التي ترجع الى التقاليد ٠‏ فاذا 
أخذ شعب ما مدنية جزء آخر من أقاصي العالم ينما أخذ المابانون مثلا 
ثقافة الغرب وامريكا # استطاع ولو في الظاهر ان يغير خصائصه تغييرا 
LIS‏ + | 


غير ان هتاك حدودا لمثل هذه التغييرات وهذ! هو الوضم الدي يبدو 
فبه الاثر الدقيق لمراج الشعب الموروث ٠‏ وانك اتستطيع أن تر هذا 
واضحا كل الوضوح في الانظمة السياسية والدنة : قفر نسا ‏ متلا 
قد اصبحت جمهورية ولكن الفرنسيين لم يظهروا تحت ذلك النظام 
الجمهورى الا قليلا من الايتكار وابراز الذات اللذين تراهما ظاهرين 
ظهورا قويا في جمهورية الولايات المتحدة + وعندما رفعت فرنسا عن 


Af 


كاهلها نير الملكية لي تتخلص مسن نظامها المركزي في الحكومة » ذلك 
التظام الذي بلغ حد الكمال فى عهد لويس الرابع عشر وثابليون + او 
خذ مثلا من الدين مما يعرم علماء النفس بابراده : ذلك ان الديانة البوذية 
اصبحت في سكي المنقرضة في مسقط راسها ‏ وهي الجهات الواقعة على 
جوانب نهر الغانج .. وحلت محلها بالتدريج الديانة الاسلامية » التي 
تقدمت من الثسال الغربي حتى البنغال » والتى يخيرنا كبير من علماء 
الانسان انها اكشر تمثسا مع طباع الهندوس وهم اعتقادهم في التضاء 
والقدر + او انظر ب مثلا .. الى الفرعين العظيمين اللذين اتقسمت اليهما 
المسبحبة في غرب اوروبا : البروتستاتتية المستقلة استقلالا حيا متحفزا » 
والكاثوليكية الرومائية وما بصاحيها من طاعة للسلطان وحب للالوان 
والموسيقى ء وانظر كيف G pees‏ هذا الانقسام طيقا لتوزيم الاجناس 
الاوروسة والقسامها الى شماليين وحنو بيين 

نحن ب اذن س مضطرون للاعتراف بنصيب من الحقيقة لكل من 
النظريات الثلاث التي ناقثناها : فالوراثة الجنسية والتقاليد العامة والوعي 
الاجتماعي الذاتي كل ذلك يلعب دوره فى أعطاء الشعيى ral‏ مقومانه ٠‏ 

ويمكتنا الان ان نلخص مجرى التطور القومي فيما بلي : لا شك 
ان فروقا عقلية توجد بين شعب واخر والموروث من هذه الفروق غالا 
دائم غير متغير وهي فروق صغيرة نسبيا الا انها على صغرها لا يد ان تكون 
قد لعبت دورها في تقرير الاتجاهات العامة المتباينة التى سارت فيها الثقافة 
والعادات ٠‏ ثم ب عندما اخذت الهحرة والسفر والشادل الدولي تجلب معها 
اذواقا Baste | IS g‏ م البلدان go el‏ اتد فوع من الاتتخان 
SBP alae Jaw carl‏ ب كل شعب ما وافق مزاجه الخاص ء ورفض أو 
عدل Usa eae gl le‏ 

ان العرفه والانمة ة والعادات التي يتخذها قوم ما لانها تتبعث yp‏ 


11 


طبعهم الاساسي أو تلائه . تأخذ هي بدورها في التأثير على ذلك الطيع 
وتقويته وندعيمه عن طريق التقاليد المتجمعة + واخيرا عندما يشعر الشعب 
بوحوده بدأ فى تحديد أغراضه الخاصة به والتحدث عنها وبهذا المعتى 
يصبح العقل القومى واعيا وشاعر! بنفسه معا ٠‏ الا ان هذا الشعور ليس 
له محل الا في الافراد الذين يكونونه ٠‏ فليس يلزم عليه ان تكون هناك 
شخصية جمعية أو روح وطنية ولكنه ككل انواع الجهد الشتعوري 
شود الى اسر ع طرق الرقي والتقدم ٠‏ 
واذا صحت هذه النتيجة ترتبت عليها بعض اثار عملية : فمن الواضح 

ان ذكاء الاجناس ومزاحها قد bla yi‏ على كل مجموع انساني بعض 
القيود الصغيرة » ولكن ليس هتاك من سبب يمنع الثقافة والعادات من ان 
نغير أو بعاد تنظيمها داحل دائرة هذه الحدود المفروضة ٠‏ فكما اننا فى 
هذه الجزر البريطائية مزجنا اثنتين ‏ ان لم يكن ثلاثا9 مسن الفصائل 
الانسبانة المختلفة وكوئا منها شعبا واحدا » فكذلك فى اوروبا بل فى 
الكرة الارضية كلها قد نستطيع ان نجمع كل السكان في نظام متحد 
و نعطي ذلك النظام طابعا آو صفة خاصة بهه وهكذا نصل في النهايه 
لا الى شعور قومي فحسب »ء ولا الى مثل عال خاص يكل وطن على 


اتمراد ‏ ولكن الى شعور عالمى والى مثل عال ينظي الجنس الانساني 
كلسه. 





Bi لكر‎ 1 ut بدالا‎ Ft mA unit 7 


ج و او د ES) rı‏ 4 
AY‏ 


حاسة الجمال 


هل الجمال في الواقم موضوعي » ومم بتآلف ؟ ما هي بالفبط تلك 
الخاصة النى تمكئنا حاسة الجمال من ادراكها ؟ ابن نضعها » او نحت أي 
باب تدخلها بين الموضوعات الاخرى ألتى محتوبها عقلنا ؟ 

قبل كل شيء هناك شيء واضمم وهو ائنا حين نكلم عن حاسةالجمال» 
لا نكون الحمال في الاصطلاس الدقيق حسا ء آذ اننا لا ندو که عن طریق 
عضو حسى مخصص لهذا الغرض كما خصصت العين للالوان والادن 
للاصوات ٠‏ كذلك نستطيع ان تقول ان الجمال ليس صورة ذعنية أو 
فكرة او محرد حزمة من الروايط + وتسميثه شعورأ او احسأساأ أئمأ يزيد 
المسألة غموضا لغبوض كلمة ( لحساس همناءه7 ) وعدم تحديد معنأها ٠‏ 
فلنسآل اذن ما هي الفرص أو المناسبات التى ندرك فيها الجمال ؟ 


انما يبعث الحس بالجمال عندما ننظر الى موضوع مركب ألى درجة 
be‏ + فالحس البسيط لا يستطيع ولن يسستطيع أن يبعث جمالا ٠‏ أنظر الى 
صفحة بسضاء من الورق ؛ أو الى حقل قد كسساه برد الشتاء ثوبا أبيض رقيقاء 
ان مجرد اليياض مهما كان صافيا لا سكن أن يكون حميلا » أنه قد سعث 
لذة كما تبعثها رائحة سويق البرقوق » أو ذوق طبيخ اللحم الهشيم ؛ على 
أن ومضة من اللذة ليست حسا بالحمال ٠‏ 


mL 


لا فليث ان ترى أن بعض الاشكال حميلة ؛ وان بعضها اجمل من بعض ٠‏ 
أجمم کل aly ols cal LY!‏ وصفحات الكتب ونطاقات الزئارة التى 
يمكنك ان تعثر عليها » وسترى من السهل عليك أن تقرر اي الاشكال 
اكثر اناقة وايها يبدو ثقيلا او مستكرها ٠‏ لقد كانت هذه نجربة قام بها 
لأول مرة منذ مائة سنة الفيلسوف الالمانى ( فختر ) الذي يسمى احيانا 
أيا pall le‏ التجريبي » فقد جاء بمستطبلات متنوعة الابعاد » وعرضها 
على أشخاص كثيرين قم أخذ منها ما فضله المختبرون : وقاسه قياسا 
liso‏ + 

وقد بدأ اذ ذاك ان الفرق فى الحمال يتوقف الى حد ما ء على النسسة 
بين الطول والعرض وكانت هناك من بين النسب نسية تشرح الصدر 
دائما » وهی النى بحصل عليها مما يعرف ( بالقطاع الذهبى Golden cut‏ ( 
وفى هذه الحالة تكون نسة الرعد القصير الى البعد الطويل كنسية الطويل 
لى مجموع البعدين ٠‏ وان صفحة من ورق الفولسكاب م يوصات >« ٠١‏ 
لتوضح هذه النسبة توضيحا يقرب أن يكون دقيقا » فان =e‏ ل 
وفى الوضع الطبيعي للصليب في شكله المعهود تستطيع إن تتبين تفس 
النمسة ٠‏ فحمال الشكل اذن يتوقف على علاقة » هى العلاقة بين الحانين 
أو المقطعين اللذين GL‏ © 
عساية ولي السب تاس قي وال قي اراتم ادمات اسي از 
نكون النسية او ينبغي ان تكون ب على هذه الدقة الحسابية » وكل ما 
اذه اليه هو ان هناك نوعا من اائسية او نوعا من العلاقة » خفى كثير من 
الاحوال ‏ ان لم يكن في شكلها # تبدو النسبة العددية المنطيقة على 


(0) 51 


ضابط معروف الية عديمة الحياة ٠‏ وازن مثلا بين قطاع من دائرة مضبوطة 
كالتى ترسمها بالفرجار » وبين التغيرات الرقيقة التي يحدثها غصن مياس 
من أغصان الاناناس » فالاولى ميتة » والثانية حية حياة طريفة ٠‏ بسل أي 
منحن رياضي يرسمه عالم الهندسة في دقة وحساب يمكن أن يواؤن 
بالخطوط السريعة الشاملة التى تنثرها هنا وهناك » فى حركة حرة جريئة ؛ 
ويد فنان دقيق الس صناع ؟ ليس هناك من شك في أن مثل هذه الخطوط 
لها نسب ولكتها من الدقة بحيث تخفى علينا ه وان لها اتسجاما ولكن 
انسجامها قائم على حركة لا شعورية حرة ؛ ولا يمكن التعبير عنه في 
نظام من التحطيل الجبري معروف ٠‏ 


لننتقل OM‏ الى موضوعات اكثر تعقيدا ء ولننظر ان كانت القاعدة 
السابقة تصدق عليها ٠‏ طف في انحاء لندن أو أبة مدينة أخرى كبيرة ثم 
اسأل نفسك : آي مبانها اكثر جمالا ! انها ليست المنازل الثى طليت بأزمً 
الالوان أوراقها » وليست الزرخرفة مهما عظمث وثقل حملها بكافية في ان 
تخلع على البناء جمالا » والرسوم البارزة والتماثيل العظيمة التي تعلو بناء 
lag vl‏ في کلزوي ( 9 jas‏ 43 معظم الناس ON!‏ بأسم Stoll Picture Palace‏ ( 
لا تحيل ذلك البناء الشاهق الى عمل فني ٠‏ استمر في طوافك فريما وقم 
اختيارك مثلا على صالة الحفلات في وايت هول » حيث خطا شارل الاول 
من هناك خطواته الاخيرة الى الموث » وربما وقع اختيارك على واحد من 
منازل الاطياء البسيطة بجوار شارع هارلي » فان يكون الجمال ؟ انه 
بجيء من نسب العرض للارتفاع » من الاشكال والحجوم المتناسبة في 
التوافذ والابواب ؛ ومن ع الطريقة التي 'فنظم يها تلك على واجهة البناء + 
بجيء من علاقات مشابهة كل الثبه لتلك التى نبيئاها عندما نظر نا الى صفحة 
الورق والى الصليب » والنظرية التي اوحث بمثل هذا البناء هي : ( ان 
جمال اي بناء يتآلف من نسبة مضبوطة ‏ بين اجزائه يعضها وبعض - 


11 


وبين الجرء والبناء كله ه فان اليناء الحميل بحي أن gts‏ جسما كاملا تام 
يتناسب فيه كل عضو والعضو الآخر ء وينسجى فيه العضو pearly‏ كله 
حتى لسدو وجود ذاك العضو حتمي الضرورة لوجود الجسم ) + هكذا 
كتب ( بالاديو ) في سنه ٠ ١070٠‏ والمبدا الذي قرره يمكن تطبيقه على كل 
عمل من اعمال الفن + 

لقد اخذت الى الان امثلة بادية الوضوح ء ولكن حتى في الاينية 
لا تحنتاج النسب إلى ان تكون في هده البساطة وذلك الوضوح اللذين 
زراهما ماثلين في فن العصر الكلاسيكي أو عصر الاحباء + فان كاتدرائية 
سالزيري او كلية مودلين وبرجها لا تقل رقة وجمالا + ولقد يبدو الفن هنا 
لأول نظرة آقل اتنظاما وان بدا أكثر رواء » ومع ذلك فترتبيه مصدر جماله 
وان كون هذا الترتيب لا شعوريا او قريبا من الصدفة والاتفاق لستثير 
LST of‏ له ويزيده قوة ٠‏ وكل ترنيب الما ستلزم علاقة بين بعض الاجزاء 
وبعض ٠‏ ويبنها وبين الكل الشامل ء 

هناك الفاظ كثيرة استعملت لتدل على هذه الحفيقة الاساسية التى 
أقررها » ومن هذه كلمتا توازن وانسجام ٠‏ ولكن هذه الكلمات لا توضح 
تفسها ثماما » ان كلمة توازن نشير على العبوم الى محرد تعادل » CHB‏ 
تعرف الطريقة التىينظم بها الئاس الاشياء فوق المدفآة : الساعة في الوسط 
يحفها من الجانبين زهرتان صينيتان » ثم صورتان في اطاريهما » كل واحدة 
في طرف ٠‏ هنا تجد العلاقات ظاهرة ظهورا مزعجا فمي ليست سارة ولكتها 
متولمة والتوازن بهذا المعنى الحرفي خشن فضولي يفرض لفسه فرضا ٠‏ 
ونجد مثل هذا النقص في بعض الموسيقى والشعر والنثر حيث التاليف 
الحى مضنوع طبقا للقاعدة ٠‏ العب السلم الموسيقى من ca Jl GOC‏ 
ثم العبه عودا على بدء تجد اتزانا كاملا » ولكن لا يستطيع أحد ان 
يقول ان هنا لحنا كاملا + فالتوازن الحضقى في الموسيقى : اذن » لا يتألف 


1¥ 


من محرد نصفين يكون كل متهما صدى للاخر » بل يجب ان يكون هناك 
طرافة دائمة» ومع ذلك فالاجزاء الطريفة يجب ان تتناسب والاجزاء التليدة 
كذلك الحال في الشعر فانك ان تطع النبرات اطاعة عمياء لم 'ننتج إلا” هراء 
شبيها ينظم تلاميذ المدارس يدق كالساعة المعلقة دقات رتيبة ٠‏ ومع ذلك 
فاطاعة الوزن اساسية في تعريف الشعر على شريطة ان يكون اطاعة B pp‏ 
غير شعورية لا خضوعا شعوريا او Gls Lag ye‏ القصيدة يجب ان تكون 
بحيث بحس قارثها انه يسكنه تقطيع ابياتها اذا اراد » ولكن هذا التقطيع 
العروضى بحب الا بطرق اذاله طرقا bine‏ بل بحب أن يسه هو Lions‏ 
كاللحن الخفى من غير ان يعمد اليه ويتئيه له تنبها محدودا ء أما كيف 
يمكن ذلك فسترى بعد قليل »* 

الآن مدا ندرك معان الأدراك الذوقى نين الادراكاث الاخرى 
للعقل » فقد اهتدى علب النفس الى ان العقل بجانب ادراكه الحسوس 
والمشاعر والالفعالان وما أشيهها ء لديه المقدرة على ادراك العلاقان + 
ونحن نعلم الان ان احساس الجمال عندنا يتوقف في جوهره على ادراك 
الموضبوعات أو الحسوس- من أشكال وألوان وأصوات بل وحوادث 
وانفعالات ‏ في علاقات معينة + والحسوس التي لا تسمح بعلاقات البتة 
او لا تسمح بالقليل منها كالشم والذوق مثلا نكاد لا تستطيم ان تكون 
أساسا لتذوق فني ان لم تكو“ن موضوعا لفن من الفلون + 

وقد لاحظنا كذلك ان العلاقات تمسها سكن ان تكون بين بعضها 
وبعض علاقات » وهذا هو ما يحصل بالضبط في العمل الفني » فان نسييج 
العلاقات التي هي نفمها متعلقات » يلف ما يمكن أن نسميه نموذجا أو 
هيغلا + والذى يكون جوه الحمال هو وجود هذا النموذج الهيكلي 
الضمني أو ان شئت فقل وجود نوع من النظام أو الترقيب ليس سطحيا 
ولا دخيلا ولكنه طبيعي حي كالخصائص التي تقرر نمو النبات ٠‏ 


4A 


فوظيفة العلاقات اذن هيان نوجد الاجزاء وتجمعها في كثلة او شي 
واحد » وعلى هذا فالفكرة الرئيسية في بناء أو تصوير أو تمثال مسا تقر of‏ 
العلاقات العامة للأجزاءه وهصذه العلاقات بدورها تمرز العلاقات الفرعية ء 
وهكذا الى القطعة الآخيرة من الأزميل أو اللمسة النهائية من الفرشاة 
الى إن ١‏ بصبح الكل وحدة عضوية حية ٠‏ 

قد أدرك الكناب السارقرن هذه النقطة عندما تكلموا عن التنوع 
والوحدة واعشروهما الشرطين الحتميين في الموضوع الجميل » فالموضوع 
تحب ان يؤلف كلا واحدا ع أي بحب ان يجري خللاله 2 من ألو حدة 
ومع ذلك فيحب ان يكون خلال هذه الوحدة تنويم قفي الاجزاء أو 
المراحل ٠‏ وعلى هذا فالخط المستقيم لا يسكن قط ان يكون بنفسه حميلا 
فله وحدة ولكن ليس به تنويم والخطوط المتناثرة التي ترقمها بد طفل غير 
نجيب مجردة كذلك من الجمال فهي على تنوبعها ليست لها وحدة + 

وهناك تحارب تقوى هذه النقطة الرئيسية : لقد كان السابقون من 
علماء النفس يمولون ان المتحنيات اجمل من الخطوط المستقيمة ذات الزوانا 
أو النقوش المختلطة المرسومة بلا اكثراث لان المنحنيات نتطلب في ادراكها 
حركة سهلة على العين » وكان يقال ان خطوط التأليف في الصورة المحكمة 
الوضع تقود العين ٠‏ اما الان فقد صورت حركات العيون وهي تنظر الى 
الخطوط او الصور فوحد أن هذه الحركات نفسها قليلة الصلة او عديمتها 
بالمنحنيات التى زعموا انها تتيعها ‏ واتما تفر ج الحركات هنا وهناك في 
حين اننا نكاد لا نشعر بالمرة بهذه الحركات التي تعلمها حدقات عيو ننا ٠‏ 

فالذي ثبت انه مهم كل الاهمية ليس حركة العين ولكن حركة الاتنباه 
والاتشاه فى أساسه تتوقف على مقدرتنا على ان ندرك شميئا من العناصر 
مجموعة قي نظام موحد ء وائما بحب الشخص الصورة أو القصة أو اللحن 
حرنما تكون هذهمعقدة ومنوعة لدرجة سقى بها الاثشاه دائم النشاط» ولكتنها 
مع ذلك يجب ان ثبقي مظهر الوحدة قائمة » تستعين بها جهوذه في esl‏ 

15 


الانتباهي » فلا ننهزم أمام التعقيد والتنويع ٠‏ لهذا السبب تجد العقل 
البسيط يحب الاسجاع البسيطة والاوزان البسيطة والصور الطاهرة 
البسيطة وتلك الطريقة المتعادلة البسيطة طريقة حشد أدوات الزشة فوق 
المدفاة ٠‏ آما عند العقل اللبق فلحن الانشودة الديئية من السهولة بسكان 
والسيمفونيا ليست كبيرة الصعوية وهو يفضل اوزان شكسبير الحرة 
المعقدة على أهازيج لو نجغلو السهلة المرحة ٠‏ وهو بحب من الرسوم ما قام 
هيكله على نظام مقرر ء على شريطة الا يكون ذلك الهيكل ظاهرا ظمورا 
ثقيلا وان يجيء ننيجة الحس الخااق لا متتكلفا طبقا للقواعد التقليدية ٠‏ 

غير ان حركة الاتتباه تحليلية في حين ان وجود الجمال الحقيقي 
يطرق احساسنا في .محة الطرف ء فهناء كما ترى» لغز سيكولوجي آخر هو : 
اذا كان کيا على صو رة ما قائثما على ادراكنا للكل وهذا الادراك 
تنقتفسه العين المدربة في طرفة واحدة > فليس لدينا اذن الوقث الذى 
لاحل فيه الاجزاء » دح Gl‏ كشف الملاقات . 


ان المعضلة تحل على اساس حقيقة لخرى لا شك فيها » كشفها علم 
النفس الحديث » وقد يكون فيها شيء من العرابة » ذلك ان العقل يستطيع 
ان يدرك كلا معقدا في حركة واحدة من حركات الاتتياه » وهذا شأنه على 
الدوام + وقد اصبح من الممكن في المعمل بالاستعانة بأجهزة ماهرة ان يقاس 
الزمن اللازم لالتقاط الفهم نموذجا معقدا » Mts LAS‏ كلفظة برمنغهام ‏ 
والزمن اللازم لتعرف شيء اكثر بساطة » حرف واحد مثلا كالحرفه 5 أو 
0 وقد وجد ان الزمن في كلتا الحالتين تقريبا وهو م ثانية » وانت فى 
هذه اللحظة تتعرف الالفاظ والمعاني بنفس هذه الطريقة السريعة ٠‏ 

كان فحوى النظرية القديمة ان الطفل يحب ان سدا بالحروف المتفصلة 
ثم بتدرج الى جمعها معا في النظام المناسب فيبدا مثلا بالحرفين 5,2 ويكون 


¥. 


منیا fa‏ تم اروف ty, h, e, r‏ فک ون ther [pie‏ وید دلت کون من 
المع js OY! Ll father‏ معام يعرف ان هذه ليست الطر نغة الطبيعية 
لنعلم القراءة أو الكلام » وانما الطبيعي ان بدا بالنموذج اللفظي الكامل ٠‏ 
و كذلاك الشأن في ادراك أي شيء؛ فلست تقول مثلا ( اني أرى شعرا أسود 
وآسنانا قاضمة تحملها Jeol aul‏ وأرى ذبا فى الطرف الآخر ) ولكنك 
تقول : (اني ارى كليا ) » وعقلك اذ يدرك الكلب يلم المأما شبه باطني 
بالاجزاء المتنوعة والطريقة التي تولف بينها لتجعل منها شكلا شبيها 
بالكل + 
| وشبيه بهذا ادراكك الجمال » فعندما تستمع الى لحن موسيقي » لا 
تستطيع ان تتريث حتى ندرس العلاقات ين كل موت والذى بعده ومع 
ذلك خهذه العلاقات نفسها هي التى تخلق اللحن وتغلق جماله + خانت تفقه 
العلاقات في طريقة لاشعورية » أو كما أفضل ان آسميها » في طريقة ضمنية» 
وبهذا اعرف الطابع العام في كل محكم النظام ذي (ope‏ + 
هنا يبدو ائنا نصل الى الفرق الجوهري بين الفكر المنطقي والادراك 
الجمالي » بين النظر العقلي والذوق الفطري » بين تتبع مناقشة علمية 
واختطاف لمحة من الشيء الجميل + فآمامنا في كل من هذه نظام من 
العلاقات » وهذه العلاقات نفسها مترادطة بحيث يتألف منها كل منظم 4 
ولكننا قي الأول من كل زوج من الازواج المذكورة نعمد باتتياهنا الى 
العلاقات نسها تأخذها واحدة بعد أخرى فى نظامها المتعاقب » امأ في . 
الثاني فاننا نعمد بانتياهنا الى النموذج العام نمسسك به في ومضة واحدة ٠‏ 
واذن فقد مكون ا موضوع واحدا » ولكن طريقة الانصار تختلف : قعالم 
الثبات فصل الزهرة قطعا واحزاء » ولكن الفنان برك اباها زهرة حة ء 
eles‏ التشريح بشرح لك الحثة الميتة حتي عظامها المترائطة » أما المثكال 
فيعطيك اللحم النابض محولا الى رخام فيه حياة ٠‏ وعالم التفس يخبرك 


VV 


بكل ما هئالك عن التحرية الانفعالية » ولكن الشاعر بعينك على ان تحيا 
تلك التجربة » وعلى ان تستحوذ عليها وتجملها ملكا لك + فالعلم تحليلي 
والفن تر كيبي » العلم صريح والفن ضمني » العلم مجرد والفن ملموس ٠‏ 
انا الان مندفعون اندفاعا نحو تقرير أحكام dale‏ شاملة غير متحفظة؛ 
ولكن لنخاطر فنخطو خطوة أخرى على سبيل المحاولة ؛ يبدو ان علم النفس 
يزداد ميلا الى اعتبار العلاقات ذات وجود حقيقي » فهي هناك ؟ حتى عندما 
نعسجز عن ملاحظتها أو تحليلها » وهى موجودة وجودا موضوعا » أي انها 
مستفلة عن وجود شخص يدركها ٠‏ والواقع ان العلاقاث مهما بدث مجردة 
وعزيزة المثال » فهي في رآي الكثيرين » العناصر التي لا شك فيها في هذا 
العالم » والنقط التي لا يمكن ان يخامر نا فيها أدنى ريب ٠‏ فنحن قد نختلف 
فى وحود المادة » وقد تناقئن : امكان بقاء اللسون أو الضوء او الصورت ع 
ولكن العلاقات بين هذه النواحى ؛ او بين الاشياء الخفية التى تمثلها » هى 
التى تكو”ن اساس كل اعتقاد + خذ مشلا بعض العلاقات الاكثر وضوما 
والتي يمكن العقل ان يد ركها » كعلاقات المكان او الزمان » اتنا على يقين من 
ان هذه قائية ؛ سواء ادركناها ام لم ندركها ؛ فادنيرة باقية شمال لندن 
على حين ينام كل مخلوق ؛ ووترلو تجيء بعد هيستتئجز رغم ان الموقعتين 
حدثتا منذ زمان بعيد ٠‏ وكذلك الحال في العلاقات المستخدمة في المنطق 
والعلم » كعلاقات لأن وحبنئذ » ومن اجل هذا ٠‏ وقضايا الحساب : من مثل 
ضعف ؟ ح ع ء ومربع “اح ه » تبقى صادقة سواء الاحظت أنا صدقها أم لم 
الاحظ ٠‏ واني ليال الى القول بأن العلاقات الذوقية كالعلاقات المنطقية » 
4 وجود موضوعي مستقل » فتمثال فينوس من عمل ميلو سيبقى اجمل من 
تمثال الملكة فكتوريا » وتاج محل أجمل من نصب البرت التذكاري » حتى 
ولو مر مذنب فقتل بغازه كل وجل وامرآة في العالم ٠‏ 


وادن فنحن مسوقون الى تنيجة بعيدة المدى : قد يبدو اننا نستطيع 


vy 


بالبداءة الذوقية ان ندرك أنظمة من العلاقات شاملة » وهى من التعقيد دحيث 
لا تستطيع قوة العقل الانساني المجرد على ما أونيت من صبر وتحليل » ان 
تفرغ من تفصيلها الى أجزائها » فمقطوعة وردزورث فى قنطرة وستمناتر ء 
والحرّء الأخير من اوبرا ترستان » ومجموعة التفاح من رسيم سيزان » ثل 
هذه تعطينا فى خمس دقاثق أكثر مما ستطيع الفيلسوف أن بشرحه في 
محاضرة نستغرق +5 دقيقة ٠‏ وقد يكون شرح الفيلسوف على طوله مسن 
التخصص بحيث لا يستطيع تتبعه الا القليلون + واذا كان ذلك كذلك 
فالفكرة الشائعة من ان الجمال انما ينقيئه منشته ويستمتع به مجر به لا 
لشىء الا لأنه يعطى لذة ‏ فكرة قائممة على سيكو لوحبا خاطئة تماما ٠‏ ولو 
صحت هذه لصح قياسا عليْها ان يقال ان برهان ابنشتين على التسبية انما 
بوجد لأنه يعطى لذة المخترع والقارىء ٠‏ فك ا ان بحث الرياضي عن 
الحقيقة هو مثال سام من ذلك الحق الطبيعي لكل ائسان وهو البحث عن 
الحقيقة » كذلك بحث الفئان عن الجمال ليس شهوة أو خبالا لعبقرية ضالة ؛ 
وائما هو مثال خالص من موهبة هي في متناول الجميع ؛ موهية تمكن 
الصخير و بطيء الفهم وغير المتعلم من ادراك القيم الانسانة > أحسن ممأ 
يمكتهم الحدل المنطني ه ونحن كلنا امام الوجود بطيئو الافهام صعار غير 
متعليين + 


هد 


¥¥ 


اال والفن 


عندما يطلب الى جماعة من الناس إن تحكم على جمال شيء ما ء قلما 
تفكر في الواقع في حماله مطلتا » واحكامها التى تصدر عنها ليست ذوقية 
ولكنها شخصية ؛ وببدو ان كثيرا من العوامل لا شآن لها تتوثر فيها ٠‏ واذا 
كنا هكذا متأثرين في Like‏ الشعورية بعوامل متنوعة فما أعظم ما يستهدف 
له حكمنا من تحيز اذا أثرت فينا هذه العوامل اثيرا لا شعوريا | 


على مثل هذه الأسس في الغالب بنى كثير من النقاد وعلماء النفس 
رأيهم في أن الجمال ذاني محض » وان التفضيل الفني ليس الا مجرد ثمرة 
لذوق شخص خاص يختلف حسب اختلاف الفرد والعصر + فازياء السنة 
الماضية تصبح شيئا قديما في العالم الحالي » والكنائس الغوطية التي بنيت 
في حماسة أيام راسكن وفكتوريا تعتبر قذى في عين بعض الئاس في هذه 
الايام » وآباؤنا الذين درجوا على ان يحسوا الراحة فوق الكراسي اليعقوية 
وعلى ان يتناولوا غذاءهم فوق موائد الأرو قد تفزعون حين يدعو هي وأحد 
من ناشئة الجيل الحاضر للجلوس على مقاعد من الصلب وتناول الطعام على 
لوحة مستديرة واسعة من الزجاج + ان الشهوات الذوقية تجيء وتذهب » 
وعند بحضهم أن كل شيء في الفن نسبي » فليس هناك شي» حسن أو قبيح ؛ 
وائما التفكير هو الذي بحسن أو قبح ء 

ولكن هبنا طرضنا جائيا هذه الروابط غير الاصيلة في الموضوع » من 


Yt: 


مثل الازباء والاوهام واللوازم التى نجلب الغموض الى حاسة الجمال عند ناء 
هينا جردنا اتفسنا تماما من كل اتفعال شخصيى ومن كل مصلحة شخصية » 
ونمضنا أبديئا من كل شاغل عملي ومن كل شؤون ذهتئية نستازمها ضرورات 
الحياة اليومية من سولوجية وعملية » فهل يبقى بعد ذلك أي اساس مكين 
لنفضيل شيء على آخر ؟ وهل هناك أي شيء سكن ان بحده كل شخص 
جميلا في ذانه ولذاته ؟ وهل هناك أي شبيء يمكن أن بجده كلى شخص 
قبيحا ء لافرق بين متمدن أو بداثئي» بالغ او طفل ( أثيني قديم ) أو ( لندني ) 
من جبل ما بعد الحرب الكبرى + 


آنا أعتقد ان هذا قد يكون » واعتقادي قائم على أسس من التجرية 
والمشاهدة + ولقد قمت منذ سئوات مضت تتحربة قصدث منها الى اختبار 
التفضيل الفنى بين انواع مختلفة من الناس » فجمعت مجموعة من خمسين 
بطاقة مصورة اتنظمت نسخا من صور مشاهير الاعلام الكلاسيكيين ء 
وصورا متوسطة لرسامين من الصف الااول ء وهمكذا من كل الاشكال 
والانواع المتفاوتة الى أبسط اتواع تطاقات المبلاد التي استطعتث العثور 
عليها فى دكاكين الاحباء الفقيرة + كان الاختبار منصيا على ثرئيب البطاقات 
الخمسين حسب نظام التفضيل بينها ٠‏ وقد قصدت آولا الى ان احصل على 
معيار للمواز نة » ذلك يان عرضت المجموعة على فنانين وخيراء من نقاد الفنء 
فبدأوا كلهم تقريا يحتجون بأن مثل هذا المعيار مستحيل : عضو الا كاديمية 
الملكية يعلن ان رجل المدرسة الحديثة فى الفن سيقلب ترثيبه رأسا على 
عقب » وكلاهما St Tf‏ محاولة الاتفاق مضى عليها ٠‏ ومع ذلك فقد 
ادهشني ان ترتيبهما كان متطابقا في معظم الاحوال ء اذ بلغ معامل الارتباط 
تقر ا ۹»ء ء وكل ما هنالك ان عضو الاكاديمية مثلا » يع منظرا طبيعيا من 
تصوير ( ليدر ) قريبا من القمة » على حون يضعه رجل المدرسة الحديثة في 
المرتية العاشرة أو الخامسة عشرة » ولكن على GT‏ حال أعلى بمراحل من 


Vo 


الصور التجارية الفظيعة التي نوجد في دكاكين الورق » وبعضهم يضم 
( رفائيل ) اولا ء والصور البدائية رابعا آو خامسا » على حین بضع آخرون 
البدائية آولا ء ولكن احدا منهم لم ,بعد يرفائيل كثيرا الى المرائب الدنيا ۰ 
وقد مدا واضدا للعبان ان فروق هؤلاء فى بي ذوقهم وحكمهم آقل كثيرا مما 
قد بتصوره المرء من خلافاتهم ومناقشاتهم الحادة » والنتيجة التي بجد 
الباحث نفسه مسوقا اليها هي باختصار : إن هناك شيئا أساسيا بسير 
الاختيار العام عند هؤلاء الاشخاص » بالرغم ان نظرياتهم ووجهاث تفكيرهم 
الخاصة قد تحدث اختلافات صغيرة قليلة ٠‏ 

هذا في الواقع نتعارض وآراء معظم النقاد الحديثين : ولكن يمكن 
اقتباس عدد من الآراء المشهورة التي Jo $f‏ هذا الائحاه ٠‏ فلأقتيس هنا فقرة 
واحدة من ( برك Burke‏ ) وهي تحتوى تتنيجة رائعهة موضوعة في قالب 
رائع ء وصل اليها من بحثه في ( الفاخر والجميل ) ء ان برك بالرغم مسن 
اعترافه بآن احكام الخيراء على الجمال تختلف كما 'تختلف احكامهم على 
مسائل الفلسفة أو الفضيلة ٠‏ يصر على القول ( بأننا على العموم ثلاحظ ان 
الخلاف الموجود بين الناس في مسائل 'الذوق أقل من خلافهم على المسائل 
التي تعتمد على المنطق المجرد » وان الناس ليتفقون على جودة وصف في 
كثامة فر جيل أكثر مما يتفقون على صحة نظربة من نظريات أرسطو أو 
(We‏ + 

وعندما تحولت من الكبار الخبراء الى الصغار غير المدريين وعرضت 
عليهم الصور ‏ وجدث اثر العوامل غير الاساسية ( الخارجة عن طبيعة 
الفن ) أوضح وآأقوى ؛ أذ بدا موضوع الصورة بلعب دورا غابة في 
الأعمية » فالاولاد فى سن العاشرة مشلا يضعون صورة الحرس 
الراكب:» أو منظسر الواقعة البحرية » أو صورة القاطرة البخارية ع 
قرب أعلى القائمة في الترتيب » على حين يضم البنات في هذه السن صورة 


vv 


القطة الصغيرة أو براع الورد في أعلى القائمة ٠‏ غير ان الموضوعات التي 
اخترتها كانت متنوعة الى درجة ان تاثيرها الخاص فى مجموعة من خمسين 
صورة وازن بعضه بعضاء لهذا عمدت الى حساب التلازم بين الترتيب الذي 
عمله كل فل آجريت عليه التحربة » وبين متوسط التر تيب الذي استخلصته 
من النقاد الفنيين واعتيرته مقياسا ء وتوصات بهذ! الى استخراج معامل 
ole bls VI‏ درجة الذوق »> وعلامته عند ذاك الطفل + وقد لاحظت إن ذلك 
العامل يزداد في الغالب زيادة مضطردة مع زيادة سن الطفل ء ولكن yl‏ 
الا من نوفر لديهى المران الفني الطويل » أوكانت لديهم موهبة خاصة من 
الحساسية الفنية أو التعلق بالفن . جاوًا أقل من ذلك المستوى الحقيقى 
بمراحل ؛ هذا اذا صح أن يسمى المقياس الفني حقيقيا ٠‏ 1 

من هذه التجارب التى احريبتها على الاطفال تبرز تشحتان ذانا مغزى 
خاص : اولاهما ان معاملات الارتباط كانت كلها فى الغالب موجبة مما يبدو 
معه ان هناك عاملا واحدا عاما تقوم عليه الاحكام الفنية عند الجميم 
وتتأثر مه ٠‏ والثانية ان بعض صغار الاطفال ‏ اولئك الذين دؤن ااثامنة ب. 
فر بوا جدا في ترتيبهم من ترتيب الفتان والناقد الفني ٠‏ ۾ فلقد سدو اذن ان 
بصر تنا الفنية تضمحل كلما كبرنا في السن » فتصبح أقصر لظرا ء وتفقد 
أعيئنا براءتها الفطرية ء انثا اذ ننسو نصبح اكثر تصنعا ء وأحرص على العمل 
المنتمج ء Lark isis‏ رونا الى مأ و راء الظواهر المنظورة ؛ ونبحث عما أنطوى 
نحتها مرن معان عملبة ء 2 


.هل أطلت النظى مرة الى منظر بعيد » وقد حنيت رأسك بين ركبتيك 
في وضع معكو س ؟ انك ان فعلت عحبت من الالوان الفنية التي يعمى عنها 


النظر في وضهه المستقيم ٠‏ انلك ؛ وانت في وضعك ا مستقيع تنيين في الحال 
أبن الدخان وآين التلال ء ونظن انك لخر ف ان الدخان في الحقيقة أسود & 


ولهذا لا ترى الصبغ الارجواني الرقبق » وتعرف أو 'نظن إنك تعرف أن بلك 


VV 


woall‏ الصخر بة في الحضقة رمادية « ولهذا Ci‏ 5.5 4 4 ذلك اللون الازرق 
اللطيف الذي بسطه الندى والضياب فوق تلك القمم ٠‏ 

انظر الى البحر من خلال نافذة مخدعك في السفينة ندهش أنظر ذلك 
اللون الاشضر الازرق العميق » ولو CHI‏ اليه من فوق سطح السفينة 
لم يبد لك . كما قال أحد المسافرين ‏ الا ماء قذرا » وهكذا 'تقود المعرفة 
والتجربة الى توع من الفهم العادي » فئرى ما نعرف نحن انه هناك ؛ لا 
ما هو هلاك ليرى : ونساق الى أن نفكر فى الحقول الارضية المحدودة ٠‏ 
فمثلنا فى هذا مثل الولد الكافري الذى من قبائل الزولو ء وهو الذي 

هذًا المنظر غير الرومانسى ينمو معنا كلما تقدمت بنا السن ؛ وكل 
تلميذ تقرسا دنتهى من المدرسة أضعف فى احساسه الفئى منه حين يدخلها > 
والقليل الذي قى له تذهب به السنوات ألاولى من Ble‏ العمل الثقيل ٠‏ 
فكل واحد مثا نولد فنانا صعيرا » ولك حاجائنا العملية ع من مطالينا 
ومشاغلنا وذكردات حيائنا اليومية » تغطى بسحها بصيرتنا الاولى المنيرة ٠‏ 


اذا كان الشعور بالجمال عاما » واذا كان هذا الشعور رغم العوامل 
الاخرى » يحدث ققفس التآثير فيئا جميعا » فانه يستنتج من ذلك أن الجمال 
نفسه ليس متوقفا كل التوقف على المصلحة أو الهوى الشخصى ؛ بل سدو 
في الواقع » ان الفيلسوف الحديث عائد الى الرآي القديم الذي کان يقول 
ان الجمال ا ل اا ا الحمال يمكن أن تدعى 


tend ago ite beat oped‏ یی أن بالاختصار بعل فيا 


الموضوع الجميل + 


VA 


على ان هذا لم يكن الرأي المقبول بين النقاد والفلاسفة السابقين الذين 
كتبوا فى الجمال ؛ فالى عهد قريب كان الرأي الحديث ميل الى الجهة 
المعارضة » الى اعتبار ان الحمال لبس صفة فى الاشياء الخارجية » أاشحارا 
كانت آم ازهارا » وقصائد أم صورا » وانما هو أثر وقتي لحالة من حالات 
العقل ٠‏ فكلمة ( جميل Beautiful‏ ) مثل كلمة ( جدير Lovable Jol‏ ( 
تستعمل التصور صفة أو كيفية نطلقها نحن في بساطة على الموضوع © وهي 
في الواقع انما نقرر انه الموضوع في انفسئا ٠‏ فالسكين ليست مؤلمة حتى 
توجع » و كذلك غروب الشمس لا يكون جميلا حتى بشعر شخص ما نشوة 
ذوقية عند النظر اليه + ويضيف اصحاب هذا الرأي الى ما تقدم أن هذا هو 
السبب فى اختلاف الأذواق » فحصسث أرى حمالا قد ترى انث سوء تكوين ٤‏ 
والسبب فى ذلك انتي أحس انجذابا نحو الشيء على حين تحس انث تفورا 
وانتمادا + | 


¥4 


المعيار الفني 


من يديع مأ وصاف نه إلفن اله : أرقى مظهر للطبيعة الا نسا ثيه ) ووصف 
محرد ثمرة تفرعت من الخطوات العقلية العادية ونث تسيو|ا طيعيا 6 وان 
شيئا منه مو جود عند کل رجل وكل امرآة » وانه مما بدخل في حياتنا 
ومعاملاثثا النومية ؟ واحه العلماء هذه المعضلة بآن درسوا طرق الفنان 
وبواعثه » متبعين فى هذه الدراسة مناهج البحث العلمى ء فدرسوا Blom‏ 
غوته وزولا وبيرون وكيتس وفاغئر وديتهوفن وثرنر وليوناردو وكثيرين 
أرجاء العالم # من معابد الصين الى تماثيل المكسيك ‏ ابتدع الفتانون od‏ 
الانتاج الغني قوة وجمالا تبجيلا للالهة » ومن المحقق أننا لن نستطيع أن نفهم 
أى دس ؛ في كونه أو ضعفه ؛ بغير ان تعدن ألفن الذي أوحىي به لعبادة ء فان 
التراتيل والعظات القوية البسيطة التي تمتاز بها الكنيسة السريانية ‏ 
الفاح “iS‏ الزخارف الضخمة التي تمثاز بها كتائس الرومان الكاثو ليك 
doll‏ للديانة المسيحية ‏ كل هذه الاتجاهات تعر عن ثلات وسائل مشر وعة 
للدئو من المسيحية ‏ المترجم . 


A. 


غيرهم > ووازنوا س بينهم » ولم يهملوا شيئا مما يمكن أن يلقى ضوءا على 
انمو العقلى les «ted go sce‏ الخاصة التي نبوا فيها ٠‏ 
ولم يكتف عالم النفس بهذ! بل استدرج الشعراء والمصورين الى معمله 
ليقيس درجة تآثرهم ويخبر قواهم المقبلة + كل هذه النواحي من البحث 
آدت الى تنيجة واحدة : ذلك ان الفنان ب من حيث ذكاؤه العام ومن حيث 
موهبته الخاصة ب رجل مزود يهبات فطرية نادرة ء غير ان الفرق فى الدرجة 
لا في النوع » فالمقدرة على خلق العمل الفني كالمقدرة على تذوقه لا 
تلو ذف تتوقف على ملكة اضافية منعزلة عن مجرى حياتنا اليومية » وهي في 
درجاتها العليا ليست الا احدى ثمرات الحياة العقلية الطبيعية ٠‏ 


وهذًا يسهل فهي هذه المعضلة اذا حاولنا ان تتعقب الفن الى مصادره 
الاولى ونرى كيف نبع ٠‏ وهنا يستطيع عالم النفس إن يستمد شيئا كثيرا 
من الضوء من سجلات المظاهر الفنية الاولى عند الانسان البدائئي وعتد 
الطفل ٠‏ 

ویری بعض الباحثين ان الفن ‏ أبا كانت مظاهره ب ليس فى أصله 
الا نوعا من اللعب » فالرجل الذي يصنع لحنا » والرجل الذي يستمع الى 
لحن + كلاهما يشستغل بنوع من الاعب » كلاهما يلعب ياتفعالاته» فالا تفعالات 
قد وهبت لنا ‏ لا من أجل نفسها ‏ ولكن لا تثيرنا الى الوصول البه من 
الاثار العملية ٠‏ ان كل وجدان وكل فكرة تميل الى أن تحقق نفسها في حدث 
ماء فأحيانا يكون ذلك الحدث ناقعا فتسميه عملا ؛ وإحيائا مدو وجود 
AFL) toto‏ عن الحاحة مفنسميه لعبا ٠‏ على هذه القاعدة يمكئنا ان تعتير جولة 
من جولات كرة القدم انتاجا فنيا » أما الرقص فمنزلة بين المنزلتين » فالراقص 
في احدى صالات ت بعد الحرب لا يدري آهو مشترك في شكل قديم من الفن 
أم فى شكل حديث من اللعب ؟ 

ووجه الشبه بين الاثنتين هو أن كلا الفن واللعب يبدو عديم النقم 


WY Al. 


في Male tats dod‏ بالهوى والاقعال ٠‏ وهذا هو السر في ان الحداث 
في العصر الفيكتوري (ة فى اتكلترا ) كن ينظرن بغير عين الرضا الى الفناذين 
والى مظاهر التسلية ع » فاللعب ليس عملا » ومن هنا اعتير مضيعة للوقت ؛ 
والفن ليس شعلا » ومن هنا نظر اليه بعين الاحتقار ٠‏ ولهذا تجد على ما 
NS | ac ls]‏ العصر » جمع بين النجاح والاخلاقية والدقة العلمية » ودين 
الدمامة اليالغة ٠‏ 

ان حجج اهل ذلك العصر وجيهة ومعقولة الى حد ماء فانت في اللعب 
وفي الفن تهيج غرائرك واتفعالاتك » ولكن لغير مسا هدف عملي ظاهر ٠‏ 
ويتضح التمائل اكثر اذا درسنا طائفة من كليهما في تصرف الطفل البالغ ٠»‏ 

لنفرض ان كلبا الزاسيا ضخما انطاق يعوي خاف بنتك الصغيرة » ان 
!. ذلك الحيوان وعواءه الصاخب سيثيران عند الطفلة غريزة طبيعية هي 
الخوف » وذلك الخوف يتجلى ( في طريقة آلية ) في الهسرب وصراخ 
SLY‏ + وظاهر ان الحركة والصرام كليهما افعان لانهما سنان على 
النحاة من الخطر ٠‏ ولكن افرض انك تنظاهرت باخافة ابنتك بأن دفعت 
دستها نحو وجهها » فمن المحتمل جدا ان 'نسر الطفلة بهذه الجرعة القليلة من 
الخوف » وكلما قرت الدمية متها صاحت فى انزعاج لذيذ : مرة ثانية 

ومن الواضيم في هذه الحالة ان كليكما يلعب بالخوف » الا أن هذه 
الدراما التى اخترعناها ليست محرد نمضية للوقت » قالطفلة في تجاريها 
اللاعمة انما تمرن نفسها للحالات الهامة التى ستعرض لها بعد فى الحياة + 
وتتعلم كيف نضبط اتفعالاتها وكيف تستعملها وهذا هو السر في ال الطبيعة 
تشجعنا على call Sl‏ + 

غير انه ئيس من الضروري لهذه الطفلة ( ماري ) ان عتمد في اثارة 
اتفعالاتها على أبيها أو على حيوان يخيفها » pee Led JR AGB‏ التهار 


AY. 


واشراق الشسمس فتشعر بقوة الحياة وبهجتها ؛ at Vat‏ أو لتر نم + ويهذه 
الطريقة تنخلص من نشساطها الزائد ٠‏ وهى اذ نقوم بهذا انما قشبد من عضلاتها 
النحيفة وتريد فى سرورها واغتباطها ٠‏ وهذ! المد والجزر فى أحاسيسها 
سينسج من حركاتها واصواتها نموذجا خاصا من حركة تعبيرية ومن رقص 
وغناء + وهكذا - في هاه الحر كات والاصوات اللاعبة » التي نيعت حر 
مختارة ‏ نرى الا ثسكال الاولى للفن + 


هذا هو ثاننا على الخصوص حيث لا تحد وحدانائنا المتوقدة عملا 
جوهريا تشستفل به ؛ فتراها تصرف نشاطها في تمارين تعبيرية من هذا النوعء 
هذه هي الحالة الطبيعية عند الطفل الصغير حيث يتوم الآخرون على 
حاجانة » وحث بحد سه حرا يلعب هنا وهناك ٠‏ فلتنعد مرة اخرى الى 
مثالنا الاول » ان ( ماري ) التي تحررت لحظة مسن الرقابة ea‏ 
رجعت تعدو الى المنزل وهى تلهث من الخوف صائحة : أنت ١‏ أيت ] اقفل 
الباب ؛ أن كليا » يتبعني + لم تكن فيما تقول لاعبة » ولا مشغولة بمجهود 
فنى : وائما هىتقرر حقيقة وتبعث تصبحة استعاثة + غير أن مخاوفها تعود 
اليها في المساء حيث بحتويها مخدعها » وحيث تعرف انها بمثاى عن الخطر 
فتبدا مخاطرائها من جديد » وهذا العرض في الحقيقة يخدم غرضين : الاول 
ان يزيل ما بقي عندها من خوف وفرع » والثائي إن بعيد اليها ذلك التآثر 6 
ولكن في جو آمن مريح فتسر وثنمتم به ٠‏ هذا العرض اذن يقرب PNET‏ 
طبيعته من العمل الفنى » وهو كما يقول وردزورث : التعبير عن الا تقعال 
مستعادا فى هدوء د + ولا بمضي طويل وقت حتى تظهي ميول نفسية 
اخرى عند هذه الطفلة وتنضم الى الميل الأول + فم ذلك غريرة اهار 


— 





بد هذه جملة مشهورة للشاعر الاثكليري وردزورث سرد في معر ض 
كلامه صن الشمر وطبيعته في المقدمة التي قددم بما Aue goal‏ 
[الشنائة 8311805 Lyrical‏ . 


م 


التفس ( حب الظلهور » ممحاولة الفرد توجيه اهنمام الآخرين الى احواله ) 
dy ally‏ الاجتماعية ( الرغية في التعاطفه ب نزوع الفرد الى ابصال تجاربه 
الى الآخرين ) وغريزة البناء او التركيب ( التلذذ بتركيب ثسيء جديد أو 
اثشائه) ء فترى الطفلة قسى طربقة لاشعورية غالبا ء فصقل حواشي 
مخاطراتها العقلية فتقول : لقد كان الكل يقرب فى عظمه من الفيل» وكاات 
عيناه تبرقان كأنهما مصباحان ٠‏ وريما كانت الحادثة احيانا من اختراعها ٠‏ 
الا انه سواء آكانت القصة حقيقة آم مجرد خيال فان الباعث عليها واحد > 
ذلك هو تصريف المقدار المتجمم من الخوف ء فالفاظ الطفلة فى هذه الحالة 
ليست طدا للتحدة ولكتها وسيلة لتخفيف الضغط الاتفعالي » في نوع من 
التعبير الخارجى ٠‏ ووظيفتها ب كما يخيرنا أرسطو س ان تطهر العقل من 
وجداناته المتعبة + ولو ان الطفلة لم نمز مسخاوفها فى طريقة كهذه لكان من 
المحتمل أن يضايقها في تلك الليلة كابوس ثقيل ٠‏ 

ان الفنان في صالته والشاعر امام مكتبه لا بختامان عن الطفل في منزل 
الطفولة » فكلاهما مي انشائه لفنه ينفس عن وجدان زائد لم يجد اشباعا 
كافيا في عالم الواقع ٠‏ وكذنك القارىء والمتفرج والسامع كلهم يروح عن 
نفسه بمعونة ما عند الفئان من مهارة فائقة ٠‏ فليس الفنان BSI‏ ولا الشاعر 
بمعني مباشرة بحقائق الحياة كما هي ؛ ولا هو معادل رسم خطة لشيء نام 
قي العد ء ولا هو بحاول كدلك تسجيل حوادث اليوم ء وهذا هو السر في 
اننا أحيانا نسمي العمل الفنى عمل الخال ء وقد يكون أحسن ان نعرض 
انفسئا لتناقفى ظاهري فنسميه عمل اللعب ٠‏ 

ومعثى هذا إن اللعب الفني OLE Us‏ كل انواع اللعب » ققد يودي 
خدمة غير مباشرة ؛ فهو ب من طريق خفي ب ينبعث من الماضي » ويعبر عن 
رغبة مبهمة نحو المستقبل ٠‏ وهو نوع من التعويض لشسيء هفت اليه 
نفو سنا » ولكنهاً عحزت أن تحصله ٠‏ وهو te‏ مد | لأتفعالاثنا don Kgl)‏ 


At 


وبعيننا في الوقت نسه أن نضبط هذه الاتفعالات وننظمهاء وذلك بأن 
نستخدمها فى أحوال LS‏ + نحن الآن نعتقد ب كما يعرف كل مدرس ب 
اله حتى ألعاب الاطفال تقوم بوظيفة أساسية في : نرييتهم الوجدائية ٠‏ والفن 
كذلك ب سواء منه التعبير الفنى عن النفس أو التذوق الفنى ‏ ينيغى أن 
يعطى منكانا ظاهرا في منهاج المدرسة كوسيلة لتنمية الميول الصحية وتهذيب 
الوجدانات الخشنة + أنا لا أقول إن هذا هو الباعث الوحيد على ادخال 
الفن » ولكني أقرر بكل ما أملك من قوة انه من المهم سيكولوجيا أن cb‏ 
كل تواحى ي الانسائية قينا » ان نربي حاسة الجمال مع حاسة الخير والصدقء 
وأنا أرى ان التربية الفنية التي من شأنها ان تساعد في تكوين الخلق ؛ متمم 
لا بد منه للتعليم المدرسي ء الذي يغلب عليه في حالته الحاضرة ان يكون 
of bs gel‏ علميا أو عمليا + 


فمن دراستنا الطفل OSI‏ نصل الى النتيحة الثمرة التالية وهى ell Ot:‏ 
في جميع مظاهره يرجم الى بعض اتفعالات قوية لي تجد لها منفذا طبيعيا في 
حياتنا اليومية وضروراتها الحيوية أو العلمية ٠‏ وهذا يوصلنا الى نقطة ثائية 
اسفرت عنها الدراسات الحديثة للانسان الراشد المثمدنء تلك هى أن الفن 
في كثير من نواحيه ليس الا تمنيا أو تحقيقا خياليا لرغبة لم تحقق في الواقع؛ 
فمن أمثلة ذلك انك تحد سكان لندن يعلقون على جدرانهي صورا من رسم 
( كونستابل ) او ( ليدر ) ذلك لانهي اذ ينظرون الى هذه الصور يستطبعون 
ان بقضوا بعض لحظات فى حوار الريف ء وما جئة الحب التى رسمها روبان 
ولا جزيرة سيذرا من رسي واطو ولا الحجاج يمون ايطاليا حيث المسماء 
صافية الاديم ؛ من ورسم ثرئر الا دعوات يوجهونها البنا لنقشد رحالئا الى 
الارض التي تهفو اليها قلوينا ٠‏ اذن نستطيع ان نصرح ان الصورة او 
القصيدة او الرواية ليست في الغالب الا تحقيقا لحل من آحلام اليقظة نريه 
الآخرين ؛ أو نصوره على صفحة من الورق أو القماش ؛ 


Ao 


il‏ الدراسات le els coll‏ علماء التحليل النفسى على الاحلام وأحلام 
الانشائي الذي يقوم به الفنان يكون في foo — SU‏ حلم اليقظة ب نتيجة 
عملية لاشعورية ؛ وما سدو للعيان مجرد لمحة من الالهام او ميلا انشائيا 
فريداء اذا انت فحصته بدا لك في طبيعته المعقدة منبعثا من ميول عدةء تعمل 
عملها فى الاعماق نحت سطح الشعور » هذه الميسول تستمر في عملها 
اللاشعوري ما بقيت مكبوتة » وتبقى آثارها بسيطة وغير مفهومة ما بقيت 
مصادرها خفية + ولكن متى تحقق الئاس ان العقل ‏ حتى في مشتكلاته 
العادية . يقوم بسالاسل oy‏ النتاط اللاشعورىء لکشت لهم ألغاز الا تناج 
الفنى كل التكشف ء» 

هذا في الواقع هو الشرح الذي يعطيك ااه الفئان» يقول ستيفنسون: 
ان الكاتب المنشىء العظيم يعرض علينا احلام اليقظة ‏ التى تجيش فى 
أذهان الناس ب فى صورة محققة خالدة؛ وقد فكون حكايائه ممزوجة بشىء 
من حقائق الحياة » ولكن غرضها الحقيقي ان تشبع في القارىء عددا لا 
يحصى من الرغبات والاهواء ؛ وان تخضع للقوانين التي نسير عليها حلام 
اليقظة ٠‏ ويروي ستيفنسون د في موضع آخر كيف بدأ هو يكتب تلك 
القطعة الفثية البديعة قصة الدكتور جيكل والمسترهايد . فهو يقول فى 
وصفه لتلك العملية فى الفصل gall‏ عقده عن الالام : 

ان العمل الحقيقي يقوم به مساعد غير منفلور أبقيه آنا داخل ححرة عليا 

چو روبرت ستيفلسون كاتبه انكليري ( .142 1834 ) اشتهر بکتاره 
فرونك بسئوات طوال . للمؤلف كذلك ( جزيرة الكئز ) وقد ترجمتها بنصها 
الكامل ألى اللغة العربية وصنرت عن دار الافاق الحديدة ه بيروت 1583 , 
المترجم ٠‏ : : 


AT 


مغلقة ٠٠‏ يقوم به اأولتك الناس الصغار ‏ في الدماغ ‏ الذين يلجزون لي 
نصف عملي وانا مستغرق في نومي » وربما انجزوا النصف الباقي وأنا 
مستيقظ تمام البقظطة » حيث آظن اني آنا القائي بالعمل + وكثيرا ما cP‏ 
ان pedi tel‏ ما آسميه انا ذاتي الواعية ء ذلك الرجل ذا القيعة 
والحذاءين ء ذلك الرجل ذا الضمير وصاحب الحساب المتناقض في البنك _ 
كثيرا ما بعن لي أن اعتبره غير فئان بالمرة » بل مخلوقا شا نه شآن بائم الجين 
أو الحن نفسه + 

هذه الصورة المستملحة زؤيدها اشارات من OLS‏ آخرين » فهذا 
فولتير وقد جلس مرة فى احدى مقاصير المسرح يشهد تمثيل رواية من 
رواياته بصیح متعحبا : أحقا أنا الذي كتبت ذلك ٠‏ وهذه حورج اليوت 
التي لم تكن نميل بها فلسفتها الى الاعتقاد في قوى نفسية غير طبيعية » 
تصرح انه قد خيل اليها أثناء كتانتها AS 37 Mae Oi: Adam Bede‏ 
استحوذ على قلمها وسيره + ويقال ان كوليردج نظي أشهر قصيدة له وهو 
تحث تأثير الاقيون » وأن شيك أعد هضياكئل eel‏ صوره وهو في eg dle‏ 
نشيط + ويزعم غوته اله كتب أحسن رواية له وهو في غيبوبة حالمة بشبهها 
هو بحالة النائم ell‏ + 


واذا أردئا دليلا من الكتاب الاحاء » فهذا الاستاذ هوسماث Ute‏ 
عن الطريقة التي كتب بها قصائده اذ يقول : انا آظن ان اثتاج الشيعر ليس 
عملية فاعلة Active‏ قدر ما هي قابلة عنزوهوط وغير أعثادية +٠‏ وهو 
بشرح كيف هبط عليه الالهام فی The Shropshire Lad tS‏ فیقول : ريما 
شربت كآسا من الجعة مم غذائي ‏ والجعة مسكنة للعقل » وحالتي الذهنية 
على أقلها في أوقات بعد الظهيرة ؛ ثم خرجت للمشي » وسرت وأنا لا أفكر 
فى شيء خاص » فلا يلبث أن ينبئق في ذهني » انبثاقا فجائيا مقروئا شبيء 


AY, 


من الاتفعال لا أعرف مأثاه ؛ شيء من الشعر قد يكون ببتا أو تين 
أو قطع 4ه Stanza‏ كمامها ه ويبصحي ذلك ب لا سقه # فكرة غقامضية عن 
القصيدة كلها » تم تعقب ذلك في العادة فترة ركود » وربما تفجر الينبوع 
مرة ثانية » وآقول تحر لان ما يصل gall Jl‏ يبدو كأنه صادر من الاعماق ٠‏ 
وهو ضسف الى ذلك في der‏ أنه بظن أن مصدر ذلك الينبوع هو 
( جوف العدة ) ٠‏ كل هذا يتفق ودراسات المحلل النفسي ٠‏ 


ولهذا لن تردد في ان نقبل النتيجة الرئيسية التي وصل اليها التحليل 
النفسي وهو ان خير القصائئد وخير الحكأيات وخر الصور Lil‏ هو انتامج 
العقل الباطن » مثل هذا ربما حدا بالقارىء ان يظن أن هذه النتيحة ليست 
الا تعبيرأ آخر عن الاعتقاد الذي شاع منذ القدم من ان العبقرية والجنون 
رضيعا لبان + وفي الحق ان هناك 'نثابها كبيرا بين أوهام الرجل المجنون 
وبين الخيالات الهائمحة التي يتكشف عنها عقل الفنان + غير اله ليس معنى 
ذلك ان كل عبقربة جنون » وأنا أبعد ما أكون عن القول بآن الفنان ليس الا 
حالم يقظة مضطرب الاعصاب ٠‏ 

ان الانمعالات في الانواع الرفيعة م الفن تبدو غير شخصية وغير 
متحيزة + وليس كذلك شان الاهواء الذاثية التي تبعث فينا احلام اليقظة 
السقيمة ؛ والني تقوم عليها الافلام الرائحة بين سواد الشعب ء والرواباثت 
الرخيصة ٠‏ وليس هناك من شك في اننا نستطيع انْ نميز في الاعمال الغنية 
العظيمة انصرافا ظاهرا عن الحاجات العاجلة التي نجدها في احلام اليقظة 
تصق الشحو ردا » به بر أنه أنصراف علت درجته وسما محاله » ففي ركن من 
أ ركان الوجود تنجذب عين الفنان الى ضوء أو لون راقص » فترى فى 
الاشياء وفي تواريخها في ذالها ولذاتها معنى أعمق » وهذا الاستغراق فى 
تآمل المعاني العميقة للاثمياء هو ما يجعل الفنان احيانا بدو ذاهلا شاود 
الاب مطلق العنان غارقا في الاحلام والرؤى الاثيرية , 


AA 


ومع ذلك فهذا المعئى العميق الذي نتطلب لا رغيات ذائية » ولا جربا 
وراء عمل ما: هو الذي يحد فى تحصيله الفن الرفيع » فالشيحرة في نظر 
الفنان ليست محرد قطعة من الخشب تقطع وتباع بشمن مسا » وليس غروب 
الشسمس مجرد ظاهرة كو نية يتنبا منها عن حال الحو في غد؛ وانما لكل منهما 
ب وهو شيء منظور | قيمة في نفسه يحاول الفنان ان ظهرها وير كد 
معناها + وهو في سبيل ذلك ريما فعل بها ما فعلت ( ماري ) في قصتها مع 
الكلب ؛ فغير فيها أو عدل منها أو ألبسها صورة من عالء الثال » فترأه 
ببسط خطوط صورته وبظهر ظلالها ونواحي الأنساق فيها ء واذا سآلته : لم 
فعل هذا ؟ فقد نهر كتفيه قائلا : أنه لا عرف السب + وربما .حدثك فى 
لغة متصوفة عن التجربة الذوقية التى حصلها اذ آطل من نافذة مرسمه على 
أوراق الاشحار » وكيف حاول ال برسم هذه الجر به على صفحة القماشء 
فصاحبنا - على عكس الرجل العسلي ب انما يعنى بالتأمل اكثر من عتابته 
بالمتفعة » وتهمه أنظمة خاصة من القيم ٠‏ 


ويمكن تتبع مثل هذا الباعث في الشعور » ولا سيما في الآ سي 
العظيمة » خليس في المأساة تحقيق لرغيات خشنة متخيلة » وليس فيها خوانم 
سعيدة » ولا عدالة مثالية رخيصة لتخفى الآلام الواقعية في الحيأة ٠‏ ولكن 
قسي المأساة معنى عميقا تشير اليه عن بندء فموث ( عطيل ) وموت 
( كورديليا ) بخبراننا ‏ في طريقة ما ان الالم والخذلان ليسا tle‏ كما 
نظن » وانهما ينتميان الى جزء فقط من كل أوسع لا يحيط به علمنا » فلو 
النا استطعنا ان ننظر الى تلك الحقائق المحزنة في ضوئها الحقيقي وفي 
مدا نها الواسع ب وهذا هو ما ساعد نا الشاعر على انجازه . لو جدنا لها 
gle 37 Gls‏ بالشرورة لا تخفى : ولكنها تظهر فى اشكال مغايرة مصفاةء 
فالهدف الذي ترمى اليه اللأساة اذن ليس ان تعوضنا عن مصاعب الحياة 
( كما تفعل احلام اليقظة أو الروايات الرخيصة ) وتكن ان تكشف لنا عن 


AA 


شيء من سر الحياة الخفي ؛ وتساعدنا على الرضا به + وهذا هو السر في ان 
النهاية المحزنة لا تغمرنا كما نتوقع في حالة من الضيق العميق » سل على 
السکس (وهذا تناقض ظاهر ) شیر فینا نوعا من العطة الانسانة العامة 

عا من الطرب الدي لا بد ان يكون الشاعر نفسه قد خبره فى لحظة قوبة 
مم أحظات وجوده + | | 


وليس من شأن alle‏ النفس ان بحث هل هذا مجرد خداع أو حيلة 
بحتال بها على مشاعرنا كانتب قدير ؟ فذللكك أمر مرده الى الفيلسوف ale‏ 
مرده الى المزاج والايمان الشخصي لا الى العلى ٠‏ ولكن بحوث عالى الس 
التي تقصر نفسها على الواقع لا نترك مجالا للشك في ان الان الحقيقي 
الفنان ذا الروح الحساسة والخيال الشعري ب تمر به هرة روحية ء لا 
صلة لها بما تقتضيه مطالب المعيشة المادية الصاخبة ٠‏ وقد بعشر الفئان هذه 
الهرة شيئًا جديرا فى ذانه ان بحصل » أو قد بعتبرها رسولا شعاعا من النور 
من عالم القيم النهائية » ومن مصدر ذي شأن كبير في أعساق الحياة 
والوجود ٠‏ ولكن مهما بحاول الفنان شرح ئلك الهزة فانها هي التي يريد ان 
عبر عنها في صورته أو قصيدته ٠‏ 


فالفن أذن في أساسه نوع من التعبير » وكل تعببر في مخلوق اجتماعي 
كالانسان ¿٤‏ هو د في الوقت ذاته من التبليخ : فما هو ذلك الذي يوصله أو 
سلعْه الفن ؟ لمحنا الجواب من قبل قبل : أنه التجربة ء فالفنان شقل تحر بته المناء 
ونحن بما نعيد خاق تلك التجربة كرة ة اخرى بمساعدة الفنان نحياها مرة 
ثائية لأنفسنا ٠٠‏ فعلى عالم النفس اذن ان يتجه بعد مسا تقدم الى تجربة 
السامع أو المتفرج : ماذا يشعر به عندما يتأمل العمل الفنى ؟ وهنا علينا 
ان تطالع سيكو لوجية اللاستمتاع gail‏ + 


الاستمتاع الفني 


يبدو ان اكبر التجارب الناجحة التي اجريت على التذوق الفنى قد 
انبعت في اجرائها طريقة يسميها السيكولوجيون ( طريقة الموازنة الثنائية ): 
ذلك أن توضم أمامك صورتان أو زهريتان أو قصيدتان يطلب منك ان 7 تقول 
أبهما نحب أكثر » وتذكر الاسباب التي حملتك على هذا الاختيار +" 

هذه التجر به لبدو سهلة ء ولكنها آدت الى تتائج حافلة ومن المستحيل 
فى عجالة كهذه ان نلخص ثلك البحوث القيمة : الا انها جميعا تدل على ان 
موقفنا العقلى نحو الشىء الذي opted‏ جميلا موقف فى نهابة التعقيد : 
ويختلف باختلاف الاشخاص ء أما أول بحث مهم من هذا الطراز في اتكلترا 
فتد كان ذلك الذي قام به ( الدكتور بلو Dr. Bullough‏ ) في معمل علم 
التفس بكمبردج » اذ بدا اولا بتجارب على الالوان البسيطة فوجد ان هناك 
Fl yb wl‏ من الحكى الذوقي » وان الاشخاص يمكن تقسييهم حسب هذه 
الانواع الاربعة الرئيسية + ومن ن المعلوم أن اللون الواحد لا يكون بمفرده 
عملا فنيا » فهو نيس الا عنصرا في كل أكبر ٠‏ غير ان نجارب متشابهة أأجريت 
على مواد من طبائع ممختلفة وعلى درجاث من التعقيد اكثر كالاصوات 
والمقاطع الموسيقية والقصائد والالحان والصور + وقد كششفت النتائمج على 
العموم عن انواع وميول متشابهة لا ذكرنا : 

أل فاعم الاثواع يسمى اانوع الربطي associative type‏ ذلك ان 


11 


التفصيل الذي يقوم به الشخص ينبني ء لا على اللون أو الموسيقى أو 
الصورة تمسها : ولكن على ما تثيره فيه مسن طريق تداعي المعاني س من 
ذكريات ومسرات غامضة نميدها الى عقله » والشخصية المتعددة + وقليلون 
منهم دميلون الى قبول فكرة » فهذا الفسخص بكره اللون الاحمر لآنه ‏ كما 
بقول . ( يذكره بالدم ) ٠‏ وثان يفضل لونا أخضر مصفرا باهتا ( لانه يذكره 
بأوراق الاشجار فى الخريف ) ؛ وثالث يقرر انه يحب فاصلا موسيقيا خاصا 
(لاه يشبه صوت العندليب في الرييع ) ٠‏ 

مثل هذه البواعث نبدو أغلب ( على أبسة حال فى شكل شعوري 
واضح ) دين النساء منها بين الرجال ؛ وتظهر بمنتهى البساطة في الملاحظات 
التي يبديها الاطفال » فقد حدثتني مرة بنت صغيرة قائلة : ( اني حب صورة 
د آدم وحواء » اكثر لاني اعرف الحكاية ) ؛ وقال آخوها الاصغر ' ( الى 
أحب صورة « فتور الى » لانها عندنا في حجرة الاطفال ) على حين فضات 
أمهما صورة ) he‏ القد نس tals ls (St. Michael’s Mount js base‏ ( ذلك 
لاننا ذهبئا هناك في شهر العسل ) + وهكذا شير الموسيقى عند بعض 
الاشخاص ذكرى منظر أو قضة عاطفية ؛ فالمارش الحنائزي 6 الذي وضعه 
شوبان . يجعلك ترى الموكب فتسمع أولا رنين الاجراس » ثم نسمع وقم 
أقدام الجنود : بتضاءل شيئا فشميئًا على بعد المساخة ٠‏ 

ويالسسة الى الاثاث وموضوعات الفن الصناعي فان أهم الافكار 
الطبيعية التي ترتبط بها تدور حول الغرض من الشسيء أو فائدته » فهنا يبني 
الكثيرون تفضيلهم .لا على الهيئة المنظورة ‏ ب يل على نوقع قيامها بوظيفتها 
خير قيام yd ٠‏ ذلك : الشسخص الذي يقول في تفضيل آحد الكراسي ب 
( ان الكرسي الاول أحسن لن الجلوس عليه يكون (bo ye‏ + حتى الالوان 
[geile YW‏ » فمن ذلك ما قاتته أحدى النساء sh):‏ أحب ذلك الصبغ من 
اللون الازرق لاله (tel‏ أو (لأله Ge‏ ولون ,تن ) ٠‏ + وقد ذهب 


AY 


كثير من علماء النفس الى حد التصريح بآن حاسة الجمال فيئا لا تنبحث الا 
من مثل هذه الروابط التي تلابس الاشياء السهلة أو السارة ؛ فنحن تقول 
الخدود الحمراء جميلة ؛ لانها دليل الصحة ؛ وتحن نظن الايدي الحمراء 
قبيحة لانها تذكرنا العمل الشساق ‏ أو وعاء الغسيل !ء } 

ومن الانصاف ان نقول هنا ان كثيرا من النجاح الذي بحرزه الفثان 
يتوقف على مهارئه في اثارة روابط في اذهان الاخرين » وفي تبنيه اصداء 
وصورا ومشاعر ثتفق وصوره ومشاعره هو الى حد ما + واكثر ما يكون 
ذلك وضوحا في الادب » على ان هناك تناقضا ظاهريا » ذلك ان الكاتب 
مضطر أن يبني كتابه على محتوياث ادمغتنا آکٹر من اعتماده علی محتو بات 
دمافه هو » وما عقل القارىء الا كصندوق الاصباغ للمؤلف » ولكن مثل 
ذلك يصدق على كل الفئون ؛ فالموسيقي المبدع قد يكون أصم ‏ كبيتهوفن 
مثلا ب غير ان ذلك لا يضير » فالسيمفونية في الحقيقة تتألف من أصوات 
يسمعها الحاضرون » لا من الاصوات الي سمعها أو تخيلها الولف فى 
الاصل مثلك ليست إلا هاديا له ٠‏ واذا صمح هذا في الاحاسيس GAD SY‏ 
بصح من باب اولى في المعاني والاحوال الي يقصد بتك الاخامنيس 
اثارتها عمد الوصيل في امن لذ # على كس ما يتوقع - عملة 


معحفدة وغير مباشرة ٠‏ 


ب الى حد ما يسكنك ان تقول اننا جميما تنتمي الى النوع الربلى. 
غير أن الروابط عند بعضنا تكون فى الصف الاول » وعند آآخرين تكون 
أقل وضوحاء أو تأخذ شكلا خاصا + ومن بين هؤلاء نسستطيم أذ نميز نوعا 
ثانيا صغيرا يتألف من اولئك الذين يبنون تفضيلهم . لا على ذكريات أو 
أفكار ربطية ب بل على أساس التأثير التفسى الذَئ تحدفه الاصوات 
والالوان فيهم » ذلك التأثير الذي بصفوته في عبارات اتمعالية وفيزيولوجيةء 
فيقولون : ( أن هذا اللون القرمزي دافىء ) و (انْ اللون الاصفر يبهر العين) 


AY 


و pool Slt)‏ بشحر الانسان بالحرارة من فرعه الى قدمه ) + ودقولون 
في صورة ( رفائيل ) « العذراء والطفل » : ( ما أجملها من فتاة ! وما أنضره 
من طفل صغير ! ) ويقولون في السيمفوية ( SI) (CG. Minor‏ هذا القرع 
على الباب ليدخل الرعب في قلبك ) + مثل هؤلاء يسمون عادة النوع 
الفيزيولوجي أو الذاتي » وهم انما يعحبون بالمقاطع الموسيقية والنعمات 
والصور أو يحبوها لأنها تهيج فيههم غرائزهيى الحسية : فالطتفل 
٤ Samuel‏ وسيكى فى حيامها > والطيبب jl gat‏ الطفل المحتضر : وميدان 
المع ركة » والعاصفة في البحر ؛ وزواج mode‏ لذ من تصور هوحارت : 
كل هذه تمس فى الانسان اتفعالات الابوة أو الاشفعالات الحنسية مسا 
رقيقا » أو تثير فيه الميل الى الضحك » أو الاحساس بالخوف » أو المشاركة 
tilde g/l‏ © ومما بتكرر كثرا ذلك الاعجاب المتدفق بمهارة الفنان » من 
مثل فولهم : ( انها لتكاد تكون صورة شمسية ) » ( آليس الفرد أى الدر 
يبدوان حقيقيين ! ) : ( انك لتكاد تستطيع أكل هذه الاعناب ) + وهذه 
وما أثسهها تعتير أحفل العباراتث بالثناء ٠+‏ 

ان الفن التجاري ليتجه ‏ في الغالب الى اثارة هذه الانفمالات 6 
فمنظر مديئة البندقية في اعلان سكك الحديد ء والكنائس المجللة باليرد 
على تذاكر عيد الميلاد » ومنظر الفتيات الناضرات على صناديق GY Sa‏ 
_ كل هذه قد اختارها ارباب الاعلانات لا ثثير من رغات وجدائة » لا 
لخواص أصيلة في التصوير + واذا لاحظث الاثمان التي تجلبها الاعمال 
الفنية وجدت صاحب الملإيين ‏ في الغالب .. يدفع في الصورة العاطفية 
لعروس البحرء أو الطفل الساذج من تصوير ( جرنتسه Greuze‏ ) اكثر مما 
يدفع في صورة شيخ عجوز أشيب اللحية من تصوير ( ليو ناردو ) أو 
(رمبرانت ٠)‏ 


534 


وفي هذا الشعور نجد مبادىء نظرية اخزى حديثة تذهب الى أن 
القن ئيس مرتيطا بالجمال » وانما هو مرتيط بالتعبير عسن الانفعالات ٠‏ 
وأصحاب هذه النظرية لا يعنون بالاقعال محرد رد فعسل لاحمال.مفرد 
بسيط » بل يعنون به أي اتفعال خاص يمكن ان يصدر عن الطبيعة 
الانسانية » وئيس هناك شيك فى ان كثيرا مما يعتبر فنا ليس مرنيطا فى 
أساسه بالتعبير عن الاحساس الذوقي أو اثارته » بل بالتعبير عن الاحساس 
المنطقي أو الخلقي ‏ انما تطور من الانفعالات اليسيطة التى تصاحب العرائز 
الاولية » وانه لا يزال مختلطا بها ٠‏ ومع ذلك فالفروق بينهما يظل قاكما ء 
فالاحساس الذوقي انما يرتبط بالقيمة التى تكون للشيء أو للتجربة في 
حد ذاتها ule Vi Lil ٠‏ الغريزي فانه يرئيط بالقيمة التي تكون للشيء و 
للتجرية في حياتنا الارضية العملية + فوجهة نظرنا في الحالة الاولى تنبهت 
لعأمل سيكو لوجي واحد من بين عوامل كثيرة ؛ ومن بدري كلعل ذلك هو 
العامل الظاهر في مزاج واضع النظزية نفسه ٠‏ ْ 


ج وثمة نوع ثالث اذا أبدى ملاحظاته على الفن نسب لكل ما 
يجري نوعا من الشخصية » ويسمى النوع التشخيصي أو النوع الخلقي 
٠ Character Type‏ كقول أحد الاطفال : ( ما أكثر ما سبدو هذا الايريق 
سمينا مرحا ! لكأنه يضحك عليك ) وهؤلاء تتكلمون عن الالوان كآن لها 
صغات انسانية فيقولون : ( ان هذا اللون الاصفر عتيف ) و ( هذا اللون 
الارجواني صاخب لعوب ) ؛ و ( اللون الاحمر الفائح حلو شديد الرقة ) ٠‏ 
ويصف آحد الاأشخاص لوا بقوله : ( انه اصبغ من اللون الازرق شديد 
الحاء ) ٠‏ وشحرة الصفصاف عند أمثال هذه الطبائم الرومانسية ليست 
صفصافا ولكنها عروس غابة باكية » والجدول ليس جدولا ولكته عروس 
ماء » ولقد يقولون ان البحر ليبدو غضبان : وان المنظر ليبتسم ء وبخط ما 
ليس عند هر لاء خطا ‏ ولكنه شيء حى له حركة من ثفسه » واذا فكروا في 


ج33 


المنثارات تصوروها سامقة الى العلا في جلال ء وهم يعتبطون spb 45 y‏ 
الماء طائرة لانهم سسنتطيعون ان بحسوا في اتفسهم أحاسيس تذليها 
الرشيق ؛ أو توازنها الخسف الرقيق » Pulls‏ أن هو لاع یدو لهم الأنساء 
مى المشاركة الوجدانبة الفعالة ؛ فالخيال ب ( رافلا فى غبطة وجوده 
الصخور ) كما بقول رامسكن ٠‏ 


انظر الى جماعة من النظارة يشهدون حركة صعية ب يحدقون 
بأبصارهم في لاعب يتآرجح كوق الحواجز ؛ أو الى لاعب بلياردو يرسل 
كرة الى الجيب ب راقب النظارة تجدهى بمسكون بأتفاسهم » وبحركون 
أجسامهم GW‏ كل واخد منهم هو القافز نفسه يمرق نحو الحاجز > أوكانه 
الكرة المثد حر جة تمسها تحاول ان تنعرج نحو الركن » واذا عزفت موسيقى 
الرقص نغمة متساوية تراهي قد اهتزت لها اكتافهم في حركة موحدة ء* 
وتراهم في دور السينما يقومون بحركة فزع اذ يبصرون الشسخص الشرير 
فى الروابة ينقض بسوطه على البطلة » أو يذب آأخاها الصغير بحديدة 
محماة » وتسمعهم بعد الاتتهاء يشرحون لك كيف ختيئل اليهم انهم تقلوا 
الى الشريط السيئمائي وأحسوا آلام الضرب والحرق فوق جلودهم 
الرقيقة + وتراهم حتى في بسائط الاشياء تتكيف نفوسهم بما ينظرون آليهء 
كالخط المتحني يجعلهم يتحنون أو يحسون كانهم على وشك الوقوع ؛ 
وشكل الحلزونيات يخلق فيهم احساسا بالضعف والغثيان ٠‏ هذه التجرية 
التى تزرداد عند بعض الناس فتصل الى حد المرض مقصورة فى العالب 
على عدد محدود من الاشخاص » ولكنها قد قامت على آساسها نظرية مهمة 
في الفن تسمى عندهم في الاصطلاح Ein fuhlung‏ أو Empathy‏ 
( الاتحاد الفنى  )‏ ومعناها ان تحس Clad‏ في الصورة أو الموضوع 


11 


Lelie, oo} — Sympathy Alias }‏ أن تحس مع alc vee‏ 1 تحصل 
علدك مشاركة وجدانية ) + فعلى هذا الرأي cr gd fies Ln Bg‏ 
من يشاهد العمل الفني ليس تحربة الفنان فحسب » بل تجارب الموضوعات 
التي تصورها ريشة الفنان وهي بالطبع متخيلة ٠‏ 

دب الفريق الاخير ‏ وهو أندر الانواع ب موضوعي قطما 
فأشخاص هذا الفريق يتخذون نحو الاشياء موقفا ذهنيًا تقديا أكثر منه 
انفعاليا ؛ وهم يقفون أمام الاشياء الجميلة في صمت واعجاب ؛ على حين 
يغرق غيرهم في إظهار الثناء والاعجاب : وهم اذا آثروا لنا آثروه على أساس 
خاصيته ياعتباره تونا » لا على أساس ما يبقيه من روابط أو بحدثه من 
آثار + فهم يحبون زرقة اللازورد لأنها صافية وينفرون من الكو بات لانه 
لون عتم جدا ء ويبدو ‏ في أوضح الامثلة . إن لديهم مقياسا لا ينبغي 
ان يكون عليه كل لون » وانهم يحكمون على كل صبغ يعرض عليهم تبعا 
لانطياقه على ذلك المعيار الضمني آو لتقصيره عله ع فتسمعهم يقولون : 
( هذا الاخضر كثير الصفرة الى درجة " تمئم أن يكون أخضر حسنا ) BT) ٠‏ 
أب هذا الأحمر (aN SHB ANT Ll NS yy lng te pte SY‏ 
وكثيرا ما تراهم ب في الصور ب ينصرفون عن الموضوع والعنوان 
ويتحدثون عن النظام والتأليف والاصباغ ؛ ونواحي الانسجام » والظل 
والنور + وهدا الفريق آقل الانواع عددا وابعد داثما عن الرضى » وليس 
من الضروري آن یکو نوا آصحاب آحسن ذوق جمالي » ولكن ملاحظاتهم 
نشير الى قاعدة سيكو لوجية واسعة : ذلك ان العقل الذوقي لا بحث عن 
الجمال ويرقاح اليه فحسب ؛ ولكنه يشقى اكثر من سواه لمنظر الدمامة 
المريحة ٠‏ 

هذه إذن الانواع الأربعة التي انجلت عنها التحارب الاولى في هذه 
الناحية » و نستطيع ان نلخص کل نوع كما على : ان ملاحظات الاشخاص 


(¥) AV 


قد تدل على ان عنائتهم الرئيسية : 1 ١‏ في الشيء الذي يعرض عليهم فعلا 
( ومؤلاء هم الفريق الموضوعي ) » (؟) أوليست في الشيء المعروض ولكن 
في آثاره على أتفسهم ( وهئؤلاء هم الغريق الذاتي ) ء (©) أوليست في 
اليه المعروض ول في الاشياء الى يشيرها ويعيدها الى المقل ( وهؤلا. 

هم الفريق الر بطي ) » (4) أو في الشيء - لا مجرد شيء ‏ ولكن باعتتباره 
شخصة حية ( رهؤلاء هم الفريق التشخيصي ) * أما تجارب الأنواع 
فليست متمايزة تماما » وكل واحد من هذه الاتجاهات الاربعة ‏ في 
الحقيقة # موجود فينا جميعا حسب مزاجنا وتوع الشيء المعروض علينا ء 
فالفرق ب اذن .. فرق صفة غالبة أو درجة لا فرق انواع أو طوائف ملعزل 
بعضها عن بعض انعزالا ثاما ء وهذه في سساطة أهم طرائق البحث وأهم 
النتائمج لهذا الاتجاه السيكو لوجي ٠‏ 


XA 


سيكولوجية الفراغ 


على الرغي من كثرة الاربحاث التي قام بها علماء النفس في مسائل 
العمل » فان مسائل الفراغ لم تأخذ باهتمامهم الا القليل ء ولكن الحال 
تغيرت فى الحياة الحاضرة » فقد أخذ العمل دقل شيئا فشيئا » على SET po‏ 
الفراغ يزداد ‏ لا في مقداره فحسب ‏ بل في كيفيته وفي تنوعه أيضا ٠‏ 

اذا نظرت في هذه اللحظة الى سكان بريطائنا وجدت حوالى ثلاثة 
طوائف الفراغ في ناريخ هذه البلاد ٠‏ ومع ذلك فقد بدا الفراغ منذ وقت 
طويل قبل الازمة الاقتصادية الحاضرة بمتد الى عدد أكبر من الاشخاص 
و شعل رد د | cy yl‏ الساعاث + pla‏ الزبادة de. Cele‏ لامساب give‏ قلع 
عضها صدفة و بعضها مقصوت + وأهم هذه الاسباب هو استخدام ool‏ 
وقيامها بالاعمال التى كان يقوم يها الرجال والنساء من قبل ٠‏ وهكذا جاء 
I oa Yi‏ على اثر الاتقلاب الصتاعي » فنحن اليوم نسافر وتصنم 
الفراغ الى حد ما نتيجة غير مننظرة من تناج هذا التغيبر » وهو كاشباهه 
من النتائج غير المقصودة # عرضة لأن يحتقر بل ان يطرح حانبا ٠‏ 

ليس هذا فحسب : ولكن فى الوقت تفسه ؛ ومن نواح اخوى » بدا 
الناس يطلبون ‏ . وهم بذلك شاعرون ب نصيبا أوفر من الفراغ : فالعمال 


AA? 


اللآن يضربون طلا لساعات أقصر ء والرأي العام ميل الآن الى الفكرة 
القائلة بآن لكل شخص - أعاملا كان آم غير عامل . الحق في نصيب معقول 
من الفراغ ء محتجا بآنه اذا توقف الشخص عن العمل فترات مناسبة يستا نف 
بعدها عمله كان ذلك أدعى الى تتحسين اتناجه ٠‏ وعلى هذه النظرية يمكن ان 
يقال ان الفراغ انما يوجد لأنه ضرورة من ضرورات العمل ؛ على حين تجد 
آخرين ممن يشتغلون في أعمال غير لذيذة يدعون انهم انما يعملون طليا 
للفراغ ٠‏ 

وهبنا منحنا الفراغ قماذا نحن صائعون به ؟ أكبر ظنى اننا مضيعوه ٠‏ 
فالظاهر ان معظمنا يعتقد ان الوقت الوفر اتما يعتبر وفرا لأننا نستطيع أن 
نوفره » | 

أقرى ان أخذنا لذاتنا يصورة جدية » شاغلين كل لحفلة مسن لحظات 
فراغنا حيث نجيء + أفلا تكون النتيجة ضياع هذه اللذات ؛ ألسنا رحب 
بهذه الفترات الفارغة لمجرد انها غير مملوءة ؟ اله لا شك ب اذن س فى 
وجوب الاحتفاظ ade‏ اللحظات والاستجمام الهادىء ! فلو اتناس مثلا_ 
لم نسترح في فراشنا » حيث تتيه فى غيبوبة تامة ثماني ساعات مان كل 
آربع وعشرين ساعة لناءت اجسامنا وعقولنا وأعياها الكلل ! 

آنا مستعد الآن لان اعترف بأن الجسم في حاجة الى فترات نوم ؛ 
ولكنى لست مستعدا إن أستنتج من هذا ان العقل في حاجة الى فترات 
اضافية من اللطالة ٠‏ فان لدى بعض التاس صورة عن العقل كاناء محوف 
بحتوي كمية محدودة من الطاقة العقلية » وعم يفترضون ان هذه الطاقة 
العقلية تأخذ فى النفاد شيئًا فشيئا اثناء قيام الشسخص بالعمل » ولذا بجحب 
في عرفهم أن ,يقف العقل عمله في فترات منظمة يزود فيها من الطاقة زادا 
جديدا + قد يكون هذا صحبحا على العموم من وجهة النشاط الجسمي > 
ولكن ليس هناك من الادلة الكافية ما بحملئا على الاعتقاد بأن لديئا ابضا 


Aes 


مقدارا م ن الطاقة النفسية يمكن إن بدخر ويستتفد نم يملأ من جديد كما 
تمل صفاكح البترول ٠‏ 
ولد اجريت حدينا بحوث مدهشة » ندل على ان الاغياء العقلي 
الحقيقى قلما بحدث » ونح اذ نشكو جهادا عقليا فليس الذي أجهد أو 
استنفد هو طاقتنا » بل ميلنا » ولا تكون حينئذ فى حالة اعياء بل حالة ملل ٠‏ 
فقد يرجم أحدنا يوما الى المنزل معلنا إن دماغه قد بلي من ۾ التغي ء ولكنه لا 
نكاد يبدأ قراءة رواية بوليسية أو لعب شيء من الورق حتى نجد ذهنه على 
نم ما يكن يقظة وحيوية ٠‏ انه لا شلك في ان ka‏ ما من التعب 
الحقيقي في معظم الحالات » ولكن ما تخسبه تعيا عقليا » اذا حللته وجدته 
في الغالب تعبا جسميا » يرجم من ناحية الى تجمع السموم دال الجسم ¿ 
ومن ناحية اخرى الى ما بصيب العضلات ( لا الطاقة العقلية) من إعياء ٠‏ 
'اني اعترف إن النكلل العقلي قد يكون عقوبة الارحاق الزائد » ولكنه 
ليس نتيجة تعب عقلي أو ازهاق في المخ ( ( كما يحسب الكثيرون ) » بل هو 
اما تتيجة للمعيشة غير الصحية التى تترتب في العادة على العمل العقلي : 
واما تنيجة قاق واضطراب فكر وشعور بخيبة » وهذا هو النوع الغالب ؛ 
آي اله بالاختصار ننيجة لاسباب وجدانية اكثر منها عقلية ٠‏ ئ 
اذن فالمكرة القديمة التي ترى أن al‏ الوك للفراغ هو أن 'يغطينا 
فترة راحة نسترد فيها نشاطنا العقلي » انما هي فكرة مبنية على لشبيه 
خاطليء » فليس من اللازم ان تكون المسامحات خلوا من العمل » ولا ان 
التخصص نهاية كل اسبوع للنوم » ان احسن FNL‏ بست ي 
الوقوف عن العمل » بل في تنويم العمل العقلي » وما العقل المستريح يتا 
سل سید واک ر روء نوهي اتی رب ای ا 
بصدأ منه الى أن ستجي ٠‏ 0 : 
على ان الفراغ لم يتثير في مقداره فقط » بل فسي طبيعته إيضاء 


١١ 


فمخترعات العام لم تقصر ساعات العمل فحسب ء ولكنها آوجدت مصادر 
جديدة للتسلى في فترات الفراغ » فالسيارة والسينما والتلفزيون والراديو 
كل هذه وسائل للتسلية والتحرر من الجهد؛ لي بحلم بها آباونا وأجدادنا ٠‏ 
ولقد أخذت الدولة ‏ فى طريقة مياشرة أو فير مياشرة ب تساعد هذه 
الظاهرة » قلدينا الآن مكتبات عامة » وملاعب وحمامات عامة » ومعارض 
فنية » ومتاحف وفرق موسيقية » وهيئة للاذاعة قامت بتشريم من البرلمان » 
وكثير من الممالك الاوروبية فيها مسارح ودور اوبرا تعضدها مالية الدولةء 
بهذا أصبح الفراغ أكثر من مجرد فشرة جوفاء بين مسافتين من العمل ) 
وصارت جهودئا فى طلب اللذة أشد واكثر جلبة وتنوعا ؛ واهدی سبيلا في 
بعض نواحيها ٠ "٠‏ 

ما أثر هذا التغير المزدوج إذن ؟ لقد تميزت المدنيات الراقية دائما 
متتحات فراغها » اكثر مما تميزت بمنتحات عملها ٠‏ فهل هناك آي آمل فى 
ان نصل في هذا العصر الديمقراطي من طريق الفراغ الى مثل الثقافة الراقية 
التى وصلت البها طبقات الفراغ المثرفة في بلاد اليونان وفلورنسه وفرنسا؟ 
٠‏ لنبد؟ نحن علماء النفس فنبحث كيفية صرف الرجال والنساء الآن 
أوقات راحتهي ؟ ما الذي يدفعهم الى اختيار هذه المتعة آو تلك ؟ اذا مضينا 
في بحث كهذا فقد نستطيعان تثنيا بالنتامج م التي سيتمخض عنها هذا 
الانقلاب فى طراء لق حياتنا » وان نعرف نوع الرجال والنساء الذين تخلقهم 
الظروف الجديدة لا في العمل فحسب ولكن في الفراغ ايضا ٠‏ 

ما أعظمها من فائدة لو اننا استطعنا ان نقوع باحصاء لانواع ما يشتغل 
به الناس في ساعات فر اغهي ؛ على مشال احصاء الاعمال التي تعتبر 
ب وسمنا ب أعمال ( كسب ) + + ليس هناك من شك فى اننا ستجد يعض 
الشواغل _ الى حد ما # تدخل ثحت النوعين معا¿ فما هو عمل عند فرد 
ما »قد يكون هواية عند آخر » وانك لتجد احيانا ان ما يشتغل به يعض 


۲۴ 


الناس في مسامحاتهم وف يأمسيتهم ليس الا استتمرارا لاتفر ضهعليهي تجارثهم 
أو مهنتهم ٠‏ اقرآ حياة أي عصامي مشهور مثل ( اديسون) أو (لتكوان ) اد 
( فورد ) 'نجد أن هذا هوعين ما شغل a‏ الفراغ ء ويذا فرك اللكسالى 
من ورائه » ووصل الى قمة النحام والمحد ٠‏ على انك لو نظرت الى شخص 
آقل من هؤلاء طموحا وجدت آحب شواغل الفراغ :اليه في الغالب ما كان 
مخالفا لنوع عمله ء لا ما كان استمرارا له » ووجدت اختياره عبارة عن ود 
فعل يطلب فيه مهربا من الحياة اليومية القاسية + فهو في ساعات راحته 
يجري وراء اشباع بعض قدرائه الأنسانية التى لا يشبعها اثناء عمله فسي 
مكتبه أو مصنحه ٠‏ وحيث بكون عملا ثقيلا شاقا على جسمه غر شاغل 
لعقله » Sos onto‏ لحظاته الحرة بوساثل من التسلية ويشتري صندوقا من 
السجاير لنفسه وآخر من الحلوى ارفيقه » ويستعد للاستمتاع بما يعرض 
ليه من احداث مفاجئة ومغامرات تروع القلوب والالباب ٠‏ 


فى الولايات المتحدة يذهب +؟ مليوا من الناس الى دور السيئما 
كل اسبوع » ويصرف الجمهور الامردكي من دخله السنوي 1 ,/ على 
الطياق و ١١‏ / على الحلوى و ٠١‏ ,/ على السيئمأ وم على الالعاب 
الرياضية ( ويدخل في ذلك رحلات النزهة في السيارات ) و +5.,/ على ما 
يسموته المشروبات غسير المسكرة و 0./ على الراديو و لم ./.٠‏ فقط على 
الكتب ء 
نأثير كل تلك المستحدثات على العالم الحدد ۴ ندا قتيحك اول 
si‏ طيقات البيئة الاجتماية .ان اطي JA‏ مسا سح تلك 
الناحية هو محو الفروق بين الطبقات ء فوساللى التسلية التي كانت وقفا على 
الاغنياء اصبحت الآن انواع رخيصة منها في متناول الطقات الوسطى 
والفقيرة ؛ حتى لقد صار عامل اليوم في الواقع يحظى من الالعاب ووسائل 
اللهو بأكثر ممأ كان يتمتع به الغني منذ قرنين ٠‏ وهو وان كان استعماله 


ل 


لوقته Lite‏ وغيي ST SIM cater‏ في الحرص على وقت خراغه دفي 


ون مناه BY gp lt‏ عن أعله وضوا : فل ye tal‏ 
السفر » واصبح الكثير منه ميسورا في ساعات من الفراغ قليلة ؛ والمسافة 
التي كان الشريف يقطعها على ظلهر جؤاده في يوم» اصبحث اليوم نقطم في أقل 
من ستين دقيقة في سيارات الاسفار الكبيرة ٠‏ وقد نتج عن هذا ان كثر 
ذهاب الرجال والنساء من كل طبقة الى الريف » ومشيهم في مثاكب الارض 
على نمط السياح الامريكيين » وعم في تجوالهم هذا بختلطون بالطبقات 
الميسورة على قدم المساواة » فكاتب المصرف يسافر الى مكان عمله أو 
ددهي لشناهدة الألعاب الرياضية مم البارون حنا الى حنىي» والفتاة العأمله 
في أحد المتاجر ترتدي ثيابها المسائية وتذهب يقطار تحت الارض الى المطاعم 
الفخمة في قلب لندن + وهكذا يستطيع الفقير ان يراقب الغني » وان يتتقد 
الغني » وان يقلد الغنى ٠‏ وهكذ! أصبحت الملابس والآداب والعادات ب في 
كل بلد وفي كل قطر متمدين ‏ سائرة الى التوحيد ٠‏ 

ولقد زاد ظهور السينما والراديو في هذا الاثر : فذو الكوخ الحقير 
يملك الآن جهاز راديو لسماع الاذاعة ؛ وآفقر الاسر نزور دار السيئما مرة 
كل اسبوع » وهم يرون على الشاشة سلوك الاغنياء ( أو على الاقل كما 
يبدؤ ذلك. السلوك لفن مخرج هوليود ‏ او كما شن ذلك المخرج ان هذا 
هو السلوك الذي يتوقعه الجمهور ) + وبهذا janis‏ نموذج واحد غالبا من 
التصرف ٠‏ وتآخذ. الفروق المحلية فى الاضمحلال » وان الراديو الآن لينقل 
موسيقى الرقص والاغاني والكلام الفصيح الى بعد الاكواخ » فلم بعد 
اسلوب النطق في مدرسة ما من المدارس العامة لهجة غير مفهومة للجماهيرء 
ولم بند برى. الناس فيها مجرد حذلقة وادعاء ٠‏ 


000 1 


ليست الفوارق بين الطبقات فحسب آخذة في التلاشي » يل ان 
الفوارق ريين الرف والحضر سائرة الى هذه الغاية » فقد اضمحل او كاد 
ذلك الفارق بين حياة القرى وهاة المدن > وقد اقتر مث المدن من القرى 
والقرى من المدن » وليس في انكلترا الآن من قرية صغيرة الا بجانيها مدئة 
آو th‏ ذو سوق + نصور الحياة الريفية في قرية صغيرة في اتكلترا في أحد 
الأمسبة الشتوية منذ قرن أو قرنين من الزمان : أما الرجال قربما مششوا الى 
حانوت القرية ؛ وآما سائر الاسرة فقد تجمعوا في حجرة صغيرة مملوءة 
بالدخان تضيئها شمعة ذابلة أو فتيلة مصباح صخير » لا يستطيعون قراءة 
أو كتاية » ولا بجدون ما يتحدثون عنه الا النزر اليسير ٠‏ وأذا طالت عليهم 
اسابيع الملل لي يحدوا ما يسلون به الوقت الا البحث عن العفاريت في آضواء 
الشقق + وكان الناس طو ال القرن التاسع عشر يهجرون القرى الى المدن 
جريا وراء التسلية والابتهاج ٠‏ آما الآن فقد انعكست الآية اذ اتنشر 

مستحدثات المدن في القرى » فأصبحت كل بقعة من الريف ضاحية لأقرب 
مدينة اليها + وانك لتستطيع الآن ان تسمع حيثما كنت في أبعد الاماكن 
أحدث الروايات وأحدث الاخبار والالحان الموسيقية » على الراددو أو على 
شاشة التلفزيون ٠‏ والرجل الذي يعمل فى مديئة ليدز أو ليفربول أو لندن 
يستطيع أن يعيش خارج البقعة الصناعية » وان يسافر الى مقر' عمله جيئة 
وذهايا بالترام أو القطار ؛ واذا اضطر أنْ بعيش بجوار عمله استطاع أن 
بنجو من الدخان والضوضاء بالخروج فترات محدودة في نهانة كل أسبوع 
للعب ( الغولف ) أو بالتجول على القدم الى مسافات بعيدة ٠‏ 

ان النتائج المباشرة لكل هذا ظاهرة الوضوح : He dy gm AST fie‏ 
الريفي ؛ وجسم أصح لسكان المدن + ليس هذا فقط بل ان العالم كله أخذ 
بتقارب بعضه من بعض منغير نظر الى بيئة خاصة : فالغني والفقير والمتعام 
es‏ المتعلم والمدني والقروي كل أولئك يتقاسمون OY‏ لذات واحدة »؛ 


{A} 4.05 


يلهون بنفس الملاهي ؛ وتحد لهم تبعا لذلك افكارا ومعضلات مشستركة» فاذا 
تقابلوا فهم كل منهم لهجة الآخر ء لا بل اطمآن الى وجهة نظره ٠‏ وعلى هذا 
فقد بدأت تلهر روح جديدة من الاخوة ء واذا أراد العامل الآن ان 
يستعمل وقت خراغه في أغراض سباسية كان أكثر فهما لما نمعل » وأقدر على 
افهام الآخرين + واذا ارتقى ابنه في المنزلة الاجتماعية الى درجة أعلى لم 
تكن الحياة جديدة غريبة عليه غرابة تحرجه ؛ فان آداب السلوك اليوم آداب 
مجتمع قائي على المساواة » والاختلاط الاجتماعي قد صار في كل نواحيه 
أسهل وأحفل » وآكثر حربة + وأقل 'نعرضا لأن 'تكدر صفوة التقاليد الضيقة 
والتحفظ وسوء الظن المشادل ء٠‏ 

ثانيا ب لتبحث الآن هذه الثغيرات فى الحنسين : لقد فتحت الآلة 
الكاتبة والهاتف وكل الظروف الجديدة الصناعية والتجارية ابوابا جديدة 
للنساء » واعطتهن استقلالا » وجعات لهن ايرادا خاصا + فالمرأة اليوم تغادر 
المنزرل الى مكان العمل » وهي بالضرورة تريد ان ثغادر المنزل بحثا عن اللدة» 

وليست المرأة التي تعمل خارج المنزل هي التي اتنفعت وحدها بهذا 
التغير ه فلقد كانت جداثنا بشكون من إن عمل المرأة لا ينتهى + و كان 
أزواجهن يجنبون بأن مكان المرأة هو المترل ء آما اليوم فقد قللت المخترعات 
الحديثة العمل في البيث كما قللته في المصئع ‏ فالكهرياء تدفىء ححراتنا 
وتنيرها » ونطبخ غذاءنا » sary‏ لنا اللصاعد وآلاث التنظيف ٠‏ وقد قل 
عدد الاطفال وأصبح شراء الغذاء الجاهز المحفوظ في العلب أرخص من ذي 
قبل ٠‏ فالزوجة والام قد اصبم لديها ب بعيد الحرب العالمية الاولى # وقت 
أو سع ٤‏ ولديها من الفراغ ما بعادل تصييبس زوحها أو أخيها.ء و هي تطالى 
بقسط مساو لهما من الحرية في استعمال ذلك الفراغ ٠‏ : 

ما هى النتبحة المحتمة لكل هذا ؟ اولا ‏ مساواأة بين الحنسين أخذة 
في الازدياد ؛ وثانيا » اختلاط بين الجنسين أكثر حرية ٠‏ وقد ساعد اختراع 


0 


الاقمشة الخفيفة وما جلبته معها من تغير في ملاس الجنس اللطيف على ان 
بأخذ النساء والبنات بقسطهن من الالعاب » وعلى أن يشباركن المتجولين في 
الريف في نجوالهم الطويل + ومن هنا قل الاختلاف في وجهات النظر العقلية 
بين الجنسين ؛ واصبح الاولاد والينات يعرف بعضهم عن بعض أكثر مما كان 
بعرف آباؤهي ٠‏ 

وهكذ! أصبحت الحياة دين الحجنسين وبين الطقات الاجتماعية المختلنة 
سائرة الى مستوى عام متشايه ٠‏ غير أن هناك ظاهرة اخرى لعلنا نستطيع 
تمييزها : ذلك انك تلمح في داخل كل جماعة ‏ بالرغيم من ان المستوى 
اصبح اكثر نوحدا . عددا من الانواع أكثر » فان الجماعات المختلفة لا 
تكاد تشرع في الامتراج حتسى تأخذ عاداتها وقوانينها الاخلاقية فى 
التضارب ‏ ويبدأ بمحو بعضها بعضا » فليست فتاة المصانع اليوم بسحبرة 
ان تلبس اللفاع وأحذية الخشب ؛ وليست المرآة اليوم مسن أي الطيقات 
بمازمة دائما أن تلبس الثوب النصفي » وان تمتنع عن ليس السراويل 
الطويلة أو القصيرة ء وترى الناس في كل انحاء العالم قد بدأوا يغيرون 
أفكارهم وعاداتهم بالسرعة التى يغيرون بها ملابسهم donb] Oy zt att‏ 
جديدة » ويطيرون الى أماكن جديدة » ويفتشون عن مصادر للهو لم 'نطرق 
من قبل » وترى في كل ناحية عادات قديمة تنزع » وميلا قويا الى تجرية 
كل de‏ + 

لقد بحثنا الآن امر الرجال وأمر النساء » فما شأن الاطفال ؟ بخيل الى 
ان أهم تغيير ذي بال في 'نوزيع الفراغ هبو زيادة الفراغ المسموح به الآن 
للطفل » فكثير من الامثال التى كانت عريرة على جدالنا من مثل : ( شغي 
للطفل ان يرى ولا يسمع ) و ( أن الاقلال من العصا مفسدة للطفل ) » قد 
طوي زمائها » وقل ان نتمثل يها اليوم آحد + والطفل الحديث في المدرسة 
وخارجها بشجع الآن على الاسترسال في حبه الطبيعي للنشاط الحر الطليقء 


1¥ 


وقد قل الان تكليف الاطفال بالعمل خارج ساعات الدرس » من مثل ديع 
الجرائد والانجار في الطرقات وتوزيع اللبن قي الصياءح » وقد ذهبت الآن 
الى غير رجعة » تلك الايام التى كان يكلف قيها الاطفال تنظيف المداخن > 
أو يعملون كالرقيق فى المصائع ٠‏ وما ساحات اللعب الان ومبادينه ب مسين 
ملاعب ( كريكيت ) في الحدائق العامة ء ومن أرض مخصصة للالعاب 
الرياضية خارج المدن — bey‏ الانجازات الريفية للاولاد والبنات بعد اتتهاء 
الفصل الدراسى »ء ما هذه وسواها من المستحدثات الا دلاثل على اننا نقدر 
حقالقدر استعمال الطفل حرنته واستمتاعه بها ٠‏ ولقد تغيرت الترمة تفسها 
بعد أدخال ما يسمى طريقة اللعب في حجر الدراسة ٠‏ 


قبي ان المواد الدراسية التقليدية ‏ مهما اتقنت طرنقة تعليمها ‏ 

كافية في اعداد الطفل لمستقيله في الحياة » بل ربما كان هذا الذي a‏ 
على الحاة المدرسية مغريا للشباب على استكقال العمل حين يفرض عليه ء 
وعلى التسكم والبطالة بعد اتتهائه ٠‏ واذا كان الواجب كما يخر نا الثقاث 
ان فكون الترية للحياة » فقد وحب أن تشمل هذه التربية أعدادها للعمل ٠‏ 
ولقد خطت المدرسة فى هذه السبيل اولى الخطوات اذ أخذت على عاتقها 
مراقة وقت اللعس كما تراقي ساعاث العمل » واصبحت الالعاب المنظمة 
الآن جزءا ظاهرا في نساط كثير من المدارس 'الحديثة ٠‏ اما خارج المدرسة 
فان آهم حر که ذات مغزى هي حركة الكثافة وامرشدات » وتلك ظاهرة لا 
تمشل الطربقة الجديدة في استعمال الغراغ فحسب ء بل تمثل وجهة النظر 
الجديدة نحوها ايضا ٠‏ ولقد تحول الشعار القديم في هدوء فآصبح الآن : 
( العب اثناء العمل » واعمل اثناء اللعب  )‏ وتلك قاعدة سيكو لوجية 
صحيحة : جديرة أن يعمل بها الراشدون أنشا ء 


ولكن العامل الذي كان له اكبر تأثير في وقت الفراغ عند الطفل هبو 
السيئما ؛ فما هو مبلغ آثرها في هذا العقل النامي ؟ آهي تشجم الحدث على 


eA 


تقليد الجراتم التي يشاهدها على الشاشة ؟ أهي تقوده الى ان ,يبظن المثل 
الاعلى للعيشى هو نلك الحياة المرحة المستهترة التي يحياها نجوم السينما 
فى هوليود ؟ أم هي نعطيه صورة حقيقية لهذه الدئيا العريضة 6 وتساعده 
على ان يتعمق ادراك ما على في المدرسة » وعلى ان ينهم ظروف الحياة حوله 
فهما واضحا ء وبذلك تعده لأن بأخذ مكانه الحق في الحياة رجلا تام النمو ؛ 

هده الاسئلة وأشباهعها ليست الا جزءا مسن معضلة أكيسر يمكن 
تصويرها فى السؤؤال الآني : ما الذي يدفعنا جميعا » رجالا ونساء واطفالا 
الى صرف أوقات فراغنا قي هذا النشاط الذي يبدو عديم الحدوى ؟ ليس 
هناك من حيوان آخر في الوجود كله يبذل مثل هذا المجهود ونلك الطاقة 
فى عمليات مثل هذه غير ضرورية + فما الباعث على هذا ؟ نحن فى العادة 
تنسب هذا الى البحث عن اللذة » ولكن هذه سيكولوجيا خاطئة فالذي تجد 
فى طليه هذه المظوقات ليس اللذة بل هزة الاستثارة ء وليس السعادة بل 
نشوة الطرب ٠‏ 

ان الاستثارة لسهلة ؛ وسبيلها تنبيه الغرائز الفطرية التي كانت تشبع 
تمام الاشباع في الازمنة الوحثسية الاولى : قي الجهاد البومي للبقاء ؛ من 
تصيد للطعام ومقاتلة للعدو وضرب في الارض بحثا عن المراعي الخصبة ٠‏ 
ولولا هذه المبول الفطرية ما عاش الانسان ولا قبيلته ٠‏ اما الآن ‏ فى حياة 
الجماعة المتمديئة ‏ في المصنع أو المتجر أو المكتب » فلا حاجة الى عمل هذه 
الغرائز » ومع ذلك فتحن لا نزال تتوارثها » ولا سبيل الى محوها وستظل 
آقوى العناصر وأعمقها في تركيبنا العقلى » ومن هنا وجب لها منفذ في 
الفراغ واللعب + 

ولكن العامل الذي كان له اكبر تآثير قى وقت الفراغ عتد الطفل هو 
السينما » فما هو مبلغ اثرها في هذا العقل النامي ؟ آهي تشجم الحدث 
لحاجات الظمآ والجوع : وتحولها الى ضروب من 'نمضية الوقت + وصالة 


۱۹ 


الموسيقى والرقص والرواية الرخيصة كلها تحاول من طريق خفي ان تبه 
الغريزة العامة غريزة الجنس » كما ان المصارعة وكرة القدم والكريكت 
وسائر الالعاب التى تحتوى منافسة ومياراة انما تنبعث في الغالب من غريزة 
العدوان » وغريزة حب الظهور تجد اشباعهما في املاس > اما غريؤنا 
الاستطلاع والتجول فائهما تجعلان منا جو"الين نضرب في الارض ونملا 
أعيئنا من كل ما بصادفنا » وغريزة القطيع تدفع بنا زرافات الى مشاهدة 
المباريات والسياق وما شابههما » أو على الاقل تجعلنا نزرع الشوارع 
المضاءة حيتة وذهابا ء والميسر والرهان و نسب جوائز الصحف كلها تتوقف 
على الاستثارة الشديدة لغريزة التملك ‏ والى ما في توقم اشباعها اشياعا 
دسما سريعا من لذة بالغة ه وهناك اخيرا أشرطة السيئما وما لها من مستقبل 
آوسع مما لاي منبه آخر » أذا ترودنا بأحلام يقظة جاهزة » نستطيع بها 
طول عصر يوم أو مسائه ب ان تنخیل آنمسنا !بطالا مغامرين » أو بطلات 
ye gel al she Ghali‏ ذوي الملادين » أو نحوما مسرحة ب على حسب 
أجناسنا وأذواقنا ٠‏ 


يمكن ان نقول ‏ اذن ‏ ان كل ما نشغل به أنفست! وقت الفراع 
بحقق ‏ في طريقة مصطنعة خيالية في العادة .. تلك الرغبات الفطرية التي 
تبقى في ساعات العمل غير مشيعة » بل الى حد ما مكتومة ٠‏ والواقع ان 
نظام الحياة الصناعية الرتيب الممل يثير سه بطريق رد الفعل ‏ رغبة ملحة في 
المؤثرات الحسية » وهذه الملذات البدنية انما تخدم نلك الرغبة ٠‏ فكأن 
الاستثارة الوجدانية ‏ لا السرور ب هي التي تهيىء للعامل المتعب أنجم 
علاج طبيعي وأسرعه ٠‏ 

ترئ اذن ماذا سيكون التأثير النهائى _. لهذا الظمآ الجديد الى 
الاستثارة ب على الحيل الناشيء ؟ والى أبن بقودنا ؟ أليس سينشىء لنا 
صنفا من الناس هازلا » غير أهل لتحمل المسذوليات ء بحاول أن يغرق 


11 ٠ 


متاعب العمل ؟ آلم نفقد بهذا تلك الصبغة العقلية الجادة التي امتاز بها العصر 
المكتوري ؟ ألسنا بهذا نرجم القهقرى الى نوع من الحياة آكشر خشوة 
وامعانا غي وادي العريزةٌ والمطرة ؟ 

أظن اننا في غير حاجة الى ان نحكم على الجيل التاشىء بعد الحرب 
العالمية حكما قاسيا ء فلو اننا استطعنا ان نرجم الذاكرة الى نحو ماثة سنة 
مضت » و نستعرض أنواع النشاط الفراغي فيها ؛ لوجدنا نفس الغرائر ممثلة 
في معظى نلك الانواع » في شكل قد يكون آقل رقة وتهذيبا من الوقت 
الحاضر ٠‏ والا فهل يعتبر سباق الكلاب أحط في التسلية من قتال الديكة 
وارسال الكلاب على الدببة ؟ وهل السيئنيا آكثر من الحائة اضعامًا 
للاعصاب ؟ : 


على انه ما دامت الغرائز موجودة » فقد سكون أفضل ان تحصد لها 
منهذا آمنا » من ان تكتب كتياه أضف الى ذلك هذه الغرائزب كما 
اسلفنا ب يمكن أن تدرب وتعلى ؛ وكل ما نحتاجه قي هذا هو دراسة 
أحسن طريقة لاستعمال الفراغ » فمعظمنا فاشلون قي فن الحياة لانن 
تعوزنا المعرفة والمران » وليست اللذات الرفيعة الا أذواقا كونت ني هذبت: 
وما التمتع بالموسيقى أو الرسم أو الادب ‏ عند من يتمتعون به الا شيء 
قد جاءهم من طريق الصدفة السعيدة ٠‏ ولكن لم نترك ذلك للصدف ؟ أن 
الجيل الناشىء يحب ان يعلم كيف يستعمل ساعاته الحرة التي لاا تفتاً تتزايد» 
خذ مثلا غريزة الانشاء أو التركيب : ان هناك قوما يجعلون شغلهم الشاغل 
في آوقات فر اغهم الالجاه الى الانشاء أو الت ركب أو كسب الهارة 
الضرورية » ولكن ما السر في قلة عددهي ؟ ان اللذات الرفيعة الو عرفئنا ب 
أعظم اللذات ارضاء »> واكثرها ثمرة » وكثير من الاعمال العظيمة التي خلفها 
لنا الماضي كانت نتيجة لبعض لحظات من الفراغ ٠‏ ٭ بل ان کٹیرا م عظباء 
الكتاب » وأكابر العلماء : ومشهوري الرسامين والموسيقيين ؛ انما أنجزوا 


114 


الاشياء التي اشته روا بها في أوقشات فراغيم : فقد کان 
« كيتس » » ( الشساعر ) ممساعد صيدني » وكان « لام » ( الاديب ) 
كاتبا فسي دواوين ع الحكومة : وكان « ماثيو ارنولد » ( الشسناعر 
الناقد ) مفتش مدارس + وقد نظر معظم هؤلاء الى ما نسميه نحن عملهم 
فرأوا فيه لا عملا ولكن شاغلا مفيدا لساعات فراء wells + eet‏ 
تذكرون كيف أعجبت الملكة فكتوريا بكتاب ( آلس في بلاد العجائب ) حتى 
لقد بلغ من شغفها به ان طلبت نسخة من الكتاب التالي الذي آخرجه ملفه 
بعد ذلك ء وما كان آشد ارنياعها حين جاءها الكتابي فاذا عنوانه ( الكتاب 
الخامس من اقليدس بالطريقة الجبرية ) » ولم يكن قد خطر على بال الملكة 
من قبل أن كتاب ( آلس في بلاد السجائب ) لم يكن الا تسلية تسلى بها في 
مسامحته استاذ جامعي في احدى كليات اكسفورد : كان عمله الرسمي ان 
بحضر طلبة الجامعة لامتحان الدرجة في العلوم الرياضية ٠‏ 


عناك الآن علائم تدل على ان الجيل الجديد قد بدأ ينظر الى الامور 
نظرة جديه » فقد بدآت تظهر حر كات للشياب غير مفروضة من الخارج بل 
بنظمها الشباب أقسهم + وهذه الحركات تختلف باختلاق الأحوال » 
فبعشها يرمي الى الرجوع للطبيعة ‏ الى حياة أصم واهدأ وأبعد عن 
ضوضاهء المدينة ب وبعضها يرمي الى الاصلاح الاجتماعي + أضف الى 
هذا ان ما يبحدث في المدرسة عند بدء ادخال النظام الحر محثيل أن يحدث 
في الطبقات الحديثه Joly cp poll‏ مرحلة فى هذا اباحه ثائرة » وفوضى 
لاا ضابط لهاء ثم عقب ذلك بحث وراء انواع من النشاط اكثر ارضاء 
للئفس » وانى أعرف شابا بناء » أمنيته الوحيدة ان عمد كتاءة اللغة 
الانكليزية ليستطيع أن يؤلف رسالة من الطراز الاول على موضوع البناء 
باللبن + وآعرف كذلك سائق سيارة اجرة : اكبر آماله ان تحيد العزف على 


HAT. 


يؤكدان لي انهما يجدان من اللذة والارتياح في هذه الهواياث الجديدة 


وعندي ان التفكير السيكولوجي لهذين أصح من فكي بعض الئاس 
الذين يظنون انهم يستطيعون الحصول على اللذة من غير عمل في سبيلها , 
اللهم الا ان يعمضو! أعينهم ويفتحوا أفواههم وينتظروا السرور ان ينول 
عليهم » شآنهم في ذلك شأن الطفل في حفلة من حفلات عيد الميلاد + ان 
مشاعر نا نسير حسب قائون متناقض فى لاهره ؛ ينص على إن اللدة فى 
نفسها أقل ارضاء لصاحيها من العمل اللذيذ » فالتهام اللذات يشبه في 
الواقم التهام خمر النبيد أو البراندي » وشآن الاستثارة العقلية شأن 
( الكو كتيل ) والكوكابين ‏ سرعان ما تنطفيء Bade‏ » ويترك وراءه من 
السامة والملل اكثر مما آراد ان بطرد » ويدع صاحبه فى حاجة الى مقادير 
منه أقوى وأكبر » حتى يقضي من المتعة أربه + 

ان اللدة فى نفسها ليست هدقا ء ولكئها طريق مسدود مسن أحيد 
نهايتيه » وأضمن وسيلة الى السعادة ألا تتجه نحوها مباشرة » ولا دمكنك 
ان تشمتري السرور بالجنيهات والشلنات والبنسات كما تشتري المتلحات أو 
تذكرة السفر الى ( مونت كارلو ) ؛ وائما بفيض عليك ويغمرك دون ان 
تبحث عنه وتتوقعه » وانت منغمس في عمل آخر ء فابحث اذل عن شواغل 
للفراغ تدر عليك مقدار! متزايدا # لا متناقضا ب من الرضى والارتياح » 
وانك واجد هذه الشواغل فى كسيب مهارة أو بناء أثر خالد من آرائمك ومن 
نشاطاتك + ان أعظم الشواغل ارضاء لصاحبها هي تلك التي تقوده مسن 
اتتصار ضثيل الى آخر » دون إن تصل الى نهاية لا يسكن 'نخطيها » وتعلم 
لعبة ما ابلغ في جلب السرور من مجرد مراقبتها »> ومحاولة تذوق انواع 
جديدة من الجمال بهجة لا حد لها ٠‏ وألحسن من هذا كله محاولة خلق انواع 
جديدة من الجمال غير ان هذا بالطبع يستازم عملا وجهد! متواصلا 


17 


(لا كسبلا وتراخيا) ‏ عملا تأيه مختارا خارج داثرة عملك الرسمى الذي 
تكسب منه القوث » ولكنه ليس محرد أجهاد » بل هو عمل يتفق وما ثهفو 
اله تساك وتلذه ٠‏ 


وهكذاء على ممر الزمن » قد بكون القسط الدي يقوم به الفرد نحو 
ترقى تفه > أو نحو حياة الحماعة » لا تتبحة ساعات عمله » ولكن تتبحة 
ساعات فراغه ٠+‏ وهكذ! يتسع الفراغ فتختفي الحدود سنه وبين العمل أو 
نكاد ٠‏ فمتى وصلنا # اذن الى الل الاعلى في هذا فسنجد هسنا في 
الجنة التي وصفها اللكاهن السجنون ( تلك الجمهورية التي يكون قيها العمل 
لعيا واللعب حياة : ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة ) ٠‏ 


AVE 


للمقرجسم 


دار مكتبة الحياة  oy ps‏ ۹۹۲| 
مكتبة المعارف Sy‏ 4359| 
الطبعة الخامسّة 00 AVE‏ 
مۇسسة النوري ‏ دمشق RAY‏ 
دار مكتية الحياة ب بر وت 1111 
الطيمة الثانية 1۹A!‏ 
aie‏ الانوار ب 5 _ 51 أ 
دان WAV Sy ao ola Th‏ 
الطرعة الثانية ‏ دار Lome‏ 

الحياة ب نروت LAA!‏ 
دار مكتبة الحياة ب بوت ۹1 
الطبعة الثانية AVA‏ 
دار gl Yl‏ س بعر وت 4 ذا 
الطبعة الثانية ‏ دار الكلمية ‏ 

روث \AA.‏ 
دمضق A‏ 
دار دمشق للنشر ‏ دمشق 1۹٩‏ 


دار الآفاق الجديدة ‏ بيروت 11454 


1 


١‏ ل اللصوصص ‏ تأليف فريدر يلك 

س زواع cell‏ — تاليف ماري 
سو بس 

onlin ٣‏ تاليف فيکي باوم 

1 دفي التربية ‏ تأليفه برتر الدرسل 


ه. الممارسة والتنظرية البلشفية ‏ 
تأليف برترأندرسل 
عمانو یل ميلر 


۷ التربية والنظام الأحدم_اعي ب 
لم الصراع على سوربة ب تأليف 
باقر نك سيل 


4 هل للانان مستقبل 
ليون تروتسكي © OG p32 Ose‏ 
حورج نو فاك 


a 


5 


VAAL 


A 


A. 


A. 


AA) 


۹۸1 


۹A1 


دار الآ فاق الجد بدة س لر ولك 
دار دمثشق النشر ‏ دمشق 
دار مكتبة الحياة س بير وث 
دار مكتبة الحياة س يبر وت 


دار الاناق الجديدة ‏ روت 


دار الافاق الجديدة بروت 


دار مكتية الحناة ‏ دروت 


1 علم النفس الديئي ‏ تاليف 
سير يل بيرت 

۲ - مثل علييا سياسية ‏ تاليف 
برتراتدرسل 

معتى التحليل النغسي- تاليف 
أرلسيثه جوئز 

)| الفوز بالسعادة ‏ تأليف 
برتراندرسل 
ٿو لسستو ي < دوستو فسكي ‘ 
وغول » شيللر ؛ غالزورذي > 
بابيني © توربيه 

14 — جريرة الكنز ‏ تأليفه روبرت 
ستيفتسون 

۷ _ المدشل الى التاريخ الاقتصادى 
تأليف ج. د. ه. كول , 


11 


AY 
1¥ 
.م أ‎ 
| عقر‎ 
1A1 
۹۸۱ 


1۹۸1 


1 ۹A1 
LAA 


۹A1 
1 AT 


1 AF 
VAT 
FAAS 


تأليف 


دار الافاق الجديدة 1 بيروت 
دار دمثشق النشر ‏ دمشق 
دار الطليعة ب بروات 

دار الافاق الحديدة يروت 
دار مكنية الحياة ‏ بيروت 
دار الافاق الحديدة ‏ يروث 


دار الافاق الجديدة- بروت 


دار الافاق الجديده ‏ ديروت 
دار GUN‏ الجديدة ‏ بيروت 


Pde GUY ob‏ بيروت 
دار الافاق الجديدة ‏ بيروت 


دار الافاق الحديدة ‏ بروت 
دار ais YI‏ الحديبدكة ‏ بر وت 


دار tte‏ - دمشق 


AF ll) ols all ١‏ بين ألر جل 
والمرأة | 
؟]-دراسةقي الب وقراطية السوردة 

؟" ب اقتماديات الل سب 

5 ب المر أ« العربية بين التخلفو التكرر 

م ب الوطن العربي بينالتخلف والتلمية 

1 ب العرب والتكتو لو جيا 

باب تحديث الوطن العربي بين 
الميكانيكية العقلية والميكانيكية 
الخرافية 

م مشكلات الانان في التحليل 
الثعسي 

4 ألوعي العلمي 
الحديثة 


١‏ تحليل مائة حالة نفسية 

العلاقة المبادلة بين السقرئة 
والحئون 

2 الانسان العرتي والعلم 

١1‏ البطالة المقئعة في الوطن العربي 


11¥ 


vy 
4 
۳ 
<£ 
vg 
Ae 
۹۱ 


4 


115 


Religious Psychology 
by 
Cyril Burt 


Translated by 


SAMIR ABDOH 


Dar - Ai - Afaq - Al- Jadida 
Beirut - Lebanon 


Mi 
mn 
ا‎ 
nae 
eae 
nee 
03 
ary